منبر التراث
[c1]طريف بن مالك المعافري :[/c]شاهدت في حدى القنوات الفضائية العربية فيلماً وثائقياً يتحدث عن مدينة طنجة الرائعة الجمال المطلة على المحيط الأطلسي ومن بين ما ذكره الفيلم الوثائق عن أهم أحداث طنجة في التي مر في تاريخها هو يوم أنّ انطلقت طلائع من الجيش الإسلامي بقيادة القائد اليمني طريف بن مالك المعافري أو النخعي ـ على حد قول ابن خلدون ـ الذي قاد خمسمائة جندي من بينهم مائة فارس إلى الجزيرة الخضراء جنوب بلاد الأندلس . [c1]اليمنيون في الأندلس :[/c]والحقيقة أنّ القائد المشهور موسى بن نصير هو الذي أختار طريف بن مالك بسبب شجاعته النادرة ، وحنكته العسكرية الكبيرة ليستطلع الأمر في تلك الجزيرة الخضراء . على أية حال ، تحرك طريف بن مالك المعافري من طنجة سنة ( 91هـ / 710م ) أي قبل الفتح الإسلامي للأندلس بعام واحد . وتمكن جنود طريف والذين كانوا من اليمنيين الوصول إلى الجزيرة الخضراء ، وأنّ يخوضوا عدداً من المعارك ضد القوطيين الذين كان يكن لهم الأسبان السكان الأصليين العداء بسبب حكمهم الظالم الذي أدخل البلاد في دوامة من الدماء ، والفوضى ، والأضطرابات . وتروي المصادر الإسلامية أنّ جنود طريف أحرزوا انتصارات مؤزرة على القوطيين ، وعادوا سالمين إلى طنجة , وقد وجلبوا معهم الغنائم الكثيرة . وبذلك مهد اليمنيون الجيش الإسلامي الكبير بقيادة طارق بن زياد أنّ يحقق الانتصارات الباهرة في بلاد الأندلس , فقد كانت المدن تسقط الواحدة تلو الأخرى . [c1]مدينة طريف الأسبانية :[/c]والحقيقة في الوقت الذي ، كان الفيلم الوثائق يتحدث أيضاً في قضايا تاريخية مختلفة مرتبطة بمدينة طنجة الراقدة على المحيط الأطلنطي ، وفي الأفق البعيد كان يطفو جبل طارق شامخاً وعلى هامته أكليل من السحب البيضاء الناصعة كأنها أكليل النصر. فقد ذكرت المصادر الإسلامية أنه يوجد في الجزيرة الخضراء مدينة تسمى طريف . [c1]معرض يمني :[/c]والحقيقة أنّ تلك المعلومات القيمة والهامة التي تقول بوجود مدينة سميت باسم القائد اليمني طريف بن مالك المعافري أو النخعي والتي وصفته المصادر بأنه “ كان قائداً بارعاً في فنون الحرب والقتال “ ـ كما قلنا سابقاً ـ دار في خلدي سؤالاً وهو لماذا لا نقيم في مدينة طريف بالجزيرة الخضراء في الأندلس معرضاً يمنياً دائما عن اليمن وتاريخه ، وجغرافيته ، وسكانه ؟ . وبذلك نعرف الأسبان عن اليمن وحضارته التليد في الماضي و اليمن في تاريخه الحديث المعاصر ، وبذلك نظهر العلاقة التاريخية الوثيقة بين اليمنيين والأسبان بصورة مشرقة ومشرفة . [c1]آثارهم في طنجة :[/c]والشيء بالشيء يذكر ، كان العديد من القبائل اليمنية وفروعها المختلفة ضمن جيش موسى بن نصير الذي زحف بعد طارق بن زياد إلى قلب الأندلس فلم يبق جبلاً أو سهلاً ، أو وادياً ، أو مدينة إلاّ ودخلت في حوزة جيش موسى بن نصير . وتذكر المصادر الأندلسية بأن العديد من القبائل اليمنية بعد أنّ هدأ مد الفتح الإسلامي في الأندلس ، مكثت واستقرت في عدد من المدن الاندلسية , والبعض الآخر عاد إلى المغرب العربي وعلى وجه التحديد مدينة طنجة . ومن المحتمل ، تكون آثار ومناقب الفاتحين اليمنيين الأوائل مازالت موجودة في مدينة طنجة ولذلك نرجو ونأمل من وزارة الثقافة والجهات المعنية بتراثنا وتاريخنا البحث والتنقيب عن آثار اليمنيين في تلك المدينة المغربية التي كانت خير شاهد على دور اليمنيين في فتح الأندلس أو بتعبير آخر كان لهم الدور الكبير في التمهيد للفتح في الأندلس ـ كما أسلفنا ـ . حقيقة أنّ المصادر الإسلامية والاندلسية تؤكد أنّ اليمنيين الأوائل , كانت لهم بصمات مضيئة في بلاد الأندلس وكذلك في مدينة طنجة المغربية وعلى الخصوص في العلوم والمعارف المختلفة والمتنوعة . المهم هو أنّ نجسد تلك الحقيقة إلى واقع ملموس وذلك من خلال إقامة المعارض الدائمة سواء في الأندلس وعلى وجه الخصوص في مدينة طريف الواقعة في الجزيرة الخضراء أو في مدينة طنجة المغربية المدينة الساحرة التي مزجت بين الأصالة والحداثة . فهل في الإمكان تحقيق ذلك ؟ .