غضون
- خلال هذا العام شهدت محافظة عدن ثلاث حوادث خطيرة.. الأولى مطلع شهر مايو عندما قام مجهولون بوضع قنبلتين في حديقة الأطفال بمدينة التواهي لكن رجال الأمن الذين سارعوا لإبطالهما هم الذين دفعوا الثمن حيث جرح اثنان منهم جراء انفجار احدى القنبلتين أثناء محاولة إبطال مفعولها، ولم تعلن جهة مسؤوليتها عن هذا العمل البشع.. ويبدو أن الفاعلين تواروا بعد هذه البطولة المخزية.. هي كذلك بالفعل لأنهم استهدفوا حديقة للأطفال وأمهاتهم.اما العملية الثانية فقد كانت إرهابية وهي هجوم عناصر تنظيم القاعدة على مقر إدارة الأمن السياسي في 19 يونيو، والحادثة الثالثة والأخيرة هي التفجيران اللذان استهدفا رياضيين ومواطنين عاديين في الشيخ عثمان وأديا إلى موت أربعة مواطنين وجرح 23 آخرين، ويبدو أن هذا الحادث الإجرامي قريب الصلة بالإرهاب رغم أن الذين ارتكبوه أقرب إلى (الحراك المسلح) منه إلى تنظيم القاعدة لأنه أيضا استهدف مواطنين أبرياء بقصد إثارة مخاوف الجيران تجاه (خليجي 20).. وقد تمكن أمن عدن من الوصول إلى المنفذين أو قل إلى من قادوا أو نفذوا الهجومين الأخيرين.. وإلى جانب هذه الحوادث الثلاثة الأخيرة كانت هناك محاولات إجرامية أخرى لكنها جميعا أحبطت في وقت مبكر من قبل أجهزة الأمن في عدن.- ولسنا هنا بشأن تقليل أهمية تلك الحوادث .. فالجريمة تظل جريمة ومزعجة ولو كانت واحدة وكذلك الأمر بالنسبة للعمليات الإرهابية.. لكننا كمتابعين نرى أن الحالة الأمنية في محافظة عدن لا تزال أفضل من أي مكان آخر وفي هذا العام الذي تعتبر فيه عدن هدفاً بالنسبة للإرهابيين والخارجين على القانون .. بل هدفهم الأول بالنظر إلى كونها قبلة العرب بحكم انها المكان الأول لاستضافة أكبر تظاهرة رياضية وسياسية أيضا في المنطقة، لذلك يرون أن أفضل وسيلة للفت الانتباه نحوهم استهداف عدن بشتى الطرق، وسواء نجحوا او فشلوا وقبض عليهم أو نجوا ستنقل أخبارهم عبر مكبرات صوت لأنهم فعلوا ذلك في عدن المهمة والكبيرة في هذا الوقت.وأزعم أن هؤلاء يشعرون بخيبة الأمل الآن.. فمن ناحية ان مرتكبي أو منفذي تلك الجرائم وأولئك الذين يعدون للمزيد صاروا في قبضة الأمن.. ومن ناحية أخرى أن أفعالهم أدت إلى تضامن الجيران مع اليمن وإصرارهم على المشاركة في خليجي 20.- وإذا كان الأمر بالنسبة لمحافظة عدن أضحى محسوما من الناحية الأمنية والنواحي الأخرى، فانه بالنسبة إلى محافظة أبين أو على الأقل زنجبار لا يبدو كذلك الآن وقبل الخليجي بشهر واحد.. ويتعين أن نكون صرحاء.. نحن لا نعرف ما هي خطط الحكومة وأجهزة الأمن لفرض الأمن في أبين على الأقل قبل بدء الدورة بفترة كافية، وما نعرفه من خلال المتابعة اليومية أن هناك مشكلات أمنية حقيقية الآن، ونشعر من خلال كلام المحافظ وبعض وكلائه ومدير أمن المحافظة أن هناك من يرغب في استمرار سوء الأوضاع في أبين.. والأكثر مرارة أن تسمع من هؤلاء أن قرارات تعيين جديدة صدرت في الفترة الماضية فرضت بدائل أسوأ مما كان قائماً قبل تلك القرارات!.