بشير الحزمي تهدف الأمومة المأمونة بدرجة أساسية إلى أن تمر فترة الحمل والولادة بسلام وبدون مضاعفات قد تؤدي إلى عجز وظيفي للأم ولجنينها ( وليدها ) سواء بشكل مؤقت أو مدى الحياة وتقليل معدل وفيات الأمهات، وهذا يتم من خلال تحسين نوعية الخدمات المقدمة للمرأة أثناء الحمل والولادة وما بعدها ( مرحلة النفاس )، وعبر رعاية ماهرة أثناء التوليد واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب كالذهاب للمرفق الأقرب عند ظهور علامات الخطر أثناء الحمل، والوضع. الأمومة المأمونة من العناصر الرئيسية للصحة الإنجابية، ونقصد بها رعاية شاملة تتركز في دعم وتعزيز صحة الأم والوليد ( بدنياً ونفسياً واجتماعياً ) بالإضافة إلى تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية. ومن البيانات الإحصائية نجد أن معدل وفيات الأمهات في اليمن في سن الإنجاب 365 لكل 100.000 ولادة حية ما يعني أن سبع أمهات يقضن نحبهن يومياً، وهي من المعدلات المرتفعة عالمياً علماً أن 72 % من هذه الوفيات تحدث بعد الولادة ( مرحلة النفاس). ويرجع هذا إلى عدة عوامل خطيرة منها: الإنجاب المبكر والمتأخر، وتكرار الحمل والولادة بدون فاصل زمني أقلة ثلاثة أعوام، وإهمال رعاية البنات في طفولتهن ، والأمية الشائعة في أوساط الفتيات والفقر ، والعمل المرهق للمرأة، وبعض الممارسات الضارة ضد المرأة، وغياب مشاركة المرأة في إبداء الرأي والمشورة واتخاذ القرار ، وقلة وعي المجتمع أن المرأة الحامل معرضة لمخاطر الحمل والولادة وما بعدهما، والولادات المنزلية بأيد غير مدربة. وكذا عدم تقدير علامات الخطورة، والتأخر في اتخاذ قرار سليم مثلاً إلى أين ومتى يتم نقل المرأة الحامل ذات المخاطر خلال الوضع؟ والتأخر في نقل المرأة ذات المخاطر خلال الوضع لعدم الاستعداد بالتجهيزات اللازمة ( وسيلة نقل ) قبل الوضع، أو لوعورة الطريق وبعد المسافة بين المنزل والمرفق الصحي أو لظروف اقتصادية ( الفقر ) وأحياناً اجتماعية كما أن تأخير تقديم الخدمة الصحية وأضعفها في المرفق الصحي كغياب الكوادر المؤهلة أو الإمكانات أو غياب بنك الدم كلها تلعب دوراً مهماً أيضاً.وأوضح المسح اليمني لصحة الأسرة ( التقرير الأول - يوليو 2003م ) مؤشرات ديمغرافية ( سكانية ) مهمة منها مايلي: حوالي 55 % من الحوامل في اليمن لم يحصلن على رعاية أثناء الحمل ولولمرة واحدة، رغم أن أكثر من النصف عانين من مضاعفات ومخاطر أثناء الحمل وحوالي 67 % من الولادات لم يشرف عليها مقدم أو مقدمة خدمات صحية مؤهلة وحوالي 87 % لم يحصلن على رعاية صحية بعد الولادة، وهي مؤشرات منذرة بالخطر لابد من تجاوزها من خلال تشجيع الزوجين على زيارة المرافق الصحية للرعاية أثناء الحمل، والإعداد للولادة في المرفق الصحي أو بإشراف كادر مؤهل ومتابعة صحة الحامل والجنين في فترة مابعد الولادة.
الأمومة المأمونة
أخبار متعلقة