في ذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر
تطل علينا الذكرى الثامنة والأربعون لثورة 26 سبتمبر.. تلك الثورة التحررية التي خلصت اليمن من عهد الإمامة والظلام ونقلته إلى المستقبل المزهر والمزدهر، والتي كانت استجابة موضوعية لحاجة الجماهير إلى التحرر الوطني والاجتماعي، حيث كان من أهم نتائجها أيضاً قيام أول نظام جمهوري في الجزيرة العربية، نظام متميز عن باقي الأنظمة، أشعل شمعة وأضاء سماء المنطقة.كل هذا كان بفعل نضالات جماهير الشعب اليمني المتراكمة وبفعل التضحيات التي قدمها هذا الشعب وسقوط الشهيد تلو الشهيد.في 26 سبتمبر 1962م، انتصرت الثورة وانتهى الحكم الملكي وسجل هذا الانتصار لمصلحة حركات التحرر الوطني العربية والعالمية التي كانت تناضل ضد الاستعمار والصهيونية، وفي الوقت نفسه وفر انتصار الثورة في الشطر الشمالي قاعدة ارتكاز أساسية للحركة الوطنية لاستكمال التحرر في الشطر الجنوبي، وبانتصار ثورة أكتوبر شكل تحقيق الاستقلال في الشطر الجنوبي خطوة متقدمة لاستكمال مسيرة التحرر الوطني والاجتماعي والوحدة اليمنية والديمقراطية.نعم.. انتصبت قضية الوحدة للشطرين كأحد أهم الأهداف، وهذا ما أكدت عليه مبادئ ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.اليوم وقد تحققت الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م، أولاً بفضل الله سبحانه وتعالى، وثانياً عندما نضجت الظروف الذاتية والموضوعية، وثالثاً بفضل النضالات والتضحيات التي قدمها الشعب اليمني، ورابعاً عندما توفرت القيادة الوطنية الصادقة وعلى رأسها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، نقول إن الحفاظ على هذه الوحدة اليمنية واجب وطني مقدس، خاصة أنه بقدر ما هي تعزيز لقدرات الشعب اليمني وتوحيد لطاقاته وإمكانياته وهي عزته وكرامته، هي أيضاً عامل مهم جداً في تعزيز الأمن والاستقرار في الجزيرة والخليج، وستكون السند لكل الأشقاء العرب، وستكون السند بشكل خاص للشعب الفلسطيني الذي ما يزال يرزح تحت نير الاحتلال الصهيوني وستكون دعماً للعمل العربي المشترك الذي توليه دولة الوحدة اليمنية كل الاهتمام وهو ما لمسناه في القمم العربية خاصة القمة الأخيرة.وإن احتفالنا بهذا اليوم التاريخي، يوم انتصار الثورة، يجب أن يشكل لنا الحافز الأكبر للحفاظ على مكتسباتها وأكبر مكسب لهذه الثورة هو الوحدة اليمنية التي أصبحت اليوم ملكاً لكل العرب والأحرار في هذا العالم.