عمر السبعمن الأقوال الصينية القيمة ذلك القول المأثور "أينما وجد الماء وجدت الثروة" وقد قامت الحضارات القديمة وازدهرت مع وجود الماء، فحضارة بابل وحضارة الفراعنة ارتكزتا على الأنهار الجارية، فمصدر التطور الاجتماعي والاقتصادي في العراق كان نهري دجلة والفرات، وفي مصر الكنانة كان أساس الحضارة نهر النيل العظيم .. وحتى ازدهار الحضارة في اليمن كان سببه كثافة الأمطار وارتفاع مناسيبها على مدار العام، مما حدا باليمنيين لإقامة السدود والحواجز المائية والكرفانات لتلقف المياه وتوزيع استخدامها في المجالات الزراعية، ولم تعرف باليمن السعيدة إلا لخصب أراضيها الزراعية وتنوع وجودة محاصيلها من الخضروات والفواكه.غير أن مناسيب الأمطارقد انخفضت كثيراً عما كانت عليه اليمن قبل عشرات السنين، كما أن معدلات النمو السكاني المطردة في اليمن، والتي تعتبر من أعلى معدلات النمو في العالم، فضلاً عن الاستخدامات غير العقلانية في مجالات الزراعة والصناعة والاستهلاك المنزلي قد فاقم من حجم أزمة المياه العذبة .. فأصبح حديث الساعة لمسؤولي البيئة والباحثين في علوم البيئة في اليمن عن مستوى انخفاض مناسيب مياه الأحواض الجوفية في بعض الأحواض الجوفيةة الرئيسية في اليمن ولا سيما في العاصمة صنعاء .. ولا ريب أنه إذا إذا انخفضت مناسيب مياه الأحواض الجوفية الى مستوى معين، فإنه يترتب عليه جملة من الأضرار، كأن يتحول هذا الحوض الى حوض للمياه المالحة، وقد يكون من الصعب أيضاً إعادة تأهيل الأحواض المتضررة..لهذا لا بد من البحث عن بديل أو بدائل جديدة للحصول على مياه شرب نقية وعذبة .. فرغم الإحصائيات المشجعة من قبل الإدارة العامة للري في وزارة الزراعة والري عن ازدياد السدود والحواجز والخزانات المائية التي تجاوزت سبعمائة وثمانين سداً وحاجزاً مائياً، وعن قدرة هذه الحواجز على حجز أكثر من ستين مليون متر مكعب من المياه، وعن أهمية هذه السدود لتغذية المياه والأحواض الجوفية ، فضلاً عن أهميتها لري الراضي الزراعية وتغذية الحيوانات... إلا أنه لا بد من البحث عن مصدر جديد للمياه العذبة غير الأحواض الجوفية التي تتناقص مناسيبها بتناسب طردي مع مستوى حياة المجتمع واستخدامهم المجحف للمياه.إن تحلية مياه البحر هي الوسيلة الأقرب الى ذهن علماء البيئة فالله قد حبا اليمن بساحل بحري طويل يتجاوز الألفي كيلومتر، فعلى الرغم أن ملوحة الماء قد تتجاوز الثلاثين ألف ملليجرام لكل لتر، وقد تكون تكلفة التحلية باهظة، إلا أنه لابد من تحلية مياه البحر للحفاظ على الأحواض الجوفية من التلوث والحد من استنزافها وتدهورها فهناك توجيهات رئاسية بالبدء في تحلية مياه البحر .. وهذه خطوة صحيحة للحفاظ على مصادر المياه العذبة المتاحة، وللاستفادة من تحلية المياه للمناطق الشحيحة الماء .. وتوجد طرق كثيرة للتحلية لعل أهمها عملية تحلية الماء بواسطة الترشيح بالتناضح العكسي، ويمكن الاستفادة من دول الجوار التي سبقتنا في تحلية مياه البحر وتحقيق التوازن المائي والتنمية المستدامة
|
ابوواب
تحلية مياه البحر .. أو ملوحة الأحواض الجوفية
أخبار متعلقة