سطور
جميل أن يعرف الإنسان تاريخ بلاده، والحقيقة أن الإنسان سيظل دائماً مسحوراً بعبقرية من سبقه في الإنجازات العظيمة التي يسجلها التاريخ، واليمن لها تاريخها العريق وقد عاش الإنسان اليمني القديم في ممالك مختلفة مثل مملكتي سبأ وحمير وغيرها حيث كان يمتلك المهارات والقدرات في ذلك الوقت والدليل على ذلك الأدوات المكتشفة حديثاً في منطقة بني سعد حيث تم العثور على الآثار القديمة والتي تعود إلى ما قبل 85 ألف عام، وهذا ما يؤكد أن هناك العديد من المواقع الأثرية في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية ولكن لم تصل إليها أيادي الباحثين في مجال الآثار. ومن أهم المواقع الأثرية في اليمن براقش في الجوف وهذا الموقع غني بالقصور الموجودة فيه والنصب التذكارية، وكل شيء في هذا الموقع يعود بنا إلى تاريخ الحضارة اليمنية الغني بالأحداث التاريخية التي خاضها ملوك اليمن، حيث قاموا بتشييد معبد الملكة بلقيس وسد مأرب والصهاريج في عدن، وهذا ما يجعل الدولة تعطي أهمية كبيرة في البحث والتنقيب عن المواقع الأثرية الجديدة، وفي منطقة بني سعد وجدت القطع الأثرية التي تقدر بعدد خمسة آلاف قطعة أثرية على مساحة عشرين متراً مربعاً.وما يلفت نظر الزائر إلى المواقع الأثرية في اليمن يندهش عند رؤية المقابر الصخرية التي تدهشه كثيراً، لأنها تقع في أماكن يصعب الوصول إليها وهذا ما يؤكد قدرة الإنسان اليمني القديم في صنع المستحيل، والمقابر الصخرية عند قدماء اليمن تشبه المقابر الصخرية الموجودة في دولة تشيلي في أمريكا الجنوبية.. والمقابر الصخرية في اليمن تحتاج إلى إمكانيات هائلة من أجل إخراج الموميات منها إلى المراكز المتخصصة في دراسة المومياوات التي توجد فيها جميع الأجهزة والوسائل الحديثة لدراستها والموجودة في صنعاء.إن التنقيبات الأثرية على أن منطقة بني سعد تضرب بجذورها عميقاً في أغوار التاريخ القديم، فقد اكتشفت فيها آثار تعود إلى العصر الحجري القديم، ولكن بداية ازدهارها تعود إلى القرن الخامس ق. م وقد استمرت حقبة الازدهار في هذه المنطقة (بني سعد) حتى القرن الثامن الميلادي، حيث أقامت حضارة العرب المسلمين عام (87هـ - 712م) وأصبحت هذه المنطقة تشغل مركز الصدارة في النهضة العلمية والدينية والدنيوية التي شهدتها اليمن ومازالت منطقة بني سعد تجذب السياح والباحثين إلى مواقعها الأثرية التي لم يستفد منها في عملية الترويج السياحي للمنطقة، حيث لم توفر الخدمات السياحية للزوار الأجانب والمحليين مثل الفنادق والمطاعم والمواصلات المريحة والحماية الأمنية من قطاع الطرق والعابثين بأمن واستقرار اليمن.إن المواقع الأثرية في اليمن عديدة وأهمها الجوامع التي شيدت في عصر الدولة الإسلامية في اليمن، حيث أهتم اليمنيون في بناء المساجد خاصة بناء المآذن العالية في الجامع الكبير بصنعاء الذي يصل ارتفاعه إلى حوالي خمسين متراً ويحتوي الجامع على أشكال هندسية، غنية بالزخارف والكتابات الدينية، وخطوط غاية في الجمال والروعة.. إن المواقع الأثرية في اليمن التي شيدت من عهد الدولة السبئية والحميرية إلى عهد الدولة الإسلامية والعصر الحديث تتطلب منا نحن اليمنيين الاستفادة من تاريخنا والبحث المتواصل في المواقع الأثرية ومساعدة الخبراء الأجانب الذين يزورون بلادنا للبحث والمعرفة عن الحضارة اليمنية وهذا يتطلب منا المزيد من الحرص على آثارنا وحماية زوار اليمن من الإرهابيين وعصابات قطاع الطرق والعابثين بالآثار.فاليمن تمتلك كنوزاً أثرية ثمينة شاهدة على تاريخ شعبنا العريق.