مرة أخرى يفشل العرب في الحصول من مجلس الأمن الدولي على إدانة, ولو شكلية, للحصار الإسرائيلي المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بفلسطين المحتلة, ففي الساعات الأولى من يوم السبت 26 يناير الجاري وبعد مداولات استمرت أربعة أيام, لم يتمكن مجلس الأمن من الموافقة على مشروع بيان رئاسي (غير ملزم) اقترحته المجموعة العربية يدين (الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة).. والسبب أن حكماء واشنطن من خلال مندوبهم في المجلس أصروا على تضمين مشروع البيان الرئاسي أدانة (لإطلاق صواريخ على إسرائيل من قطاع غزة).وبحسب مراقبين في مجلس الأمن, فإن التعديلات التي أرادتها واشنطن بعد أربعة أيام من الانتظار, تعتبر غير واقعية لأنها تعديلات تسيس ما هو إنساني وتريد أن تقلب الحقائق رأساً على عقب تدين الفلسطينيين في حين تعبر عن القلق من (بعض الممارسات التي تقوم بها قوات الاحتلال..).وليست هذه المرة الأولى التي يفشل فيها المجموعة العربية التي تداوم على حضور اجتماعات الأمم المتحدة, فقد سبق وأن فشلت المجموعة في أبريل 2006م في تمرير مشروع قرار إلى مجلس الأمن يدين الاعتداءات الإسرائيلية والحصار الذي تم آنذاك على الشعب الفلسطيني داخل أراضيه المحتلة, وكان الفشل العربي بسبب اعتراض راعية السلام في العالم, الولايات المتحدة الأمريكية, فكيف سيكون الحال إذا أراد العرب تمرير مشروع قرار وليس بيان رئاسي يطالب باتخاذ العقوبات ضد إسرائيل؟!.والموقف الأمريكي من البيان الرئاسي غير الملزم الذي لم يصدر كما تريد واشنطن بعد أن رفضه العرب, هذا الموقف ليس مفاجئاً أو جديداً, فهناك مجلدات لدى المنظمة الدولية تتضمن الكثير من قرارات (الشرعية الدولية) أو بيانات رئاسية خاصة بالقضية الفلسطينية, غير معمول به.. والسبب بروتوكولات حكماء واشنطن لأن هذه القرارات أو البيانات تمس إسرائيل التي يفصح رئيس الإدارة الأمريكية وصانع قرار الديمقراطية في العالم بأنموذجها في العراق بأن (أمن إسرائيل من أولويات الأمم المتحدة).ويمكن القول أن الموقف الأمريكي الأخير من القضية الفلسطينية أو (حصار غزة) ليس وليد يومه ولكنه واقع تمارسه (واشنطن) منذ فوز حركة (حماس) الفلسطينية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الديمقراطية التي شهد لها العالم مطلع العام 2006م.. هذه الانتخابات التي لم تأت حسب هوى ومزاج إدارة بوش الأمر الذي جعل مباركتها ورضاها عن هذا الفوز مشروطاً بـ (اعتراف الحكومة الفلسطينية التي كانت شكلتها حماس بعد فوزها بإسرائيل وإلقاء السلاح والقبول باتفاقيات السلام المؤقتة السابقة).. لذلك فإن الديمقراطية كما قالت وزيرة خارجية الإدارة الأمريكية (رايس) إنها (ليست مقياساً لعلاقات الإدارة الأمريكية مع الدول..).ويبقى السؤال الذي لن يجد الإيجابة : ما هي الديمقراطية وعملية السلام التي يريدونها! وكيف ومتى سيرضون..؟؟
ولن يرضوا .. !!
أخبار متعلقة