قد يتعجب البعض من تناولنا هذه المرة مشكلة الفقر وقد يقول ماعلاقة الفقر بانحراف شبابنا ولكن للاسف هذه هي الحقيقة.فالفقر هو احد اسباب انحراف شبابنا من فتيات وفتيان فاذا نظرنا لبعض الاسر الفقيرة نجد ان عدد الاسرة الواحدة قد يتعدى عشرة افراد في المنزل الواحد.كيف لفرد واحد ( الاب) الذي يعمل ليلاً ونهاراً ان يغطي احتياجات تلك الاسرة التي لاتتوقف طلباتها فنحن اعزائي القراء لانكتب على هذه الصفحة سوى مانراه ومانعده واقعاً ملموساً قد يشعر به البعض الآن وهم يقرأون كل ماكتب في صفحة شباب وطلاب ممن يعانون هذه المشكلة التي اصبحت تهدد المجتمعات العربية فاذا نظرنا الى بعض الدول العربية نجد ان نسبة الفقر قد فاقت نسبة الثراء فبعض الاسر الفقيرة يتخذون من الخيام مسكناً ومأوى لهم..اما في مجتمعنا اليمني فنرى ان الفقراء من الناس لايتخذون من الخيام مساكن مثلما فعل البعض فبعضهم يلجأون الى السكن في اكشاك صغيرة تفتقر الى الكهرباء والماء..فالفقر اعزائي هو سبب انحراف شبابنا ... فماذا عن الجوع والذل الذي يعاني منه الكثير من الناس فالجوع يصحبه الذل كذلك..لأخبركم انا كيف ذلك ... ان الانسان الفقير والمحتاج قد يلجأ الى العمل لدى اناس دائمي التقليل من شأنه كصديق قديم ايام الدراسة كان اقل منه في المستوى الدراسي اعلى منه في المستوى المعيشي في حين كان هو الطالب المجد والمثابر الا ان الفقر كان هو السبب الرئيسي لما وصل اليه الآن من عدم وجود شهادة جامعية لديه فالفقر جعله يترك الدراسة ويعمل لدى ذلك الرجل المتعجرف وكل هذا في سبيل اشباع جوع تلك الاسرة..فالفقر هو من يدفع الرجل الصالح والامين الى السرقة والفقر هو من يدفع الشاب المتعلم والمثقف الى العمل في بعض الاماكن المشبوهة التي قد تؤدي في النهاية الى تجاوبه مع عديمي الضميرهؤلاء في كل شيء مخل بالأدب من شرب للخمر وتعاطي المخدرات والدخول في علاقات مشبوهة او قضاء باقي سنوات عمره خلف القضبان.والفقر هو من يحتم على بعض الاسر الفقيرة شديدة الحاجة بيع بناتها صغار السن الى الزواج برجال يكبرونهن باربعين عاماً..والفقر هو من يجعل شبابنا يهاجرون الى الخارج معتقدين ان عملهم في هذه الدولة قد يدر عليهم اموالاً طائلة يتمكنون بها من توفير جميع احتياجات اسرهم التي تركوها هناك تعاني من الجوع والفقر وقد يلجأون الى الزواج بنساء يكبرونهم في السن وذلك لاجل الحصول على الاقامة او الجنسية..فالفقر والثراء قد يكونان احد اسباب انحراف الشباب ونستطيع القول ان الثراء ايضاً هو سبب في انحراف الشباب فماذا عن الترف والتدليل والعطاء بلا حدود والاسراف في الانفاق والسهر الطويل خارج المنزل دون ان يلقى هؤلاء الشباب او الفتيات اي اهتمام او مراعاة من قبل الاسرة فالام مهتمة بحضور السهرات الليلية من زفاف ومبارز القات اليومية الذي يجتمع فيه عدد من النساء والاب رجل مهم كل همه هو كيف له تجميع اكبر كم هائل من الثروة والمال اما الابناء فهم الضحايا ويصبحون فريسة سهلة لدى ضعاف النفوس..حديثي هذا لن يغير من الواقع شيئاً انما احاول دائماً ان اكشف الستار عن بعض الهموم او المشاكل التي تهم الشباب العربي ككل..فالفقر هو مشكلة اصبحت موجودة في كل بلد ولكن اعتقد بأنه ليس من العيب ان أكون فقيراً ولكن العيب ان اكون فقيراً في كل شيء حتى في العقل فهل زواج ابنتي من رجل ثري وكبير في السن سوف يحل مشكلة فقري وهل المتاجرة بابنتي ودفعها للشارع وهجرة ابني وزواجه من امرأة كبيرة في العمر او انحرافه في بيع المخدرات وشرب الخمر سوف يحل مشكلة الفقر انه لمن الخطأ ان يعتقد البعض ان هذه المشكلة ستحل بهذه الطريقة فأنت تحل مشكلة بمشكلة أكبر منها.. لهذا اقول لعامة الفقراء والمحتاجين وعامة الاثرياء والاغنياء اهتموا بابنائكم وبناتكم لانهم الجيل الجديد وعماد هذه البلاد الذين سوف يجعلون من الحلم حقيقة فالفقر والحاجة اعزائي القراء هو ايضاً من دفع طفلاً لم يتجاوز عمره العاشرة او الثالثة عشرة الى العمل لسد حاجة اسرته التي اشتدت حاجتها بعد مرض او موت رب الاسرة والذي اصبح معاشه لايكفي ثمن رغيف خبز مع ازدياد عدد تلك الاسرة فهذا الطفل ترك المدرسة لعدم قدرة اسرته على توفير مستلزمات المدرسة من ثياب وادوات المدرسة فلقد اصبح هذا الطفل رب الاسرة والمعيل الوحيد لها دون ان تدرك هذه الاسرة انها بهذا تكون قد دفعت به الى طريق وعر دون عودة فهذا الطفل قد يتسنى له تقليد الكبار في كل شيء من سهر وتدخين وادمان للمخدرات هذا ان لم يتعرض لتحرش جنسي او الاغتصاب فهو اصبح فريسة سهلة لضعفاء النفوس كما ان الفقر يدفع البعض الى بيع اعضائهم لمن يدفع اكثر ..
ضحايا الفقر
أخبار متعلقة