منبر التراث
[c1]عالم جليل ومؤرخ نابغة[/c]عالم جليل ، ومؤرخ نابغة طبقت شهرته الآفاق على أعتاب الثمانين عاما ـ حفظه الله ـ على الرغم من تلك السنين الكثيرة التي يحملها على كتفيه النحيفين فإنه مازال يتدفق حيوية ونشاطاً وحركة في كتابة التاريخ اليمني. إنه القاضي المؤرخ الكبير إسماعيل بن علي الأكوع الذي استطاع بجهود جهيدة أن ينفض الغبار عن كثير من القضايا التي كانت عالقة في أهداب تاريخنا اليمني .[c1]إلى عالم النور[/c] ومن أجل تاريخ اليمن ، فقد شرق وغرب في بلدان العالم المختلفة للبحث عن مخطوطاته النفيسة النادرة ليخرجها من عالم الظلمات إلى عالم النور والضياء ويبعث فيها الروح من جديد ، ولقد تمكن القاضي المؤرخ الكبير إسماعيل بن علي الأكوع أن يحقق الكثير منها بأسلوب رصين ، وينشرها في كتب عديدة من ناحية، وأصدر العديد من المؤلفات التاريخية التي تشهد على ضربه بسهم وافر في ميدان كتابة التاريخ اليمني الإسلامي من ناحية أخرى .[c1]ثروة قومية[/c]ولقد وشهد له الجميع القاصي والداني بأنه صار عميد تاريخ اليمن، فقد بز أقرانه عن جدارة واستحقاق . وذكره الكثير من المؤرخين المحدثين ، والباحثين الحاليين أنه يعد ثروة قومية بكل معنى لهذه الكلمة . وحتى نؤكد كلامنا هذا ـ على الرغم من أنه طاعنا في السن ، كما قلنا سابقا ـ فإنه من فترة ليست بقصيرة أخذ يبحث عن القائد اليمني الفذ عبد الرحمن عبد الله الغافقي الذي خاض معارك كبيرة في الأندلس ( أسبانيا الإسلامية ) . ولقد توصل إلى أن ذلك الغافقي موطنه الأصلي منطقة أو قرية غافق في حراز، وهو من قبيلة عك ، وتلك القبيلة تقع في تهامة . ومازال يبحث عن تاريخه وتاريخ قبيلته والجدير بالذكر أنه زار منطقة حراز على الرغم من بَعد الشُقة ، ووعورة المسالك والدروب . وهذا دليل واضح وقاطع يؤكد على مدى اهتمام عالمنا الجليل ومؤرخنا الكبير بتاريخنا اليمني وأعلامه العظماء الذين نحتوا مناقبهم في تاريخ اليمن وتاريخ الإسلام . [c1]سيرته الذاتية[/c]ومؤخرا صدر كتاب بعنوان (( إسماعيل بن علي الأكوع ، علامة اليمن ومؤرخها )) لمؤلفه إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي ، يروي سيرة حياته العملية والعلمية ، وكيف حمل على أكتافه وهو شاب يافع أو قل إن شئت لم يَشُب عن الطوق بعد ، هموم وطنه ومن أجل قضيته العادلة وهي خروج أمته اليمنية من النفق المظلم إلى آفاق الحرية والعلم والمعرفة والتقدم والازدهار، إزاء ذلك القي به في غياهب السجون البشعة . وفي هذا الصدد يقول مؤلف الكتاب إبراهيم باجس المقدسي ـ متناولا نضاله السياسي ضد الإمام يحيى ومن بعده ابنه أحمد ، وما تعرض له من جراء ذلك ـ : " ... كان الحديث عن عمله السياسي مع الأحرار في عهد الإمام يحيى بن محمد حميد الدين وابنه الإمام أحمد ، وما جره ذلك عليه من سجن وتشرد داخل الوطن وخارجه " . ويعرج المؤلف إلى أهم مآثره القيمة من أجل الحفاظ على تاريخنا اليمني والعناية به ، فيقول : " ثم ما كان له من أعمال في العهد الجمهوري ، أبرزها إنشاؤه للهيئة العامة للآثار ودور الكتب " .[c1]ندوة علمية[/c] وبناء على ما تقدم ، نرى أنه من الضرورة بمكان أن نعقد ندوة علمية قيمة عن العلامة الجليل ، والمؤرخ النابه القاضي إسماعيل بن علي الأكوع تتناول جوانب حياته المختلفة من اجل أن يتعرف الجيل الناشئ على علم من أعلام اليمن العظام والذي ومازال له أياد بيضاء في جبين تاريخنا اليمني الإسلامي والذي يعد ـ بحق ـ في مصاف المؤرخين الكبار في الوطن العربي والإسلامي ، ويعد ـ كذلك ـ مرجعا هاما للمستعربين الأجانب الباحثين في تاريخ اليمن الإسلامي . ويكفي اليمن فخرا متمثلة بشخص القاضي والمؤرخ إسماعيل الأكوع أنه نال الجائزة التقديرية من المؤتمر الإسلامي في استنبول بتركيا لجهوده الضخمة في نشر تاريخ اليمن الإسلامي بصورة مشرقة ومشرفة والذي هو جزء لا يتجزأ من نسيج تاريخ الوطن العربي والعالم الإسلام . فنرجو أن يجد اقتراحنا هذا صدى لدى المسئولين في المؤسسات الثقافية ، والمؤسسات العلمية . وأنني أكاد أجزم بأن المسئولين على حياتنا الثقافية ، والقائمين على جامعاتنا العلمية كجامعة صنعاء ، وعدن ، وتعز لديهم مساحة كبيرة لإقامة مثل تلك الندوة العلمية عن سيرة مؤرخنا الكبير القاضي إسماعيل بن علي الأكوع .