استراليا ترسل سفينة حربية لمكافحة القراصنة الصوماليين
تواصل نزوح الصومال عن العاصمة مقديشو
مقديشو/14 أكتوبر/إبراهيم محمد:أفادت الحكومة الصومالية أن سفنا حربية أجنبية منعت سفينة شحن من دخول ميناء كيسمايو الصومالي الذي يسيطر عليه المتمردون يوم الجمعة في إطار إستراتيجية جديدة لخنق حركة الشباب المتمردة.وأشار وزير المواصلات البحرية محمد إبراهيم حسبادي أن تلك الخطوة جاءت تمشي مع قرارات الهيئة الحكومية للتنمية (ايجاد) والاتحاد الإفريقي لمحاولة منع وصول الإمدادات إلى الحركة المرتبطة بتنظيم القاعدة.وأضاف «أؤكد لكم أن السفن الحربية الدولية منعت سفينة تجارية من الرسو في كيسمايو، «نحذر التجار الصوماليين من استئجار سفن (لنقل بضائع) إلى معاقل جماعات المعارضة لأن هناك عقوبات مفروضة عليها.»ولم يصدر تأكيد فوري من البحريات الأجنبية التي نشرت سفنا في المنطقة منذ مطلع العام لمحاولة وضع حد للقرصنة التي انتعشت في الممرات الملاحية المزدحمة بخليج عدن والمحيط الهندي بسبب انعدام القانون على البر.وأوضح الوزير الصومالي أن السفينة التي منعت من دخول كيسمايو سلمت بضائع في مقديشو قبل أن تتجه جنوبا إلى كيسمايو. ولم تعرف جنسية السفينة أو تفاصيل بشأن شحنتها.ولم تعلق حركة الشباب على الفور بشأن قضية السفينة لكنها قالت في وقت سابق يوم أمس الجمعة أنها فرضت حظرا للتجول يستمر من الغسق وحتى الشروق في كيسمايو بعد هجوم نادر بالقرب من إحدى قواعدها في المدينة الساحلية الجنوبية والتي تسيطر عليها منذ منتصف 2008.وأفاد سكان محليون أن مدنيين أصيبا عندما ألقيت قنبلة يدوية تجاه القاعدة مساء الخميس وذلك في أحدث أعمال العنف في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الإفريقي والتي عانت طيلة 18 عاما من الحرب الأهلية شبه المستمرة.وقال الشيخ أحمد حسن المسؤول الرفيع في حركة الشباب « فرضنا حظر التجول في كيسمايو لإحكام الأمن.»، وأضاف «نستجوب المدنيين المصابين. لا نعرف بالفعل من ألقى القنبلة اليدوية.»وتقاتل حركة الشباب - التي تقول أجهزة مخابرات غربية أنها تعمل بالوكالة عن تنظيم القاعدة - الحكومة الصومالية منذ أوائل عام 2007 في تمرد قتل حوالي 18000 مدني وشرد أكثر من مليون من منازلهم.وتسبب الصراع في تفاقم الوضع الإنساني الأليم وسمح بانتشار القرصنة قبالة سواحل الصومال كما زاد التوترات والمخاوف الأمنية في أنحاء القرن الإفريقي.وفرضت الشباب حكما صارما للشريعة في كيسمايو وبلدات أخرى تسيطر عليها في جنوب الصومال. وتحظر الحركة شرب الخمر والأفلام وحفلات الزفاف والموسيقى وتعاقب من يشتبه في أنهم يتعاونون مع الحكومة وهو ما يكون في بعض الأحيان بقطع الرقاب.وبالرغم من أن هناك شهودا يقولون أن الشباب تضم مقاتلين أجانب في صفوفها تصر الجماعة على أنها تقاتل من أجل سيادة الصومال وضد حكومة تصفها بأنها مفروضة من الغرب.وفي أسوأ قتال منذ شهور تقاتل قوات الحكومة مقاتلي الشباب في مقديشو التي تبعد 500 كيلومتر إلى الشمال من كيسمايو هذا الشهر حيث قتل العشرات ويتدفق عشرات الآلاف من النازحين إلى خارج المدينة.ونوه سكان محليون بأن جنودا تابعين للحكومة قتلوا بالرصاص ثلاثة يشتبه في كونهم من المتمردين في غرب العاصمة مقديشو يوم الجمعة.وتستضيف كينيا المجاورة حوالي 300 ألف لاجئ صومالي وعانت من اشتباكات عبر الحدود وشهدت ارتفاعا في أسعار المنازل في نيروبي يقول محللون محليون انه ناجم عن ضخ أموال الفدى التي يحصل عليها القراصنة وهو ما يثير قلق شرق أفريقيا بأكمله.وأوضح وزير الخارجية موسى ويتانجولا «هذا ليس مفيدا للاستثمار في المنطقة» متعهدا بدعم نيروبي لجهود الحكومة الصومالية لمواجهة حركة الشباب.على صعيدآ أخر قالت حكومة استراليا أمس الجمعة أن سفينة حربية استرالية سوف تشارك في الجهود الدولية لمكافحة القراصنة الذين ينشطون قبالة سواحل الصومال.وأوضح وزير الدفاع جويل فيتزجيبورن في بيان أن استراليا سترسل فرقاطة وطائرات دورية بحرية تقوم حاليا بمهام أمنية في الخليج لتنضم إلى عمليات مكافحة القرصنة في خليج عدن وبالقرب منه.وأشار فيتزجيبورن “هذه المساهمة ستساعد في مكافحة القرصنة في المنطقة وحماية التجارة البحرية الاسترالية والدولية وتؤكد التزامنا بالارتباط المتنامي بإفريقيا.”وكان قراصنة صوماليون استولوا في الأشهر الأخيرة على عدة سفن شحن وجمعوا ملايين الدولارات من الفدى مقابل الإفراج عن الملاحين والشحنات بسلام.