تبنت المنظمة الدولية للحماية المدنية قراراً في عام 1991م باعتبار (الأول من مارس) من كل عام يوماً عالمياً للحماية المدنية (للدفاع المدني)، هذه المنظمة العالمية التي تأسست في الأول من مارس 1958م والتي تأخذ من جنيف مقراً لها ويقع على عاتقها مسئولية تشجيع وتطوير سبل الحماية وسلامة الأرواح والممتلكات، وتعميم المنفعة الدولية وتجميع الوسائل التقنية وتنسيق كافة الجهود والسبل المختلفة لتحقيق الوقاية من آثار الكوارث على مختلف أنواعها.فقد أقرت هذا اليوم ليكون يوماً احتفائياً وتوعوياً وإرشادياً يعكس أهمية ودور الدفاع المدني لدى الدول والمجتمعات.ونظراً لتشعب إجراءات وأعمال الوقاية في ضوء التطور الذي شهدته وتشهده كافة المرافق والقطاعات العامة والخاصة وعمليات البناء والتشييد للوحدات السكنية والمدن الحديثة، أصبحت الحاجة ملحة لإيجاد الطرق والوسائل والأساليب الوقائية المناسبة لحمايتها من شتى الأخطار سواءً فيما يتعلق بالتدابير الوقائية أم توفير متطلبات السلامة العامة الكفيلة بتوفير الحماية لها، والتقليل من الخسائر التي تنجم عن تعرضها لأي حادث، وهذا يتطلب تأهيل كوادر الدفاع المدني بحيث تتمكن من القيام بالمهام المسندة إليها، إلى جانب وجود أنصار لهم من العمال والطلاب والشباب وتأهيلهم في دورات تخصصية في مجال الدفاع المدني والوقاية من الحرائق. وحتى يتمكنوا من الإلمام بطبيعة واجبهم فلابد من تزويدهم بالمعلومات الفنية الكافية وبالمخاطر المحتملة التي ستواجههم أثناء معالجة الحوادث.إن موضوع الوقاية من الحرائق واحد من مواضيع عديدة تندرج تحت مفهوم السلامة العامة، ولابد من اتخاذ إجراءات وقائية مناسبة لها، وتهدف الوقاية من الحرائق إلى منع نشوبه والحد من انتشاره وذلك بوجود خطة مسبقة لكافة التدابير الضرورية لتفادي اندلاعه، ومن هنا يمكن أن نعرف الوقاية بأنها مجموعة من الإجراءات التي تؤدي إلى منع حدوث كارثة من جراء الحريق، بالإضافة إلى مايتطلبه الدفاع المدني من خبرات وامكانيات ووسائل وجهود وإشراك وتوعية للمرافق والقطاعات والمواطنين بهذه المهام وحمايتهم من كل المخاطر المحيطة بهم.فالوقاية من هذه الحوادث واجب إنساني قبل كل شيئ لتهيئة ظروف آمنة من أس مخاطر أو حوادث مفاجئة، ونظراً للإمكانية الكبيرة لوقوع مثل هذه الحوادث فقد برزت الحاجة للاهتمام بالدفاع المدني وفي هذا الخصوص صدر القرار الجمهوري رقم (234) لسنة 2007م بشأن انشاء مصلحة الدفاع المدني وتحديد اختصاصاتها، والتي تهدف إلى مواجهة الكوارث العامة والطبيعية لدرء الأخطار المحتملة والتخفيف من آثارها والقيام بعمليات الإطفاء والانقاذ واسعاف الحالات الناجمة عنها وتأمين وسائل السلامة والاتصال في الظروف العادية والاستثنائية بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الدولة المختصة.
الوقاية من الكوارث
أخبار متعلقة