أقواس
د.زينب حزامالمهرة ارض العجائب جذبت اليها المؤرخين والباحثين والسياح وهي من المناطق اليمنية التي تبدو كجوهرة فنية تحمل العديد من التساؤلات حول تاريخها المدفون منذ آلاف السنين ولم يكتشف منه الا قليل . ويتضح للباحثين ان المهرة من المناطق النادرة التي توجد فيها المحميات الطبيعية والاعشاب الطبية النادرة التي لم يستغلها علماء الادوية والتجميل وكذلك توجد فيها العديد من المواقع الاثرية التي لم تصل اليها ايادي الباحثين وتمتاز هذه المواقع بالكنوز التاريخية التي تعود الى العصور القديمة ذات الحضارات فملامحها ما زالت تتحدى عوامل التعرية من رياح وامطار وعواصف ما زالت صامدة منذ آلاف السنين . ولذلك قامت وزارة الثقافة بارسال بعثة استكشافية الى المهرة حيث تم اكتشاف 240 موقعاً اثرياً تعود الى العصر الحجري والعصر الاسلامي حيث وجدت تجمعات سكنية قديمة ومقابر في شيرق احد المواقع الاثرية كما اكتشف طريق تجاري قديم لبيع اللبان والبخور يؤدي الى مدينة صنعاء القديمة طريق اخر يؤدي الى الشام كما وجدت بعض النقوش الاثرية والاواني المعدنية التي عليها نقوش تمثل تلك العصور القديمة اضافة الى فنون العمارة اليمنية القديمة التي تعود الى ثلاثة آلاف عام كما وجدت في هذه المواقع المكتبات القديمة التي تحتوي على آلاف الكتب والمخطوطات القديمة كما اكتشفت البعثة في مطلع هذا العام 2006م آثاراً من عصر الدولة الاسلامية زخرفة العمارة والبناء بالرخام الابيض والاهتمام بالتشكيلات والتكوينات الزخرفية التي اصبحت تقليداً معمارياً يحفظه البناءون عن ظهر قلب والاستمرار فيه الى وقتنا الحاضر حيث كانت العمارة الاسلامية النموذجية المتميزة بجودة اعمال الرخام والاخشاب الملونة المذهبة دليلا على حضارية العصر الاسلامي مما جعل هيئة الاثار اليمنية تدعو الى ترميم العمارة اليمنية في مدينة المهرة وتنظيف الواجهات الرخامية باستخدام الاساليب العلمية المتطورة وكذلك علاج النوافذ البرونزية وازالة طبقات الاكسدة التي تغطي الزخارف وتقوية ارضية العمارة اليمنية القديمة في مدينة المهرة وتثبيت المنفصل عنها واظهار الالوان القديمة على جدرانها وبذلك يتألق هذا الاثر الاسلامي النادر في المدينة اليمنية ورغم تجاهل الاجهزة الاعلامية اليمنية لها إلا انها من بين اعظم المدن اليمنية التاريخية واعتلها في المواقع الاثرية والمحميات الطبيعية الغنية بالاعشاب الطبية النادرة .