(البحر الميت)
في أخفض بقعة في العالم تحت سطح البحر، يقع وادي الأردن الذي يتوسطه البحر الميت بمقدار 400م ، مشكلاً مشهداً طبيعياً لا مثيل له، وعلى حافة الوادي تأخذ الأرض بالارتفاع غرباً مكونةً سلسلة مرتفعات جبلية من أبرزها مرتفعات القدس وشرقاً تقع مرتفعات البلقاء وهضاب السلط .ما بين السلسلتين الجبليتين عند وادي الأردن من الشمال إلى الجنوب يخترقه نهر الأردن هذا النهر المقدس الذي ينشر الخصب والحياة والجمال بما يمتاز به من مناخ دافئ في فصل الشتاء ويعتبر سلة غذاء للأردن وقد شهد حقبة حضارات وقامت مدن شهيرة عبر التاريخ ورد ذكرها في الكتاب المقدس كسدوم ، وعامورة ، وادما وزوار وغيرها من المدن .الزائر إلى البحر الميت تتكامل متعته مع زيارة شاطئ العقبة الذهبي المطل على البحر الأحمر حيث الدفء والهدوء والجمال عبر مشاهدة الأحياء البحرية النادرة ومستعمرات المرجان الجميلة التي لا مثيل لها في العالم ، أن الجمع بين زيارة البحر الميت وشاطئ العقبة يحقق للزائر متعة لا مثيل لها بمنظرها حيث المغامرة المدهشة بممارسة عملية الغوص، أو العوم بسهولة فوق مياه البحر الميت شديدة الملوحة ، تكبير الصورة تصغير الصورة تم تعديل أبعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.لا يوجد في العالم كله سطح مائي يشبه البحرالميت من حيث انخفاضه عن سطح البحر ومياهه الشديدة الملوحة رغم أنها تتغذى على مياه نهر الأردن العذبة ، وإذا كانت تسمية هذا البحر بالميت لتعذر وجود الكائنات الحية فيه فأنه بحر حي وغني بالأملاح والمعادن والتي تشكل ثروة هائلة يمكن الاستفادة منها في مجالات متعددة سواء في الصناعة أو مجالي الطب والعلاج، حيث تعتبر مياه البحر الميت الغنية بالأملاح والطين المستخرج منه علاجاً ناجحاً للعديد من الأمراض الجلدية ، إلى جانب سهولة السباحة فيه نظراً لارتفاع نسبة الملوحة في مياهه حيث لا يحتاج الإنسان إلى إلمام بفنون السباحة إذ يستطيع المرء أن يستلقي على ظهره ويترك مياه البحر الميت تحمله دون عناء ، وهذه الخاصية الفريد من نوعها جعلت من البحر الميت قبلة أنظار الباحثين عن الهدوء والجمال والعلاج منذ فجر التاريخ فقد عرفت مياهه شخصيات تاريخية شهيرة كهيرودس العظيم وكيلوبترا الملكة الفرعونية الجميلة وغيرهم من السلاطين والحكام والأباطرة والملوك. وما زال يجتذب سنوياً آلاف الأفواج من الزائرين المحليين والأجانب الباحثين عن العلاج والجمال والهدوء والدفء نظراً لمياهه الدافئة والغنية بأملاح الصوديوم والبوتاسيوم والبرومين والمنغنيز إلى جانب شبكة من الطرق الحديثة والعديد من الفنادق الراقية التي تنتشر على شاطئه الشرقي والتي تقدم خدمات فندقية عالية المستوى علاوة على الاستراحات وأماكن الترفيه والرمال النظيفة، وقد نال البحر الميت شهرة عالمية حيث تعتبر فنادقه مكاناً مثالياً لعقد الاجتماعات والمؤتمرات والندوات المحلية والإقليمية والدولية على حد سواء.