رأي
الجانب التربوي في الحياة يعتبر من أعقد الجوانب وأشدها حساسية، لأنّه يقوم على بناء الشخصية المفيدة للمجتمع... ومن هذه القاعدة، قاعدة بناء الشخصية المتكاملة السوية يكون الجانب التربوي أشد الجوانب فائدة إن سار بالشكل المطلوب.. وأخطرها أثراً إن كان فيه خلل أو فهم خاطئ لأسلوب التربية وفن التعليم وكيفية بناء الشخصية المتوازنة السليمة.ولاشك في أنّ الطفل يكون في البداية رهين تربية أبوية حينما يكون في محيط الأسرة، ومن ثمّ ينتقل بعد ذلك إلى الروضة ثم المدرسة وهكذا... وطوال هذه المرحلة ومعايشته لهذه المراحل والبيئات التي يعيش فيها يكون عُرضةً لأن يكتسب صفات ويتأثر بأساليب تربوية يخضع لها في هذه البيئات التربوية التعليمية.هذه الصفات وتلك الأساليب التربوية تضاف إلى شخصيته وتشكل عوامل أساسية في بنائها.. وتصبح بشكل عام من مكونات شخصيته لهذه الأسباب الآنفة الذكر، يجب على العاملين في حقول التربية والتعليم أو مؤسسات تربية الطفل أو النشء كالروضة وغيرها أن يكونوا على معرفة ودراية في كيفية التعامل التربوي الإنساني الناضج وعلى قدرٍ كبيرٍ من المرونة والصبر في اكتساب ثقة الطفل أو الطالب في المدرسة وتوجيه سلوكه توجيهاً سليماً بما فيه خدمة المجتمع وبناء شخصيات مستقبلية سليمة.. بناءً على المقولة العلمية النفسية الاجتماعية "العلم في الصغر كالنقش في الحجر".وهناك عَلاقة ترابطية متبادلة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية التربوية والمجتمع إذ أنّها جميعها تسهم في بناء الشخصية وتشكل عوامل بناء شخصية الطفل والطالب.. وأي خطأ في هذه المؤسسات والبيئات الاجتماعية ينعكس أثره حالياً ومستقبلاً على شخصية الطفل أو الطالب.. ومن أبرز أسباب النجاح في أداء هذه الرسالة.. الفهم الدقيق والواعي لكيفية التعامل مع الأطفال أو الطلاب والحرص على تشجيعهم وتحفيزهم والصبر والاحتمال لما قد ينجم عنهم من أخطاء أو تصرفات غير مقبولة وإصلاحها معهم وتوجيههم توجيهاً تربوياً إنسانياً سليماً.* نبيلة عبده محمد