* أنا أخشى على نفسي من القوانين الجائرة بحقوق المرأة في عالمنا العربي والاسلامي . * "أنا أخشى من عنف المتعصبين والجهلاء والمتشددين والمنغلقين الذي لا يرون في المرأة سوى عورتها وكأن الرجل بلا عورة !! * أنا أخشى من زوجي أن يطلقني وأجد نفسي بلا مأوى..."* أنا أخشى أن يعاقبني زوجي بضرة..."* أنا أخشى أن يعلقني زوجي وأصبح لا مُطلقة ولا متزوجة..."* أنا أخشى غضب والدي وبطشه..."* أنا أخشى من قبضة إخواني وسطوتهم..." * "أنا أخشى من أن يجردني ولي أمري من كل معنى في الحياة..."* "أنا أخشى من سخط أبنائي عليّ واستيائهم..."أنا أخشى أن يحرموني من صغاري..."* " أنا أخشى ضياع سمعتي بعدها لا أجد مَن يرغب في الزواج مني..."* أنا أخشى أن تسوء سمعتي فينبذني مجتمعي..."* أنا أخشى على مستقبلي ومستقبل بناتي وأولادي..."* أنا أخشى أن أسبب أذى لوالدتي ووالدي..." * "أنا أخشى إن قمت بذاك العمل أن تراه أسرتي وقبيلتي عاراً ويثور غضبهم علي..." * أنا أخشى أن أخسر كل ما عندي وما بنيته طوال هذه السنين..." * "أنا أخشى أن أتجرد من خوفي، وأضيع لأنه لا يوجد قانون يحميني..."-"أنا أخشى كل شيء حولي..."-أنا أخشى.. أنا أخشى ...أخشى... تلك هي الإجابات والردود التي دائما تصلني من النساء اللواتي يشعرن بالقهر في مختلف انحاء العالم العربي والاسلامي، ويدركن أن حقوقهن مسلوبة،.. لكنهن لا يمتلكن الجرأة للمطالبة باستردادها. يتواصلن معي لطلب المساندة، وحين أغوص في أعماقهن أكتشف أنهن أشباه نساء، موءودات حتى النخاع، وليس لديهن قدرة على التلفظ بعبارة "ارفعوا أيديكم عني". نساء عالمنا العربي والاسلامي مستضعفات مهما علا شأنهن، لأنهن بلا غطاء قانوني يحميهن من سطوة أي معتدٍ عليهن، حتى "المترفات" منهن.إن قهر المرأة وتجريدها من ذاتها عاهة أصابت معظم البيوت العربية، فغالبية النساء ، المتعلمات منهن والأميات، يُدركن جيداً أن حياتهن رهن أيدي رجالهن. إن تنعم المرأة العربية "بالحياة الرغيدة" إن صح التعبير، يعتمد اعتماداً كلياً على طيبة خُلق الرجل الذي تقطن معه وعلى حُسن نيته. عودة إلى إجابات النساء العربيات المذكورة سابقاً: فبتمعن بسيط يستنتج المرءُ أن في داخل كل امرأة عربية صنفين من الخوف، صنفاً داخلياً وآخر خارجياً. الخوف الداخلي مصدره بالدرجة الأولى سلطةُ الأسرة أو القبيلة على المرأة، وغالباً ما يتجسد ذلك الخوف في شخص ولي أمرها، أو القائم على شؤونها، أما الخوف أو الرعب الخارجي فسببه السلطة التي تأتي من خارج الإطار الأسروي، حيث تتمثل في المؤسسات الثلاثة السياسية والدينية والاجتماعية.. ومن عادة هذه المؤسسات أن تتكالب جميعها ضد المرأة، خاصة حين تقوم بعمل يثير حفيظة السلطة السياسية، فالسلطة السياسية هي التي تُطلق العنان للمتدينين الذين يقومون بدورهم في تأليب المجتمع، وقلب الطاولة على رأس المرأة التي "تسول" لها نفسها تحريك، أو تفكيك أغلال السواد من حولها أو حتى مسّـه، لكن، مؤخراً، يبدو أن السلطة الدينية هي التي تتحكم أكثر في قضايا المرأة وتشدد قبضتها عليها. إن أكبر عبء وأشد عنف تكابده المرأة العربية اليوم، هو الذي يأتي من داخل مسكنها، لأنه يسبب لها ضرراً مباشراً، وفي مرات كثيرة يدمر حياتها، وفي أحايين أخرى ينهيها. إن سبب قبول معظم النساء المقهورات الخانعات والخاضعات لشتى أصناف الظلم بأوضاعهن المزرية هو خوفهن المتفاقم الساكن فيهن. الخوف يقرض إحساسهن بكيانهن، ويثلم يوماً بعد يوم ثقتهن بأنفسهن، لذلك يفشلن دائماً في رفع الضيم عنهن. ويظل السبب الحقيقي لاستمرار حالة الخوف تلك لدى العربيات هو غياب القانون الذي يحميهن من العنف والتمييز. في عالم التكنولوجيا، والحراك العولمي السريع، والتحديات الدولية المتتالية، لم يعد الأمر خياراً، ولا ترفاً، بل إن تحسين وضع المرأة العربية وتفعيل دورها أصبح شيئاً ضرورياً وملزماً. إن على الحكومات العربية أن تكثف جهودها لكي تزيل الخوف عن نفوس النساء اللواتي يمثلن نصف المجتمع لكي يساهمن في بنائه، فأصحاب القرار والمسئولون لا بد أن يلتفتوا لهذه القضية، ويضعوها نصب أعينهم، ويدونوها في اجندة أولوياتهم، فالنساء هن اللواتي يربين الأجيال التي يقوم على عاتقها بناء الوطن، فكيف ستقوم للوطن قائمة ليواجه عالماً يسابق عقارب الساعة، إذا كان نصف مجتمعه يسكنه الخوف، والنصف الآخر يرضعه في الصغر ويتجرعه عند الكبر؟؟؟ نحن العرب يجب أن نكف عن معاندة الشمس، وأن نفتح بصائرنا على حقيقة لا حياد فيها، وهي أن الرجال، والثروة النفطية، والقوة العسكرية، والمنشآت المعمارية، والسيولة المالية، كلها مجتمعة تعجز أن تشيّـد وطناً قوياً حين يُغيّـب دور المرأة، وتتحول إلى كتلة خوف متحركة تهاب ظلها... فيا ترى إلى متى سنظل نخادع أنفسنا؟ ونستمر في تهميش المرأة العربية، ونتركها خانعة في الظلمة، تجتر وتلوك خوفها وتردد "أنا أخشى...أنا أخشى..."
أنا أخشى...
أخبار متعلقة