مشعل: حماس مستعدة للحوار مع الولايات المتحدة من دون اي شرط مسبق
مشعل :حماس مستعدة للحور مع الولايات المتحدة بدون شرط
دمشق/اف ب/رويترز: صرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل لصحيفة "الحياة" في عددها الصادر أمس الاثنين ان الحركة "مستعدة للحوار مع اي طرف دولي بما فيها الولايات المتحدة" بدون "اي شروط مسبقة".وقال مشعل "باستثناء العدو الصهيوني فان حماس مستعدة للحوار مع اي طرف دولي بما فيها الولايات المتحدة لكن على قاعدة الندية والتكافؤ ومن دون اي شروط مسبقة".ورفض من جهة ثانية الشروط التي تفرضها اسرائيل والمجتمع الدولي على حماس وفيها الاعتراف باسرائيل ووقف العنف وتعديل ميثاق الحركة الذي يدعو الى القضاء على اسرائيل.وقال مشعل "موقفنا واضح. لا نقبل هذه الشروط الظالمة وغير الواقعية من جهة وهذه الشروط ثبت فشلها من جهة أخرى. هناك اطراف فلسطينية اخرى وافقت على اجراء هذا التغيير من دون ان يقابل ذلك باي تغيير في الموقف الاسرائيلي او في الموقف الدولي" في اشارة الى السلطة الفلسطينية بقيادة حركة فتح.وطالب مشعل "الاسرة الدولية بتحمل مسؤوليتها في دعم الشعب الفلسطيني" في اشارة الى الدعم المالي للسلطة.في غضون ذلك قرر الاتحاد الأوروبي الإفراج عن مساعدات رئيسية للسلطة الفلسطينية قيمتها 120 مليون يورو لتفادي أزمة مالية وشيكة, تزامنت مع تكليف حركة حماس بتشكيل الحكومة القادمة. وقالت بنيتا فيرارو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد للصحفيين إنه سيتم الإعلان عن اتفاق مساعدات رئيسي للوفاء بالاحتياجات الأساسية للفلسطينيين, موضحة أن إجمالي قيمة الاتفاق سيبلغ 120 مليون يورو بما يعادل حوالي 142 مليون دولار.كما أكدت المفوضة الأوروبية أنها ترغب في أن يتم الإفراج عن 17.5 مليون يورو تسحب من صندوق للبنك الدولي, للمساعدة في دفع الرواتب بالحكومة الانتقالية للسلطة الفلسطينية.ومن بين قيمة المبلغ 40 مليون يورو لدفع فواتير الكهرباء ومنها فواتير مستحقة لهيئة الكهرباء الإسرائيلية، و64 مليونا تقدم من خلال وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة.يُشار في هذا الصدد إلى أن ملف المساعدات المقررة للسلطة الفلسطينية، هو أحد أبرز الملفات التي يبحثها وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في اجتماعاتهم ببروكسل اليوم الاثنين.من جهته قال المبعوث الدولي جيمس وولفنسون إن السلطة الفلسطينية ستواجه انهيارا ماليا في غضون أسبوعين، بعد أن أوقفت إسرائيل تحويلات إيرادات الضرائب ردا على فوز حماس بالانتخابات الفلسطينية.وقال وولفنسون في رسالة للقوى الكبرى كشف عنها أمس إنه حتى إذا استطاعت السلطة الفلسطينية الاستمرار بفضل تمويل طارئ من دول مانحة، فإن الأزمة المالية قد تؤدي لحالة من العنف والفوضى ما لم توضع خطة تمويل طويلة الأجل حين تتولي حكومة تقودها حماس السلطة.ومن المتوقع أن يطلع وولفنسون اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا وهم الوسطاء الرئيسيون بسلام الشرق الأوسط، على النتائج التي توصل إليها في وقت لاحق من هذا الأسبوع.من جانبها صعدت تل أبيب ضغوطها على السلطة الفلسطينية, وطلبت من واشنطن والاتحاد الأوروبي عدم التعامل مع حكومة تشكلها حماس.ووصفت وزيرة الخارجية الإسرائيلية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه "غير ذي صلة" قائلة إن حماس هي السلطة الحاكمة الحقيقية. كما حثت المجتمع الدولي على ألا يخفف من ضغوطه على الحركة لما تسميه تل أبيب السعي نحو السلام.وأضافت تسيب ليفنتي في تصريحات للتلفزيون الإسرائيلي أنها تخشى أن يقوم عباس في المفاوضات مع إسرائيل بدور "ورقة التوت"لإدارة تهيمن عليها حماس, معتبرة أنه "من المهم ضمان ألا يتقبل المجتمع الدولي أبو مازن أو بعض البيانات المعتدلة من جانب حماس".كما ذكرت الوزيرة أن إسرائيل "تتعامل مع الواقع" بعد فوز حماس على فتح بزعامة عباس في انتخابات 25 يناير الماضي، متوقعة من المانحين الدوليين الشيء نفسه الآن وهو أن السلطة الفلسطينية تقودها من وصفتها بجماعات إرهابية.وكانت تل أبيب أوقفت تسليم عائدات الضرائب التي تتراوح بين 50 و 55 مليون دولار شهريا للفلسطينيين. وهدد مانحون دوليون من بينهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بقطع المساعدات للسلطة فور تولي حكومة بقيادة حماس.في المقابل نقلت الأنباء عن مسؤول إسرائيلي كبير أن الحكومة لا تعتبر الرئيس عباس "خارج إطار اللعبة" السياسية، مناقضا بذلك تصريحات ليفني.في غضون ذلك وصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات تصريحات ليفني بأنها "غير مقبولة على الإطلاق" وقال إنها تعكس سياسة إسرائيل الأحادية التي قادت إلى التصعيد العسكري.وفي وقت سابق نفى رئيس الوزراء الفلسطيني المكلف إسماعيل هنية ما نسب إليه من تصريحات بأن حماس قد تعترف يوما ما بإسرائيل، وقال إن هناك إمكانية للتوصل إلى هدنة طويلة الأمد فحسب.وكان ديفيد ولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية قد أجرى محادثات مع عباس بمدينة رام الله بالضفة الغربية، وقال إنه أبلغ الرئيس الفلسطيني بأن "مساعدات واشنطن له ولقيادته في هذا الوقت الحرج ستستمر". إلى ذلك نقلت وكالة ايتار تاس الروسية للانباء عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله ان مسؤولين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس) سيزورون روسيا لاجراء محادثات في الثالث من مارس.ونقلت تاس عن الكسندر كالوجين المبعوث الروسي الخاص للشرق الاوسط قوله "ليس من المستبعد أن يستقبل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الوفد."ولكن لافروف يقول ان موسكو وافقت على ضرورة التزام حماس بالسعي الى السلام مع اسرائيل لنيل القبول الدولي.في سياق اخر ندد عضو الكنيست محمد بركة رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي الظهور أمام العالم بأنه ضحية، في الوقت الذي يرتكب يوميا جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني والقوى التي تتضامن معه، ولا يسلم من ممارساته حتى ناشطي السلام الإسرائيليين والأجانب. وكان بركة تعرض إلى تحقيق بدعوى "الاعتداء" على جنود الاحتلال خلال مظاهرة ضد جدار الفصل العنصري نهاية أبريل الماضي. وانطلقت المظاهرة قرب قرية بلعين في منطقة نابلس، وأصيب بركة خلالها بحروق في قدميه بعد أن أطلق الجنود نحوه قنبلة صوتية.وإثر ذلك وجهت الشرطة الإسرائيلية للنائب تهم الاعتداء على أفراد شرطة سلطة السجون، ورفض الإخلاء من منطقة عسكرية مغلقة، وإفشال اعتقال أحد المتظاهرين ضد جدار الفصل العنصري.