الكونغرس الأمريكي ينتقد الاستخبارات بشأن إيران
عواصم/وكالات:ظهرت الخلافات مبكرا بين الدول الكبرى بشأن الملف النووي الإيراني قبل نهاية المهلة المحددة لطهران لوقف تخصيب اليورانيوم يوم 31 أغسطس الجاري. فبينما أبدت واشنطن وبرلين وباريس عدم الرضاء تجاه الرد الإيراني على عرض الحوافز، سارعت موسكو لرفض مناقشة فرض عقوبات على طهران بالوقت الحالي.وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي إيفانوف إن الأمر ليس بهذه الخطورة كي يبحث مجلس الأمن أو الدول الست الكبرى موضوع العقوبات. وأضاف في تصريحات لوسائل الإعلام في بلاده أن العقوبات قد برهنت على عدم فاعليتها في الممارسات الدولية. وأشار إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية لتسوية المسألة.وكانت واشنطن لوحت مجددا أمس باستصدار قرار من مجلس الأمن بفرض عقوبات إذا لم تتراجع طهران قبل نهاية المهلة. وحث المتحدث باسم الخارجية غونزالو غاليغوس طهران على اتخاذ ما سماه "الخيار الجيد". وأضاف غاليغوس أنه إذا لم تلتزم إيران، فإن القرار الأخير يشير بشكل واضح إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة طبقا للمادة 41 من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة... وقد أجرى الرئيس الأميركي جورج بوش مشاورات مع كل من المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي حول الملف. . وأوضحت ميركل في تصريحات لمحطة تلفزة ألمانية أن رد طهران "لا يثير الارتياح لأنه لم يذكر شيئا عن خطط إيران لوقف التخصيب وأضافت أن ما كان منتظرا هو أن توقف طهران التخصيب ثم تبدي رغبتها بعد ذلك في المفاوضات.. وذكرت متحدثة باسم البيت الأبيض الأميركي أن بوش وميركل اتفقا على ضرورة أن يواصلا معا الجهود الدبلوماسية لمعالجة الأزمة.. من جهته قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي إن الرد الإيراني لم يحقق المطلوب، لكنه أكد ضرورة تفادي تصعيد صراع مع إيران والعالم الإسلامي.من جهته قال خافيير سولانا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي أمس الجمعة انه يرى أن هناك حاجة لاجراء مزيد من المحادثات مع ايران بشأن برنامجها النووي بعد رد طهران على مجموعة الحوافز التي عرضتها عليها قوى دولية. .. في واشنطن صعد عدد من النواب الجمهوريين داخل الكونغرس وخارجه من لهجتهم المعادية لإيران، واتهموا وكالة الاستخبارات المركزية بتخفيف ما وصفوه بخطر التهديد النووي الإيراني. وذكر تقرير أعهدته لجنة الاستخبارات لمجلس النواب أن الاستخبارات تعاني نقصا فادحا بمعلومات بالغة الأهمية حول إيران، مما منع إجراء تقييم دقيق للبرنامج النووي الايراني.وطالب التقرير بجمع أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية حول عدد كبير من الموضوعات المتصلة بإيران.أما طهران فقد دافعت مجددا عن ردها على عرض الحوافز، وقال مسؤول الملف النووي علي لاريجاني إن بلاده ردت بشكل جاد وواضح على كل تلك العروض بما في ذلك الحقوق والمسؤوليات بإطار اتفاقية الحد من الانتشار النووي.. ودعا لاريجاني مجددا إلى إجراء محادثات جادة، مضيفا أن بلاده ردت بشكل إيجابي ومنطقي على كل ما يتعلق بمجالات التعاون التكنولوجي طويل الأمد وتأمين إمدادات الطاقة لأوروبا. وأشار إلى أن طهران أولت أيضا اهتماما بقضية الأمن الإقليمي، قائلا إنه نظرا "لحساسية الوضع في المنطقة، إيران مستعدة للمساعدة في إقامة سلام دائم".