فى ندوة "الجمهورية اليمنية .. من التعاون إلى الشراكة"
فى ندوة "الجمهورية اليمنية .. من التعاون إلى الشراكة"
صنعاء / سبأ :أكد الدكتور عبد الكريم الاريانى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية أن السياسة الخارجية لليمن تشكل نموذجا وقدوة حسنة ليس على المستوى الاقليمى بل وعلى المستوى الدولى نظرا لما حققته فى علاقاتها الخارجية من تطور وأنتقالها من علاقات التعاون الى الشراكة.وقال فى ندوة الجمهورية اليمنية.. من التعاون الى الشراكة التى نظمتها صحيفة 26 سبتمبر أمس بصنعاء بمشاركة أكثر عدد من الشخصيات السياسية ودبلوماسية ... يكفينا أن نستدل على ذلك بالاتفاقيات التى أبرمتها اليمن مع معظم دول العالم والتى نقلت علاقات اليمن من علاقة تعاون الى شراكة حقيقية فى المجالات الاقتصادية والثقافية والسياسية ودون شروط مسبقة، مستعرضا الخطوات التى قطعتها الجمهورية اليمنية فى طريق الانضمام الى مجلس التعاون الخليجى والذى أصبح هذا الهدف مرئيا اليوم وخصوصا بعد القرار الذى اتخذته قمة الخليج الاخيرة، منوها أن انضمام اليمن الى دول مجلس التعاون الخليجى قد صاحبه ظهور متحمسين ومترددين فى ذات الوقت ..وقال علينا فى اليمن أن نشد على أيادى المتحمسين وعدم الانجرار وراء المترددين للانضمام للمجلس.وأضاف المستشار السياسى لفخامة الاخ رئيس الجمهورية ان تأهيل الاقتصاد اليمنى للانضمام الى أقتصاديات دول مجلس التعاون الخليجى يتطلب مواءمة أنظمتنا وتشريعاتنا بنظيراتها فى دول مجلس التعاون الخليجى بما يعزز من شراكة المصالح . من جانبه بين الدكتور أبو بكر القربى وزير الخارجية والمغتربين أن الدبلوماسية اليمنية التى يقودها فخامة الأخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية حققت نجاحاً على مستوى العالمى فى معالجة الكثير من الاختلالات وارتقت ببعدها الايجابى لتسجل علامات بارزة فى دلالات النجاح على المستوى القومى والدولى.وقال أن اليمن وبعد أن حققت نجاحات ملموسة فى حل خلافاته الحدودية مع جيرانه وتحويلها الى جسور محبة وسلام وتعاون وشراكة من خلال أتباعه سياسة متزنة ومعتدلة وغير متشنجة استطاع أن يصبح اليوم نموذجا بسياسته الخارجية المعتدلة ومصدرا من مصادر استقرار المنطقة.وأضاف القربى أنه منذ تولى فخامة الاخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية قيادة مسيرة التنمية فى البلاد تمكنت اليمن من الخروج من خلافاتها الداخلية بما هيأت الظروف لاعادة تحقيق وحدة الوطن أرضا وأنسانا وأعلان الجمهورية اليمنية فى 22 مايو 1990م .واشار الاخ وزير الخارجية والمغتربين الى الدلالات الواقعية على نجاحات السياسة اليمنية بعد أحداث الـ11 من سبتمبر والتى تمثلت فى مقدرتها على احتواء المواقف وتجنيب اليمن الكثير من المشاكل.بعد ذلك ناقش المشاركون فى الندوة برئاسة الاخ حسن اللوزى وزير الاعلام عددا من أوراق العمل من خلال خمسة محاور تناولت الدبلوماسية اليمنية خلال تحولات ونجاحات خلال (16) عاما .وجهود اليمن فى تعزيز التضامن العربى المشترك .. وعلاقة اليمن بمجلس التعاون الخليجى ومنظمة المؤتمر الاسلامى . وما يمثله تجمع صنعاء للتعاون من أهمية فى عملية أستقرار منطقة القرن الافريقى والبحر الاحمر .كما تناولت أوراق العمل افاق تطور النظام السياسى فى الجمهورية اليمنية وأرتباطه بعملية الامن والاستقرار والعلاقات اليمنية الاوروبية. حيث أكدت محاور الندوة على أن اليمن تجاوزت الكثير من المواقف والتدخلات السياسية مع دول المنطقة خصوصا دول الجوار بسياسة أتسمت بالمرونة والحكمة من خلال حرصها على أعتماد الحوار فى التعاطى مع قضايا الحدود مع الجيران عن طريق التفاوض القائم على مبدأ لاضرر ولاضرار أو اللجوء للتحكيم كما حصل مع أريتريا فيما يتعلق بقضية ارخبيل حنيش . ومن خلال هذا الاسلوب القائم على الحوار أتفقت اليمن على ترسيم حدودها مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية .وأشارت أوراق العمل الى أن دور اليمن لم يتوقف عند مواقف الالتقاء مع الاشقاء على مشاكل الحدود وحلها وأتباع الدبلوماسية الرفيعة فى أيجاد الحلول لها من منطلق قومى عربى . بل تعداه الى المحيط العربى فى كل الاتجاهات بسياسة أتسمت بالثبات فى مواقفها فى الكثير من القضايا كما هو الحال بالنسبة للقضية الفلسطينية والاوضاع فى العراق وجهود المصالح فى الصومال وغيرها من القضايا التى تهم الامتين العربية والاسلامية .وتطرقت المحاور الى التجربة الديمقراطية فى اليمن وتأثيرها على الحراك الديمقراطى فى المنطقة العربية على الرغم من أن هذه التجربة غير قابلة للتصدير كما أنها ليست تقليداً لتجارب اخرين بل هى صناعة يمنية وجدت من أجل تفعيل التنمية فى البلاد أملتها ظروف ومعطيات الواقع اليمنى الجديد وليس من أجل أرضاء الغير بل لتحقيق أهداف وطموح أبناء اليمن أولا وأخيرا.وأكدت المداخلات وأوراق العمل أن تعزيز التضامن العربى وتفعيل العمل العربى المشترك من أولويات السياسة الخارجية اليمنية وأن اليمن لعبت دورا بارزا فى هذا المجال كان أخرها المبادرة اليمنية لاصلاح الجامعة العربية والتى أحتلت مكانا من الاهمية لانها جاءت فى وقت تواجه فيه الدول العربية أزمة التعامل مع الكيانات الدولية المطالبة بالاصلاحات السياسية فى المنطقة.وفيما يتعلق بعلاقة اليمن مع العالم.. اشاد المتحدثون بالتحركات اليمنية خاصة فى مجال مكافحة الارهاب وقضية الشرق الاوسط وأزمة العراق ودوراليمن فى الصومال والتى أكدت نجاح سياستها الخارجية وهو ما منحها فرصة كبيرة لعلاقات أفضل مع العالم وخاصة الاتحاد الاوروبى الذى أبدى المسئولون فيه تقديرهم للسياسة اليمنية والخيار الديمقراطى الذى تنتجهه.كما أشادت أوراق العمل بالحنكة والحكمة السياسيةللقيادة السياسية اليمنية ممثلة بفخامة الاخ الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية من خلال التعاطى مع الاحداث والمستجدات العالمية أنطلاقا من مصلحة الوطن العليا وهو ما أكسب اليمن مكانة وأحتراماً لدى الاخرين.