القاهرة وكالة الصحافة العربية :خصصت جمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية بالقاهرة محورا يناقش أثر التعليم باللغات الأجنبية على اللغة العربية، خلال مؤتمرها الثالث عشر الذي عقد مؤخراً بجامعة الدول العربية، شهد هذا المحور عدة أبحاث وأوراق عمل كان أبرزها ثلاثة أبحاث، بحثان قدما من باحثين مصريين، والبحث الثالث لباحث من نيجيريا·وقدمت د· أميمة منير جادو بالمركز القومي للبحوث التربويةورقة بحثية كانت بمثابة ناقوس الخطر، ناقشت خلالها بعض مخاطر تعلم اللغة الأجنبية على تعلم اللغة الأم العربية في مرحلة الطفولة، خاصة في السنوات التكوينية الأولى للطفل، إذ تصدق المقولة "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر" حيث إن تدريس اللغات - الأجنبية والأم- يلعب دورا اجتماعيا، فكل منهما يؤثر على تكوين ثقافة الطفل المتلقي وتشكيل آليات التفكير لديه، إذ ينظر إلى اللغة على أنها أداة تواصل وتخاطب تميز العنصر البشري، خاصة وأن علم اللغة الاجتماعي يؤكد أن اللغة تمثل أقوى رابطة بين أعضاء المجتمع الواحد، وليس هناك ما يمنع من تعلم لغات أخري بدليل أن الحضارات القديمة شهدت اهتماما كبيرا بتعلم اللغات الأجنبية بهدف نقل المعارف والعلوم والاستفادة من الآخرين، وقد أخبرنا الرسول الكريم أن من تعلم لغة قوم أمن شرهم، وإذا كانت هناك مشكلة فهي تتعلق بجزئين أولهما وقت تدريس اللغة الأجنبية، وثانيهما ماهيتها "محتواها التعليمي والأيديولوجي"، والأمر هنا فيه خطورة علي المستوى اللغوي والثقافي، حيث يؤثر بلا شك على المستوي الخلقي والسلوكي في حالة تعلم لغة بعيدة عن الدين والثقافة العربية· وأوضحت د· أميمة جادو أن اللغة الأم - وخاصة اللغة العربية - لا يكتمل اكتسابها قبل سن السابعة، وأن تعلم لغتين أو أكثر في سن الطفولة يؤثر سلبا وبشكل كبير على إتقان واحدة منهما، وتنقل لنا ما حذرنا منه ابن خلدون في مقدمته من أن تعرض الإنسان العربي في صغره إلي لغة أخرى يضعف لغته الأم ولايرتقي بمستواها إلى مستوي الإتقان·[c1]الهوية واللغة[/c]وأكد د· حسني السيد بمعهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة ، من خلال بحث أكاديمي حول أثر تدريس اللغات الأجنبية علي الهوية والثقافة العربية في مدارسنا،على المدرسة ستظل المؤسسة الرئيسية التي يعتمد عليها المجتمع في القرن الحالي في أمور التعليم والتنشئة والصياغة الثقافية والاجتماعية والقيمية والسياسية، و نجح د· حسني في أن يخترق جدار الصمت ليناقش بكل جرأة علمية مسألة الازدواجية في التعليم، والتي تمثل إحدى المشكلات المركبة في القومية المصرية بعدما تعددت مصادر التعليم ومناهجه، ما بين مدارس حكومية ومدارس خاصة، ومدارس تجريبية رسمية، ومدارس دولية، ومدارس أمريكية تقوم بتدريس المناهج الأمريكية، وفقا لقانون 255 لسنة 2000 وبمنطق حدث بلا حرج، يتركز لنا أن هناك مدارس دولية لها حرية اختيار مناهجها·ويطرح تساؤلا مهما: إذا كانت المفوضية الأوروبية قد أكدت على أهمية الاتصال باللغة الأم إلى جانب العلوم والتكنولوجيا والاتصال باللغة الأجنبية، فِلمَ نتجاهل هذا ونتجاهل أيضا أن علماءنا الذين أسسوا الحضارة العربية الإسلامية باستيعابهم الحقيقة التاريخية " اللغة وسيلة الاتصال بين أبناء الأمة الواحدة التي تسعي إلي النهوض من كبوتها ؟
|
ثقافة
باحثون : التدريس باللغات الأجنبية يمثل خطورة على الهوية العربية
أخبار متعلقة