المفتتح
ثقافة التطوع موجودة على مستوى بلدان العالم المتقدمة والمتخلفة، وهي حركة شبابية تقدم طاقاتها ومعارفها لخدمة المجتمعات الداخلية والخارجية، وتستمر طاقات الشباب في مشاريع اقتصادية وخدماتية وإنسانية، وهناك من يتقن استغلال طاقة الشباب واستثمارها لإنجاح العديد من المهام التي تتطلبه أيادي تطوعية.ويندر أن نرى في بلادنا حركة للتطوع الاقتصادي أو الإنساني، فالشباب في حركة سكون، وطاقاتهم معطلة، مشتتين في تفكيرهم حيث لا يوجد حتى الآن من يقوم بتوجيه تلك الطاقات لاستثمارها في أعمال مفيدة ومريحة للتطوع والنمو والتقدم.لقد زادت معدلات البطالة في بلادنا، ورغم ذلك لا تجد من يود تحريك هذه المعدلات بحيث يحد من تنامي البطالة التي تصيب الشباب بالإحباطات، بل لم يجد من يفتح هذه الطاقات لأعمال جديدة تطوعية يستفيد منها الشباب، ويستفيد أيضاً منها البلد وكذا المشروع المحدد الذي ينفذ بطاقات شبابية متطوعة.لكن حركة التطوع هذه تحتاج إلى تأهيل وتدريب مستمر، بحيث توجه تلك المؤهلات لصالح القيام بأعمال تطوعية، ويكون المتطوعون من الشباب ذوي المستويات العالية تتقن الأعمال وتنفذها بدقة متناهية.فكم حالات وجدت في اليمن، وكم نكبات حصلت فيها أكانت بسبب الأمطار أو السيول أو انزلاقات التربة، وراح ضحيتها العديد من الأنفس البريئة.. ولم نشهد إزاء هذه النكبات الطبيعية من يقوم بتحريك التطوع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرواح، بل وأيضاً بناء ما تم تهديمه من منازل أو سدود.. إلخ!! وعلى سبيل المثال لقد هدمت الأمطار منازل لحج الطينية.. ولا يزال أهلها ممن تضرروا من تلك الأمطار نزيلي الخيام المؤقتة، ولم تجر أي محاولة تطوعية لبناء منازلهم المهدمة.. وكذا الأمر في كثير من النواحي اليمنية التي يكتفي بأن يسكن المتضرر في خيام، ولا يتم بعدها حل مشكلته السكنية.ويمكن دعوة شبابنا اليمني ليس للتطوع فقط في بلادهم، بل أيضاً يمكن إرساله إلى مختلف البلدان الطالبة لهذا التطوع من جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية، وهنا يكون التطوع بخلاف ما يقوم به الهلال الأحمر اليمني أو الصليب الأحمر الدولي، فهذه منظمات إنسانية تلاقي دعماً عند تقديم هذه الخدمات.لكن حركة التطوع يجب أن تنشأ ذاتية لغرض استثمار طاقات الشباب وتوجيهها الوجهة الحسنة لحل مشكلات البطالة، وتحسين نوع ما من دخل الشباب الرمزي مقابل استثمار طاقاتهم الشابة..وبهذا لابد من تحريك هذه الطاقات التي حجبت البطالة الرؤية حول امكانياتهم الكبيرة وسواعدهم وعقولهم الذين يعتد بهم ويفاخر بها عند كل منجز اقتصادي أو خدماتي أو إنساني.عياش علي محمد