يشدني بل ويجذبني إليه مشهد تتصفح عليه عيوني فجر كل يوم، قبل أي شيء آخر، مشهد بديع للوحة تدخل في النفس الاطمئنان والفخر والإعتزاز .. مشهد عمال النظافة وهم في هذه الساعات الأولى من الصباح يعزفون سيمفونية حياتنا النظيفة ومنظر مدينتنا خالية من الأوساخ والقمامة التي تتراكم تحت المنازل على مدى اليوم، أغلبها بصورة عشوائية وكأننا لانعيش في مدينة حضارية عرفت النظافة والتعامل مع النظام واحترام حق العيش في بيئة نظيفة.نعم أقولها إنني ومع الساعات الأولى للفجر أخرج إلى البلكونة (الشرفة) لاحتسي القهوة وأمتع عيني برؤية شباب عشقوا مدينتهم وتركوا مضاجع منامهم ونحن نيام، ليرونا في الصباح مدينة نظيفة خالية من عبثنا في رمي القمامات وأعقاب السجائر ومخلفاتنا مما يتبقى من المأكولات، رميها كما أشرت بصورة عشوائية في الأرصفة وفي أحسن الأحوال تحت منازلنا وليس في المواقع المخصصة لرمي القمامة المنتشرة في أحيائنا وشوارعنا .. هؤلاء الجنود لابسي البدلات الصفراء وبصمت احترامنا لهدوء منامنا لايملون ولايخجلون من عملهم المقدس، بل يشتكون من استمرار المواطنين في عدم احترام النظام والالتزام بقواعد النظافة وجهود العاملين في إدارة صندوق النظافة وتحسين المدينة وهي جهود تجد كل يوم استهتار من قبل المواطنين في رمي القمامة على الأرصفة والأماكن العامة التي تشكل واجهة المدينة .. والشكوى الأكثر من عدم وجود إجراءات تردع هؤلاء المستهترين العابثين بنظافة مدينتنا عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية.لاأنكر لهؤلاء الجنود شكواهم، لإنني وبأم عيني شاهدت منظر يتكرر أمامي مساء كل يوم.. منظر رمي القمامة من شرفات المنازل إلى الشوارع خاصة الخلفية في الوقت الذي يقع برميل القمامة المخصص من إدارة صندوق النظافة بالقرب من المنازل، كما شاهدت العديد من الشباب يبصقون على جدران الشوارع الرئيسية (التنبل) ويرمون علب العصائر وأعقاب السجائر في الشوارع دون احترام لجمال ونظافة عدن.اعتقد أن غياب التوعية المستمرة عبر وسائل الإعلام المختلفة والإجراءات العقابية يزيد من المشكلة فلو نظرنا لعدد من البلدان المجاورة وغيرها سنجد مدنها الرئيسية خالية من هذا العبث بالنظافة.. وان المواطنين يدركون معنى أن تكون مدينتهم نظيفة يتباهون بها أمام الزائرين وحتى أمام أنفسهم، لأن النظافة من الإيمان ومن لا إيمان له لاحياة له بين البشر.
شاهدت بعيني !!
أخبار متعلقة