مدن ومعالم
إعداد/ عبدالواحد الضراب:تعتبر مدينة زبيد أحد أهم المدن الساحلية الغربية ذات الأهمية التاريخية والأثرية كونها تضم العديد من المعالم الأثرية الهامة إلى جانب المكانة العلمية التي كانت تتمتع بها في الفترة الإسلامية والتاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) عندما اختطها عسكرياً محمد بن عبدالله بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد وحتى فترة الأئمة.وقد أدّت هذه المدينة دوراً كبيراً في تاريخ اليمن السياسي والعلمي، وتقع إلى الجنوب من مدينة الحديدة عاصمة المحافظة، وقد سميت زبيد بهذا الاسم نسبة على وادي زبيد الذي يمر بها وتصب مياهه في البحر الأحمر، وتمتاز زبيد بطابعها المعماري الفريد الذي انتشر في معظم مناطق تهامة، كما تسمى أيضاً الحصيب الصغير نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع ابن سباء.وكانت المدينة مسورة ولها أربعة أبواب هي باب الشبارق في الشرق وسمي بذلك نسبة إلى قرية الشبارق الواقعة شرق المدينة، وباب النخل من الغرب وسمي بذلك نسبة إلى قرية النخيل وكان يسمى باب غليفعة، وباب القرتب في الجنوب وسمي بذلك نسبة إلى قرية القرتب في وادي زبيد، وباب سهام في الشمال وسمي بذلك نسبة إلى وادي سهام.ومازال جزءاً كبيراً من سورها سليماً، كما أن بعض أبوابها مازالت محتفظة بشكلها القديم منذ مئات السنين، وتعتبر زبيد مدينة العلم والعلماء وكانت من أشهر المراكز الفكرية والعلمية على مستوى العالم الإسلامي حيث كان حكامها حريصين على تنمية دورها العلمي ومن مدارسها الشهيرة: المدرسة الجبرتية التي بناها الشيخ إسماعيل الجبرتي (722 - 806هـ) والمدرسة الفرحانية التي يرجع بناؤها إلى السيدة الحرة جهة الطواشي زوجة الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل الرسولي المتوفاة سنة (826هـ) وتعرف باسم مدرسة أم السلطان، والمدرسة الكمالية التي تنسب إلى الأمير كمال بك الذي تولي زبيد سنة (972 هـ) والمدرسة الاسكندرية التي يرجع بناؤها إلى الوالي العثماني في اليمن اسكندر موزا المتوفي سنة (943 هـ) وغيرها من المدارس التي برز فيها العديد من العلماء في مختلف المجالات حيث ينسب اليها الكثير من العلماء في الطب والفلك واللغة والجبر وغير ذلك.اشتهرت مدينة زبيد في الماضي بصناعة الأقمشة القطنية وصباغتها في حوالي (300) مصبغة والعديد من معامل نسيج القماش ومازال بعضها يؤدي نفس الدور ولكن بشكل محدود، كما اشتهرت بإستخراج الزيت من السمسم .ومن أهم المعالم التاريخية في مدينة زبيد الجامع الكبير الذي يعد ثاني أكبر جامع في المدينة تأسس في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي) وبناه مؤسس المدينة محمد بن زياد، وجامع الأشاعر وينسب إلى الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري عام (8 هـ) كما تتميز بوجود الأسواق مثل سوق زبيد (سوق المدينة التاريخي) وهو من الأسواق التقليدية القديمة، وقلعة زبيد السياحية الهامة، ومكتبة الأشاعر التي تضم درراً من المخطوطات النادرة وأمهات الكتب في مختلف العلوم.وعلى بعد 20 كم من مدينة زبيد غرباً يقع شاطئ الغازة وهو عبارة عن ميناء طبيعي جميل وموقع سياحي رائع كان منتجعاً لملوك الدولة الرسولية، ويقع في منطقة خصبة بين مصبي وادي زبيد ووادي رماع تكتنفه غابات النخيل الباسقة وسواحله النظيفة، حيث تتوفر فيها عيون المياه العذبة .