باترا
يكتشف السائح القادم إلى مدينة باترا والتي تقع على بعد 200 كيلومتر غرب العاصمة اليونانية أثينا، من الوهلة الأولى أنه في مدينة ساحرة الجمال سواء من مواطنيها الذين يتمتعون بدرجة عالية من الأناقة والجمال أم من مبانيها الكلاسيكية وشوارعها الفريدة والهندسة المعمارية التي تتميز بها المقاهي والمطاعم والحانات،إلى جانب أنها مدينة ساحلية وفيها أحد الموانئ الرئيسة في البلاد. وتشتهر باترا بكرنفالها السنوي، الذي يمزج ما بين السياحة والرقص والفن. فيحصل السائح على رحلة سياحية فريدة من نوعها، وتعود احتفالات هذا الكرنفال إلى عام 1860 إذ كان يقتصر وقتها على شكل من حفلات الرقص يقيمها البرجوازيون، ولكن الآن يجري الكرنفال في إطار من احتفالات تتخللها مئات الرقصات والأغاني والموسيقى والتجول في أحياء المدينة التي أشبه بالأساطير. ومدينة باترا هي ثالث أكبر المدن اليونانية، بعد العاصمة أثينا وثيسالونيكي شمالا، وقد أصبح كرنفال باترا حاليا مليئا بالاحتفالات المقبولة من كافة الطبقات الاجتماعية، بعد أن كان في الأعوام المنصرمة يجري في إطار حفلات الترفيه للبلدية، فيوجد هنالك أكثر من ورشة فنون خاصة بالكرنفال، حيث يتاح للناس من كل الأعمار فرصة اختيار مهاراتهم، وهم بذلك يكونون مستعدين لاستقبال وليمة كبيرة تبدأ منذ الأسبوع الأول من فترة الأسابيع الأربعة إلى أن تصل إلى الأحد الأول من فترة الصوم استعدادا لعيد الفصح. ومنذ بداية الاحتفالات يبدأ المقيمون بشواء اللحوم خاصة على طريقة الباربيكيو، وذلك في الشوارع والساحات والأرصفة والحوانيت، حيث تعبق رائحة الشواء في كل مكان، وتستمر الوليمة والمآدب.. ومن كل حدب وصوب تتجه أنظار الناس لتقع على ناس يمتعون أنفسهم، وتزدحم الكافتيريات المحلية وساحة جورجيو وشارع القديس نيكولاو والمقاهي وكل موقع ومكان بأناس يقدمون مهاراتهم. يشارك في تنظيم الاحتفالات نحو ألفي متطوع ومتطوعة من أبناء المدينة بينما يصل المشاركون في الرقصات والموسيقى والطرب عشرات الآلاف من مناطق مختلفة سواء من داخل اليونان أم من خارجها، وهناك أنواع متعددة من الأغاني والرقصات نذكر منها الرقص الساهر والرقص السريع والرقص البلدي والرقص الخاص بباترا ورقص المرح والبهجة والرقص الأوليمبي والرقص الأحمر ورقصا تقليديا من الدول المختلفة وأنواعا كثيرة ومختلفة كلها تعبر عن المرح والسعادة. بوربوليا: وهو نموذج مختلف من أنواع المرح والمتعة التي يجدها السائح خلال كرنفال باترا، حيث ترتدي النساء أقنعة سوداء ويغطين وجوههن وأياديهن، وفي الليل يذهبن إلى مسرح المدينة، جاهزات لتلقي الغزل والاستمتاع بالموسيقى الشجية، حيث يرقص الرجال مع النساء من دون أن يعرفوا هويتهن، كما تنظم في الساحات والميادين الكبيرة في المدينة مسرحيات وعروض ومسابقات في الغناء والرقص . مع بقية موانئ اليونان، وجوا إذ يوجد مطار أخييا القريب الذي يستقبل بعض الرحلات الجوية، وعن طريق الحافلات من أثينا والتي تستغرق نحو ساعتين ونصف تقريبا وبطاقة السفر تكلف 18 يورو تقريبا للفرد الواحد، كما يمكن استئجار سيارة، ويوجد خط سكة حديد يربطها بالعاصمة أثينا وبخارج اليونان وتم أخيرا توصيل خط قطار سريع من مطار أثينا الدولي مباشرة إلى كورينثو ثم باترا.