فيما تتواصل قوافل الإغاثة لمساعدة منكوبي كارثة السيول بالمنطقة الشرقية
صنعاء / سبأ : لا تزال قوافل الإغاثة لمساعدة المتضررين من كارثة السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظتي حضرموت والمهرة, قبل أكثر من أسبوع في تواصل مستمر. فقد وصلت إلى مدينه سيئون بمحافظة حضرموت يوم أمس الاول «الاثنين» قافلتا إغاثة من أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء لمساعدة المتضررين من السيول في وادي حضرموت. وتأتي هاتان القافلتان في إطار قوافل الإغاثة التي تتوالى على الوادي من محافظات الجمهورية المختلفة للمساهمة في إغاثة المناطق المتضررة . وتضم قافلة أمانة العاصمة التي يرأسها الوكيل الأول للأمانة محمد رزق الصرمي 90 شاحنة كبيرة محملة بـ 1500 طن من المواد الغذائية المتنوعة والأدوات المنزلية والفرش والبطانيات والخيام . فيما تضم قافلة محافظة صنعاء التي يرأسها وكيل المحافظة عبدالله ضبعان 80 شاحنة كبيرة محملة بكميات من ألأدوية لمكتب وزارة الصحة العامة والسكان بالوادي والصحراء, ونحو 980 طناً من مواد الإغاثة المتنوعة . وقد عبر وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء والوكيل المساعد أحمد جنيد الجنيد, وفهد صلاح الأعجم, عن شكرهما وثنائهما وأبناء الوادي لهذا العمل الوطني الذي يجسد روح الأخوة والتكامل والتكافل بين أبناء الوطن الواحد . يأتي هذا في وقت قرر فيه وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء احمد جنيد الجنيد إتخاذ مجموعة إجراءات عاجلة لمعالجة الأضرار الناجمة عن الأمطار والفيضانات الأخيرة الني لحقت بمشاريع مياه الشرب في عدد من المناطق الريفية بوادي حضرموت. جاء ذلك خلال اجتماع عقده مساء أمس الاول بمدينة سيئون ضم وكيل وزارة المياه والبيئة المساعد لشؤون المياه المهندس عبدالقادر حنش, ووكيل الهيئة العامة لمياه الريف المهندس عبدالحميد البشيري, وممثلا مكتبي منظمتي الصحة العالمية واليونيسيف في اليمن, وعدد من المؤسسات المعنية بمياه الريف. وجرى خلال الاجتماع تكليف الهيئة العامة لمياه الريف توفير خمس عشرة مضخة كمرحلة أولى للآبار المتضررة التي تعتمد عليها تلك المشاريع والقيام بفحص مصادر المياه بالتنسيق مع المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالوادي وفرع الهيئة العامة للموارد المائية في محافظة حضرموت لمعرفة مدى صلاحيتها للاستخدام الآدمي بعد أن تلوث البعض منها بجيف الحيوانات النافقة التي جرفتها السيول واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصفيتها من أي تلوث منعا لانتشار الأمراض جراء استخدامها . وأقر الاجتماع التدخل السريع والعاجل لمعالجة الأضرار التي لحقت بمياه الشرب في كل من غيل عمر وساه والكتنه والحزم وضمر نهر في مديرية ساه والقرية وقسم وعينات ومشطه بمديرية تريم لضمان توفير المياه النقية الصالحة للشرب من تلك المصادر. كما أقر أجتماع اخر برئاسة الجنيد عقد في سيئون ضم ممثلين عن وزارة الصحة العامة والسكان ومنظمة الصحة العالمية لدى بلادنا, التخلص من الحيوانات النافقة التي جرفتها السيول في أماكن جريانها وتجميعها والعمل على حرقها بصورة عاجلة تجنباً لحدوث ضرر بيئي يهدد الصحة العامة للسكان القاطنين حولها والتنسيق مع المجالس المحلية والمواطنين المتضررين عند انتشال تلك الحيوانات من تحت أنقاض المنازل المتهدمة . وشدد الاجتماع على ضرورة إعطاء الأولوية لتصفية مصادر مياه الشرب وبخاصة في المناطق التي تعطلت فيها مصادر المياه بفعل وجود حيوانات نافقة بداخلها وإعادة تأهيل تلك المصادر بصورة عاجلة بعد تصفيتها تماما من أي تلوث. في حين كلف الاجتماع الفرق الهندسية الميدانية والمتخصصة التي ستنفذ تلك العملية برفع تقارير يومية مساء كل يوم توضح حجم الأعمال المنجزة ومستوى الضرر والمعالجات والبدائل المتاحة لضمان توصيل مياه الشرب النقية للمواطنين المتضررين . في الوقت الذي أستعرض فيه الجنيد أمام ممثلا منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الدعم الإنساني بمكتب جنيف, رمزي الظافر, ومكتب دبي, ماجد أبو قُبعَه, حجم الأضرار التي ألحقتها العاصفة المدارية الممطرة التي اجتاحت وادي حضرموت أواخر اكتوبر المنصرم بعدد من قطاعات البنى التحتية ومن أبرز الأضرار الطرق والمياه والكهرباء والتربية والتعليم والصحة والزراعة بما فيها انجراف الآلاف من أشجار النخيل التي تعتبر من أهم الموارد الغذائية والاقتصادية للوادي والثروة الحيوانية وإنتاج العسل. بالإضافة إلى الأضرار التي لحقت بمنازل المواطنين في عدد من المديريات مما أدى إلى تهدمها تهدماً كلياً أو جزئيا فيما أصبح البعض منها آيلاً للسقوط بعد تشبعها بمياه الأمطار الغزيرة كونها اعتمدت في بنائها على مادة الطين وذلك ما يميز الطراز المعماري في الوادي منذ مئات السنين. وتفيد التقديرات الأولية بأن عدد المنازل التي تضررت جراء كارثة السيول بلغت والتي تبذل الدولة جهودا لاعادة أعمارها بعد أن تتجاوز عمليات الإغاثة والإيواء للمناطق والسكان حتى الآن نحو 3275 منزلا. وحول عمليات الإغاثة والإيواء أشار وكيل المحافظة لشؤون الوادي والصحراء إلى أن عمليات الإغاثة والإيواء وحملات الرش للمستنقعات والتجمعات المائية الراكدة تسير حالياً بوتيرة عالية بعد أن فُتِحَت الطرق الرئيسة بين المديريات بنسبة 99% وإعادة شبكة الكهرباء بنسبة 85 % وشبكة الاتصالات بنسبة % إلى المناطق المتضررة . وأكد الوكيل تضرر آبار وشبكات مياه الشرب في عدد من القرى المتضررة وتلوثها بمخلفات السيول وبخاصة الأعداد الكبيرة من الحيوانات النافقة التي جُرفت مع المياه مما قد يسبب ذلك كارثة بيئية أخرى لمستخدمي تلك المياه وما قد تسببه الحشرات من أمراض وآفات تضر بصحة التجمعات السكانية . لكنه أشار إلى ما تقدمه المخيمات الطبية المجانية من خدمات طبية وعلاجية متقدمة للسكان المتضررين وغيرهم التي تقيمها وزارة الصحة العامة وقيادة الحرس الجمهوري والقوات الخاصة في كل من مستشفى سيئون العام ومنطقة قاهر في مديرية تريم فضلاً عن المستشفى الطبي الميداني الإماراتي في منطقة الغُرَف بالمديرية نفسها بالإضافة إلى المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية الأخرى . فيما اطلع وكيل محافظة حضرموت ممثلي المنظمة الدولية الإنسانية على الجهود الجارية للتخلص من الحيوانات النافقة والقيام بحرقها بعد نقلها إلى أماكن آمنة, .مشيراً إلى ما تقوم به الفرق الميدانية المشكلة من كافة القطاعات من عمليات حصر وتقييم شامل ودقيق لحجم الأضرار والخسائر المادية. كما رحّب وكيل المحافظة بملاحظات المنظمات الدولية المتخصصة في الشؤون الإنسانية والاستفادة من خبراتها في عمليات الإغاثة وإعادة الإعمار, لافتا إلى الآلية المتبعة في استقبال وتوزيع المساعدات ومعونات الإغاثة على المتضررين لما من شأنه ضمان وصولها إلى المحتاجين إليها وبصورة منتظمة. من جانبهما عبر ممثلا مكتبي منظمة الأمم المتحدة لتنسيق الدعم الإنساني عن تعازي المنظمة لأسر ضحايا الكارثة الإنسانية التي حلّت بمحافظتي حضرموت والمهرة مؤخراً . وأكدا حرص المنظمة على العمل مع الحكومة على المستوى الوطني وتنسيق جهود الإغاثة بينها والمنظمات الدولية وتقديم المعلومات وفق طريقة علمية ومنهجية لتلك المنظمات لما من شأنه الحصول على مساعدات الدعم الإنساني لمواجهة آثار الكارثة وإعادة الإعمار. وفي تطور لاحق أقرت لجنة الإغاثة والإيواء وحصر أضرار السيول والأمطار الأخيرة بوادي حضرموت إصدار البطاقة التموينية للمتضررين. وقفت اللجنة في اجتماعها الذي عقدته بوادي حضرموت والصحراء برئاسة وكيل المحافظة رئيس اللجنة أحمد جنيد الجنيد أمس الثلاثاء أمام نتائج ماخرج به الاجتماع السابق وماتم تنفيذه من التكليفات. وشددت اللجنة على ضرورة رفع اللجان الفرعية بالمديريات تقاريرها الى اللجنة متضمنة مالحق من أضرار في البنية التحتية بالمديريات التي تعرضت للكارثة الطبيعية, مطالبة بضرورة الانتهاء من حصر المنازل التي تهدمت بفعل الكارثة في موعد لايتجاوز الخميس المقبل . في غضون ذلك صرح مصدر مسؤول باللجنة لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) بان فريقا لمسح الأسر في المديريات المتضررة بدأ أمس نزوله الميداني إلى المديريات بغرض حصر الأراضي الزراعية التي جرفتها السيول والأمطار.