يزورها آلاف الزوار والسياح يومياً للاستحمام بمياهها الكبريتية الحارة
متابعة واستطلاع/ مثنى الحضوريأعلنت منطقة دمت منطقة للسياحة العلاجية من قبل مجلس الوزراء عام 2004م، لما تمتلكه من عيون مياه طبيعية حارة تنبع من أرضها البركانية فهي تنام فوق بحيرة من المياه المعدنية الكبريتية الحارة التي جعلت منها مصحة أو مشفى سياحياً طبيعياً يؤمها ويزورها آلاف الزوار والسائحين من الداخل والخارج للاستحمام والاستطباب وعلاج كثير من الأمراض المستعصية التي لم تجد معها العلاجات الكيميائية وهو ما يجعلها مؤهلة لأن تحتل الصدارة لكنها بحاجة إلى مزيد من العناية والاهتمام لتصبح كذلك.. مدينة دمت المدينة السياحية الساحرة الغنية بالمياه الكبريتية الساخنة النابعة من عيون طبيعية حارة تكونت بفعل سلسلة الثورات البركانية التي شهدتها المنطقة في عصر ما قبل التاريخ.تعتبر مدينة دمت العاصمة السياحية لمحافظة الضالع وتقدر مساحاتها بـ (480) كيلو متراً مربعاً ويبلغ سكانها (62) ألف نسمة وقد اكتسبت دمت أهميتها التاريخية كأحد مراكز الاستيطان الأولى للإنسان اليمني القديم بالنظر إلى موقعها المطل على ضفة وادي بنا الشهير الغني بمصادر مياهه الجوفية وتوفر الأراضي الزراعية الخصبة وانتشار الغطاء النباتي المتنوع كمقومات أساسية لاستقرار الإنسان اليمني القديم.وزادت أهمية المدينة في عصر الدولة الحميرية مع انتقال الحضارة اليمنية من مأرب إلى مرتفعات ظفار إبان عهد الملك ذو يزن وظلت المنطقة على هذا الحال من الأهمية في عصر الدويلات الإسلامية في اليمن حيث كانت دمت تمثل محطة رئيسية على طريق القوافل التجارية القادمة من عدن ولحج والضالع وقعطبة وبلغت أوج ازدهارها في عهد الدولة الطاهرية التي استمر حكمها أكثر من (75) سنة وكانت عاصمتها المقرانة وتقع على بعد (15) كيلومتراً من مركز دمت حالياً التي كانت تشكل محطة هامة لتأمين القوافل التجارية.[c1]الحمامات الطبيعية[/c]ويوجد في المدينة حمامات طبيعية حارة مثل حمام الحساسية حمام الإمام الحسن ـ وحمام الحمدي إضافة إلى حمامات استحدثت مؤخراً من قبل المستثمرين وتعتمد على المياه النابعة من أحواض وآبار مفتوحة مثل حمام الأسدي ـ حمام العودي ـ حمام عاطف. وقد أثبتت الدراسات والتجارب العملية أن مياه مدينة دمت البركانية تشفي الكثير من الأمراض ومنها حساسية الجلد والعيون والجرب وقتل الفطريات الجلدية بأنواعها وأمراض الجهاز الهضمي والمسالك البولية والتنفس وأمراض الدورة الدموية وأمراض الجهاز العصبي المركزي وعلاج أمراض المفاصل وغيرها من الأمراض.إلى جانب ذلك تمتلك دمت معالم طبيعية سياحية نادرة كالفوهات البركانية التي تزين وجه المنطقة والتي يطلق عليها أبناء المدينة اسم الحرضة.[c1]الحرضة الكبرى[/c]
تعرف بحرضة الشولة وتقع في قلب مركز المدينة وهي أكبر هضبة بركانية مخروطية الشكل (دائري) تتسع في القاعدة وتضييق في المنتصف تدريجياً باتجاه القمة ولها مدخل واحد عبر سلم حديدي يصل إلى قمة الفوهة.كما تنتشر في مدينة دمت عدد من الحرضات الأخرى كحرضة “الربيبة” الكبرى والصغرى وتقع شرق شمال الحرضة الكبرى وتتميز هذه الحرضات بشكلها الداخلي والتجاويف والأخاديد الطبيعية الرائعة بالإضافة إلى عدد من الحرضات التي كانت متنفساً للبراكين الثائرة.[c1]القلعة[/c]وتقع فوق جبل يطل على مدينة دمت القديمة وتبعد قرابة كيلومتر عن مركز المدينة وكانت قديماً نقطة مراقبة وحماية لتأمين سير القوافل التجارية بالإضافة إلى حماية المدينة وعاصمة الدولة الطاهرية (المقرانة) ويرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الخامس عشر الميلادي وتعرف بقلعة عامر نسبة إلى السلطان عامر بن عبد الوهاب، وقد تعرضت القلعة للاندثار ولم يبق منها سوى معالم ومآثر لا تزال شاهدة عليها ومنها صهاريج حفظ المياه ومدافن الحبوب وبوابتها الرئيسية.[c1]جسر العامرية[/c]يقع جنوب مركز مدينة دمت ويبلغ طوله (72) متراً وعرضه (5) أقدام ويتوسطه عقد مزدوج على شكل قوس تم تصميمه بشكل فني بديع ويبعد عن مركز مدينة دمت (2كم) ويسمى شعبياً مزف عامر بن عبد الوهاب حيث كان فيه زف القوافل التجارية المحملة بالبضائع من الضفة الغربية لوادي بنا إلى الضفة الشرقية للوادي نظراً لعدم وجود سياج حماية في أعلى الجسر الذي يرتفع عن مستوى سطح الوادي بـ (14) متراً ويرجع تاريخ تشييده إلى منتصف القرن الخامس عشر الميلادي ويعد واحداً من أبرز المعالم الأثرية والتاريخية التي لا تزال قائمة وقد تم ترميمه وإعادة تأهيله بتمويل من الصندوق الاجتماعي للتنمية ويرتكز الجسر على أعمدة كبيرة وشامخة صممت بشكل هندسي بديع ومتميز ويمكن للزائر الوصول إلى الجسر بسهولة عبر الطريق الشرقيه الإسفلتيه الذي يربط بين مدينتي دمت الحالية والقديمة ومن على الجسر يمكن للزائر أن يتمتع بمشاهدة الغطاء النباتي المحيط به كما يمكن للسائح زيارة الحرضة المبخرة القريبة من الجسر والتي يقع بجانبها حمام الحساسية. [c1]وأخيراً الاستنزاف[/c] وهو ما يبعث على القلق بأن الأحواض والآبار الموجودة في المدينة تستنزف المياه الحارة وبشكل حاد يهدد مخزون المياه الحارة بالنضوب جراء الاستنزاف العبثي لتلك المياه وهو ما يحتاج إلى وقفة جادة من قبل السلطة المحلية والجهات المسؤولة في الحكومة لوضع حد لهذا الاستنزاف والعمل على صيانة وحماية هذه المياه والعيون الحارة من الاستنزاف.