الحسن بن مصطفى السليماني الحمدلله وكفى ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى ، أما بعد : إننا نعيش هذه الأيام في أجواء إيمانية ، نلتمس فيه النفحات الربانية، نتقلب في خيرات شهر رمضان المبارك الذي لايخفى فضله على أهل الإسلام، فهو شهر القرآن ، وشهر الصبر، وشهر الجهاد والبطولات ، وشهر الإنفاق والتوبة والإقلاع عن الخطيئات ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر فيه من العبادة وقراءة القرآن ، ففيه تغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان، وتصفد الشياطين ومردة الجان، وفيه مستجاب، ومغفرة للذنوب ، وعتق من النار .. إلخ .وفي هذا الشهر الكريم عشرة أيام مباركات هي العشر الأواخر جعلها الله موسماً للإعتاق من النار، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما من أيام العمل الصالح فيهن خير وأحب إلى الله من هذه الأيام العشر، قالوا : ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ) وكان صلى الله عليه وسلم يجتهد فيها في العبادة مالا يجتهد في غيرها كما في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، وكان إذا دخلت العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد المزر. [c1]خصائص العشر الأواخر و الاجتهاد في قيام الليل:[/c]- تطويل الصلاة بتطويل القراءة وتمديد الركوع والسجود. - إيقاظ الأهل والأولاد ليشاركوا المسلمين في إظهار الشعائر، ويحصلوا على الأجر ، ويتربوا على العبادة والبر. - يرجى فيها مصادفة ليلة القدر التي قال الله فيها ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) وقال سبحانه : ( حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم ) فسماها ليلة القدر العظيم قدرها ومكانتها، ففيها غفران للذنوب ، وستر للعيوب ، فهي ليلة المغفرة كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفرله ما تقدم من ذبنه ,, ومن حكمة الله جل وعلا أن ليلة القدر لم تتحدد في ليلة معينة على الراجح من أقوال أهل العلم رحمهم الله، لأجل أن يكثر العباد من العمل الصالح فيحصلوا على الأجر العظيم.. فينبغي على المسلم الاجتهاد في هذه الليلة المباركة بالصلاة والدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة فهي فرصة عظيمة، والفرص قدلا تدوم ، فألف شهر يزيد على ثمانين عاماً. يشرع فيها الاعتكاف . تخرج فيها زكاة الفطر التي هي طهرة للصائم من اللغو والإثم، فرضها النبي صلى الله عليه وسلم على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد ويستحب إخراجها عن الحمل، وهي زكاة للبدن وطعمة للمسكين ومواساة للفقير يخرجها المسلم عن نفسه وعن من تلزمه نفقتهم من زوجة وأولاد وغيرهم. التكبير من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد كما قال سبحانه : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون). أخي المسلم : ينبغي لك أن توفر وفقاً للاشتغال بالطاعة في هذه العشر المباركة، وللأسف أن كثيراً من المسلمين يغفلون عن أنفسهم وأولادهم في هذه الأيام المباركة وإنه لمن الحرمان أن تمر مواسم المغفرة على المسلم ويبقى محملاً بالذنوب بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته أو انشغاله بما لا فائدة فيه، أو ما فيه فائدة يمكن الحصول عليها في وقت آخر. فالله الله أخي المسلم شمر عن ساعد الجد وتب إلى الله واسأله المغفرة والرحمة فقد فتح أبواب التوبة ودعاك إليها وجعل لك مواسم تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ بأسباب النجاة ولا تكن عاجزاً. والحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى أصحابه وسلم أجمعين.[c1] مدير عام الواجبات الزكوية / مأرب [/c]
|
رمضانيات
العشر الأواخر
أخبار متعلقة