هي مكتبة إسلامية مهمة في الربع المسلم من القدس العتيقة. تحتوي على مخطوطات مهمة ونادرة، وتقع في مبنى قديم ومميز في طريق السلسلة 116.يعتبر المبنى نموذجا معماريا للقدس في العصور الوسطى. تعود بدايته إلى مملكة القدس في الحقبة الصليبية في القرن 13، أما الهدف من ورائه غير معروف. و في فترة لاحقة، دفن في الموقع ثلاثة محاربين خوارزميين جاؤوا ضمن الفيلق الخوارزمي للقوات التي هزمت الصليبيين في فلسطين. يمتاز المبنى بغناه من الناحية المعمارية، فيدمج بين الأقواس الموسدة والأقواس المتعرجة التي تميز العمارة الصليبية والأيوبية بالإضافة إلى مميزات مملوكية، مثل النموذج الأبلق، وهو دمج حجارة حمراء وبيضاء في إطارات الأبواب وشبابيك محاطة بأطر منحنية.وفي سنة 1900 قام الحاج راغب الخالدي(1866 - 1952) بافتتاح المكتبة للعامة كوقف إسلامي. وتعتبر عائلة الخالدي إحدى العائلات المرموقة في القدس منذ القرن الثالث عشر (تم تعيين بعض أبناء العائلة كرؤساء للمدينة في فترة الحكم العثماني والبريطاني، مثل حسين الخالدي). اهتم أبناء العائلة بجمع الكتب والمخطوطات لعدة أجيال، وبذلك توفرت تشكيلة خاصة وقيمة. في سنة 1952، بعد موت مسؤول المكتبة الأول، تدهورت المكتبة وتم إغلاقها. وبعد احتلال القدس الشرقية عام 1967 كانت هناك محاولات حثيثة للراب شلومو غورين لاقتناء الموقع، ولكن في سنة 1992، وكنتيجة لإصرار المستشرق أمنون كوهين وعالم الآثار دان باهَت، تم ترميم المبنى وافتتح من جديد كمكتبة في سنة 1995. مديرة المكتبة هي السيدة هيفاء الخالدي (مع أن أجدادها قد خصصوا الوقف “للرجال فقط”).ويوجد في المكتبة ما يقارب 1,278 مخطوطة تعود للفترة المملوكية والعثمانية بالإضافة إلى 5,000 كتاب مطبوع، وهي تدور في مواضيع التاريخ، الجغرافيا، علم الفلك، القرآن، الفلسفة، والشعر. والغالبية الساحقة مدونة بالعربية، 18 بالفارسية، و46 بالتركية.أقدم مخطوطة في المكتبة تتناول الشريعة المالكية وتعود للقرن الحادي عشر. يتوفر في المكتبة عدد كبير نسبيا من المخطوطات الأصلية، المكتوبة بيد المؤلف نفسه لا النساخ. يوجد أيضا كتب مزخرفة تدعى بالمَكرُمات مُنِحت كهدايا، من بينها مكرمة منحت لصلاح الدين الأيوبي. كذلك تتواجد في المكتبة كتب مزخرفة في الطب الهندي من القرن الثالث عشر، مصحف ضخم ومزخرف من القرن السادس عشر والمزيد.أنشئت قائمة علمية مفصلة للمكتبة على يد لورنس آي. كوراد. حتى عام 2007 تم نشر القسم المتعلق بالفترة العثمانية فقط.بالمقابل، فقد تمت فهرسة المخطوطات، ومسحها ضوئيا، وتخزينها على بطاقات ميكروفيش على صيغة بي دي إف على أيدي جمعية أصدقاء المكتبة ومؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي. كما تتوفر بعض النماذج للمخطوطات الممسوحة ضوئيا على شبكة الإنترنت .