إسكندر عبده قاسم كنا ونحن صغار وحينما تقرب أيام العيد نشعر بفرحة عظيمة تغمرنا ... وننتظر بفرحة ايضاً تشدنا له من خلال الحنه والذي تقوم به أمهاتنا فتضعه على رؤوسنا وأيدينا وأقدامنا وأما البنات فتبرز على أياديهن وأرجلهن نقشة الحنه والخضاب ونجتمع أمام صولين الحلاقة / لحلاقة العيد !.. ونرى أباؤنا وهم يطلون جدران المنازل بالنورة المكلاو ي والابواب والنوافذ بالطلاء .. كل ذلك وقبل العيد بأيام قلائل وأما كسوة العيد فيفاجئنا بها أباؤنا وأمهاتنا ويشتروها لنا قبل شرأئها لهم ...وليلة العيد أكان العيد الصغير أو العيد الكبير أي عيد الفطر المبارك أو عيد الاضحى المبارك كنا ننتظر ( الكعمدي ) وهو الشخص الذي ينطلق في حارات المدينه ليؤكد من خلال ذلك الطبل الكبير بأن يوم غد هو الاول من أيام العيد .. كنا نتبع خطواته شارعاً شارعاً ونردد بعده وعيدوه وعيدوه .. وهكذا نستقبل العيد صغاراً وكباراً .وفي أول أيام عيد الاضحى المبارك (العيد الكبير) كنا نتوجه إلى الميدان الساحة الكبيرة لنؤدي صلاة العيد ونحن نلبس ثيابنا الجديده وبعد الصلاة نعود الى المنازل ونشاهد ذباحة أضاحي العيد .. حيث كان سعر الخروف أو التيس البربري الضخم »بعشرة شلن« واما اليوم فالسعيد الذي يقدر على شرائه حيث حيث يبلغ سعره اليوم من عشرة آلاف الى عشرين الف اي بنصف الراتب او الراتب كله .ويقوم أباؤنا بتوزيع نصف الذبيحة على الجيران الفقراء والمعوزين وهكذا يفعل الجيران .. ويجتمع الأهل والاقارب ليتناولوا طعام العيد كل يوم في بيت ان لم نقل حتى دعوة الجيران كانت واجب في (قُراع) العيد او غذاء العيد ويسموها معايدة الجار لجاره .. ونتوجه في نهار العيد الى المراجيح« الدراهين» ومشاهده «الكركوس» والبعض الى بستان الحيوانات بستان عبدالمجيد السلفي رحمه اللَّه في مدينة الشيخ عثمان وفي الليل نذهب الى دور السينما.كانت المبارز أي مبارز القات في كل شارع من شوارع مدينة عدن حيث يجتمع فيها الرجال لمضغ القات والاستماع الى اصوات الفنانين .. كالفنان / عمر غابة وحسين البار والدباشي واحمد يوسف الزبيدي ومحمد سعد الصنعاني واهم تلك المبارز مبرز« الصافي» و «الحداد »في كريتر ومبرز« اليافعي »سعيد سالم اليافعي في منطقة السيلة بمدينة الشيخ عثمان.واما الحفلات الفنية والتي كانت تقام على مسرح البادري بكريتر ودور السينما وفي الشوارع وخاصة في خامس ايام العيد في زيارة ولي اللَّه الصالح « هاشم بحر»الهاشمي حيث تكتظ مدينة الشيخ عثمان بالآلاف والآلاف من المواطنين القادمين اليها من كل حدب وصوب . ويتبارى بل ويتنافس كبار الفنانين وعمالقة الفن في عدن كالفنان اليمني الكبير« محمد مرشد ناجي» حفظه اللَّه اطال لنا بعمره ، والفنان الكبير« محمد سعد عبدالله »رحمه اللَّه والفنان الكبير احمد بن احمد قاسم وابوبكر سالم بلفقيه وعبدالرحمن باجنيد والعزاني ومحمد عبده الزيدي والفنان الكبير طه فارع رحمه اللَّه والفنان احمد علي قاسم ويوسف احمد سالم ونجم الكوميديا في اليمن ابو دم خفيف الفنان فؤاد الشريف .. وفرقة المصافي الكوميدية .واما المسارح المتنقلة في الشوارع والتي من خلالها كانت تعرض اروع المسرحيات« كشكسبير »وروميو وجوليت وفتوح الشام وغدر الزمان فكانت تبرز ايام الاعياد في حارة الصباغين وحارة الهاشمي بمدينة الشيخ عثمان .. وتقام المباريات بين عمالقة الاندية الرياضية في عدن كنادي الهلال والواي سي سي والواي أم تي ونادي الشباب المحمدي ونادي الاحرار ونادي الحسيني ونادي شمسان والميناء وتتجه بعض الفرق الرياضية الى لحج للتباري مع فرقها.كانت للعيد نكهة واي نكهة وفرحة اي فرحة .. مازلنا نتذكر تلك الايام الجميلة ، ونتمنى ان تعود الايام الجميلة وتعود تلك الانشطة الفنية والمسرحية والرياضية وكلنا أمل في انها سوف تعود وتتحسن ظروف الناس بقيادتنا الحكيمة والرشيدة ممثلة في شخص فخامة الاخ الرئيس القائد / علي عبدالله صالح - رئيس الجمهوريةحفظه اللَّه ذخراً لليمن واطال اللَّه لنا بعمره وكل الامناء والمخلصين من حوله وكل عام واليمن وأهل اليمن وكل المسلمين بخير وسلام.
كل عام وأنتم بخير
أخبار متعلقة