كتبت / مروة خالدتشوب احتفالات العالم العربي بيوم المرأة العالمي الذي تعود جذوره إلى القرن الـ19 إبان الثورة الصناعية في أوروبا والولايات المتحدة, جملة من التساؤلات عن أسباب تراجع دور المرأة الفاعل في المجتمع العربي.فبعد أن دخلت المرأة منذ بدايات القرن الماضي المعترك السياسي وشاركت في حكومات وبرلمانات وتبوأت مناصب دبلوماسية وسيادية رفيعة, بدأ دورها المحوري يتراجع خلال العقدين الماضيين, وصارت تحرم في بعض الدول العربية من ممارسة العمل السياسي والنيابي بل وحتى الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بصوتها.
نساء كويتيات
أسباب الاستبعاد يتحدث وليد الطباطبائي وهو احد النواب الاسلاميين عن أسباب استبعاد المرأة في الكويت من دوائر صنع القرار السياسي وحرمانها من الترشيح والانتخاب, مشيرا الى إن "سبب الاعتراض على ترشح المرأة لمجلس الأمة الكويتي مبدئي", لأن للمجلس صلاحيات رئاسية ويتحمل مسؤولية العملية التشريعية واختيار الحكومة وعزلها, موضحا أن عمل المجلس جزء "من الولاية العامة التي قصرتها الشريعة الإسلامية على الرجال !!؟؟.وهنا أعربت عضو لجنة حقوق الإنسان السعودية سهيلة زين العابدين عن استغرابها من كلام الطباطبائي, قائلة إن المرأة المسلمة مارست الحقوق السياسية قبل الرجل. وأوضحت أن أول من آمن بالإسلام السيدة خديجة بنت خويلد وأول من استشهد في الإسلام السيدة سمية والدة الصحابي عمار بن ياسر, وأول من ائتمن على سر الهجرة أسماء بنت أبي بكر (ذات النطاقين) وأول من اؤتمن على النسخة الوحيدة من القرآن حفصة بنت عمر.وقالت سهيلة إن المرأة قاتلت وجاهدت وهاجرت وعاشت الحصار جنبا إلى جنب مع الرجل منذ فجر الإسلام. وعن استبعاد المرأة عن العمل السياسي في الوقت الحاضر قالت في تصريحات صحفية نشرت في الصحف السعودية وبعض القنوات الفضائية العربية إن "مسحة الغلو والتطرف التي غزت المجتمعات العربية والإسلامية هي وراء هذا الأمر".وأضافت أن "التراجع الحضاري الذي مرت به الأمة الإسلامية وخاصة في العصر المملوكي والعثماني جعل بعض الرواسب في مجتمعات مثل الهند تطفو إلى السطح وأصبح الرجال يلبسونها لباس الإسلام, فلو كان رجال العصر الحالي ينظرون للمرأة نظرة الإسلام لها لما حدث هذا التراجع".وعن استبعاد المرأة من لائحة الانتخابات السعودية قالت إن الأمر لا يحتاج إلى فتوى والنصوص القرآنية واضحة بشأن مشاركة المرأة ، واتهمت المناهضين لمشاركة المرأة " بتفسير الآيات القرآنية حسب أهوائهم". وأضافت أن "الله سبحانه وتعالى خلق نظام الزوجية في الكون وجعل لكل شيء ذكر وأنثى". وقالت إن المرأة السعودية تقوم بندوات وجلسات حوار من أجل طرح قضاياها على الرجل. والجدير بالذكر أنه لا توجد جمعيات أو ومنظمات سياسية في السعودية تنشط في مجال حقوق المرأة.وقالت سهيلة إن من أهم القضايا التي تشغل المرأة السعودية أن تعامل معاملة كاملي الأهلية كما نظر إليها الإسلام. وأن تنشأ محاكم أسرية وتلحق بها هيئات استشارية قانونية نسائية، وأن يصدر قانون للأحوال الشخصية منبثق من القرآن والسنة بتكوين لجنة من كبار علماء الدين في العالم الإسلامي، وينضم إلى هذه اللجنة عالمات فقيهات، ويسهم في صياغة القوانين كبار رجال القانون في العالم الإسلامي، وأن تكون المرأة عضوة في المجامع الفقهية. وأن توضع عقوبات رادعة لمن يمارس العنف داخل الأسرة. الدور الضعيفوعن غياب المرأة السعودية عن الحياة السياسية يقول المحلل السياسي زهير الحارثي إن دور المرأة لا يزال ضعيفا وسلبيا لغياب التكتلات والتنظيمات النسوية ضمن مؤسسات المجتمع المدني وهذا يعني تعطيل 50 من المجتمع السعودي. والعائق ليس سياسيا حسبما قال الحارثي, بل هو اجتماعي ويحتاج الكثير من الوقت لتجاوزه.وعن معضلة المرأة الكويتية والعملية الديمقراطية قال الحارثي إن هنالك تيارين في الخليج " الأول متطرف وإقصائي ورجعي والثاني متطرف في انفتاحه وتحرره ويحب القفز على الأسوار". وأضاف "أعتقد أن التشدد هو أحد أسباب إقصاء المرأة ، لكنه وجه اللوم في الوقت نفسه إلى المرأة لأنها لم تتكتل وتسمع صوتها بقوة لجميع الأطراف". وضرب مثالا على ذلك بالكويت والبحرين, حيث نجحت التظاهرات في حمل الحكومات على دراسة وضع المرأة السياسي.وبرزت في الأحداث بمناسبة عيد المرأة أيضا الاعتقالات التي قامت بها الشرطة التركية لتفريق تظاهرة نسوية خرجت في إسطنبول, حيث أثارت هذه الحادثة نفس التساؤلات عن تراجع دور المرأة في تركيا. فالدستور التركي يضمن للمرأة المشاركة في الحياة السياسية منذ عام 1934عندما حصلت النساء على حق التصويت في عهد مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.ولا تزال أعمال العنف ضد النساء من أبرز القضايا المطروحة على طاولة النقاش في بلد حصل على الضوء الأخضر لبدء مفاوضات انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي. واعتبر رئيس البرلمان الأوروبي جوزيب بوريل الحادث بطاقة تعريف سيئة لبلد يريد الانضمام للأسرة الأوروبية.