الصداقة الحقيقية هي السند وقت الضيق وهي العقل الذي امنحه ثقتي وهي القوة التي تحميني من ضعفي وهي البئر التي القي فيها اسراري دون خوف اوتردد هي ( السترو الغطاء ) عند (الازمات والشدائد هي الاخلاص متجرداً من كل غرض او مصلحة. والصداقة لم تعد كذلك، واصدقاء اليوم ليسوا كأصدقاء الامس وتحكي عن اصدقاء خانوا امانة الصداقة وصديقات خطفن ازواج صديقاتهن فهل نقول : وداعاً للصداقة وداعاً أيها الاصدقاء؟ !.فالصداقة نوع من المشاركة الوجدانية الفعلية بين اثنين بحيث تتعدى حدود القول الى الفعل فعندما يشارك الصديق همومه واحلامه يصبح للصداقة معنى جميل وهادف في الحياة ورغم ايماني المطلق بأن الصديق هو مرآة صديقة فإني اتحفظ على الامور الخاصة جداً التي لا احب ان يعرفها احد غيري وليس للصداقة دخل فيها وغدر الاصدقاء مثل غدر الحبيب كله الم وكلما كنا حريصين في صداقتنا مبتعدين عن الخصوصيات في هذه الصداقة كلما دامت واستقرت الصداقة اختيار والصداقة عطاء متبادل بلاحدود بين شخصين او مجموعة منسجمة ومتآلفة من الاصدقاء ولذلك كان من الصعب ان أجد صديقاً يدرك هذا المفهوم للصداقة وغالياً ماكنت افاجأ بخداع من اتخدهم اصدقاء لذلك اصبحت حريصة على ألا انتقل في تعاملاتي مع من اعرفهم من مرحلة المعرفة او الزمالة الى مرحلة الصداقة فلا يحصل على هذه الصفة الامن يستحقها بالفعل .في الصداقة ارفض الشخص الاناني والكذاب فاذا كانت هذه سمته فهو سيكون عبئاً على صديقة وربما يضره وهذا الشخص الذي تعود على الاخر دون العطاء يخل بابسط مبادئ الصداقة ومعه ينعدم الامان وتزول الثقة وهو لايمكن ان يصون صداقته بل يعتبر خطراً على من يصادقهم . وحتى الاطفال الذين يكونون علاقات صداقة مع اطفال اخرين يبدو اداؤهم الدراسي أفضل من غيرهم من الذين حرموا من نعمة وجود الاصدقاء في حياتهم ، والبحث عن صديق لايأتي الا عندما يكون الانسان نفسه صديقاً وفياً فالعلاقات الانسانية ذات اتجاهين دائماً ولاتستطيع العلاقات الزوجية او العلاقات داخل محيط الاسرة ان تشبع احتياجات الانسان العاطفية توفرها له علاقاته بأصدقائه بمعنى ان اي علاقة اخرى مهما كانت اهميتها في حياتنا لن تعنينا عن حاجتنا للاصدقاء . ان المدة المطلوبة لبناء علاقة صداقة ناضجة قد يستغرق الامر مدة لاتقل عن ثلاث سنوات حتى يكتشف الانسان ما اذا كانت هذه العلاقة التي تجمعه بشخص آخر علاقة صداقة ام لا !!. اننا قد نكون اصدقاء في اي مكان نتردد عليه في العمل وفي دار العبادة اوبين الجيران ولكن من الخطأ الفادح ان ندفع علاقات التعارف العابرة الى درجة الصداقة الحميمة فلابد من اكتشاف وتطوير هذه العلاقات على مهل ومن المستحب هنا ان يتعامل الانسان مع علاقات الصداقة الناشئة او العابرة معاملة بقدر اهميتها دون ان يضفي عليها اي مسميات تفوق حجمها الحقيقي وعموماً هذه العلاقات لاتقل عن غيرها في ادخال السعادة على نفس الانسان ولكن لابد من تسمية الاشياء بمسمياتها فالمعارف ليسوا والأصدقاء العاديون ليسوا اصدقاء كالأصدقاء المقربين . فالشخص العادي لديه في المتوسط صديق اوصديقان حميمان اما الباقون فيندرجون تحت قائمة الصداقات المؤقتة او المعارف .
الصداقة الحقيقية
أخبار متعلقة