عزيزي وأخي وفقيد الصحافة اليمنية والوطن وفقيدنا كلنا المرحوم عصام سعيد سالمما كنت أتوقع أن أعيش لأكتب قبل اسمك كلمة المرحوم لكنها إرادة الله، ومن ذا الذي لا يقبل بإرادة المولى عز وجل رغم المرارة والصدمة والفجيعة والمصيبة.ألم يقل ربنا في كتابه العزيز "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون" صدق الله العظيم. حقاً لقد كانت مصيبة.أيتها الأخوات أيّها الإخوةإذا كان فقيد الصحافة اليمنية المرحوم عصام سعيد سالم قد مات فقد غاب عنا بجسده لكن أحس روحه ترفرف حولنا تشاهد هذا الحب الذي نكنه له وهذا الوفاء الذي نجسده في أربعينيته وهكذا ستبقى في قلوبنا يا عصام.وإذا كنا اليوم نحيي ذكرى أربعينية فقيد صحافتنا اليمنية وفقيدنا فلابد من تذكر مسيرة حياته وهي مسيرة مليئة بالتجارب والعبر والخبرة وهي ما ينبغي لكل صحفي الإطلاع عليها سواء من يبدأون أولى خطواتهم في شارع الصحافة أو أولئك الذين وجدوا لهم مكاناً في بلاط صاحبة الجلالة.أول درس يقدّمه لنا الفقيد الغالي هو حب المهنة، حب الصحافة وكلنا يعرف أنّ الحب هو بسمة السعادة وهو الدافع للخلق والإبداع والبناء، كما أنّ الكراهية أو لنقل اللامبالاة هي الأصل في الهدم.ويظهر حب عصام للصحافة واضحاً جلياً في تركه العمل الذي بدأ به حياته وقطع فيه شوطاً وربما كان أفضل دخلاً وأقل مشقة من مهنة المتاعب وفضل أن تكون الصحافة مهنته الأساسية وأكسجينه الذي يتنفسه ليحيا. لهذا صبر واصطبر ولم يحاول القفز في الهواء بل بدأ كمحرر صحفي في أكتوبر بعد عام 1981م.والدرس الثاني أنّه لم يتعجل الظهور والصعود بأي أسلوب وأية طريقة بل تحمل عناء تجارب العمل والحصول على الخبرة ووضع اليد على أسرار المهنة، والدرس الثالث أنّه لم يكتفِ بعمله الصحفي في صحيفة أكتوبر بل سعى ونجح في إصدار مجلة "صم بم" أول مجلة كاريكاتورية في اليمن، وكلنا يعرف ما هي المشاق وما هو العناء الذي يتحمله ناشر الصحيفة أو المجلة في ظل الأسعار المشتعلة وقلة المقبلين على شراء الصحف في بلدٍ متخلف وخصوصًا أنّ المطبوعات الأهلية لا تحصل على ثمن من أجل استمرار إصدارها بل تحصل على شراء مبيعات أعدادها على أوسع نطاق توزيعها ولكنها تعتمد على الإعلان بدرجة رئيسية وما يتحمله الناشر في بلدنا في سبيل الحصول على هذا الإعلان من عنت وعذاب بل وذل في بعض الأحيان.لقد رأينا عشرات بل مئات الإصدارات الوليدة منذ قيام الوحدة لكن 95 إن لم أقل 95 منها أصيب بالسكتة الصحفية سواء لمجرد صدوره أو بعد بضعة أعداد بعد الصدور وظلت "صم بم" تصدر بانتظام لأكثر من 14 عاماً ونتمنى لها الاستمرار في الصدور إلى ما شاء الله.وأهمية "صم بم" في اعتقادي أنّها اتخذت من أحدث الفنون الصحفية واصعبها ربما مادة لعملها أنّه فن الكاريكاتير ويمكننا القول إنّه في رحاب المجلة وجد كثير من شباب الصحفيين طريقهم إلى بلاط صاحبة الجلالة وهم لاشك يذكرون الآن ويتذكرون الأيام التي عاشوها مع "صم بم" وصاحب "صم بم".والحديث عن الفقيد يطول وبإمكاني الاسترسال فيه إلا إني في مناسبة تقتضي مني التركيز ولأترك أيضاً لغيري من المتحدثين طرق جوانب أخرى من حياة الفقيد.لقد أصدرت مؤسسة 14 أكتوبر كتاباً خاصاً بمناسبة الاحتفاء بذكرى أربعينية الفقيد لكن إصدار كتاب خاص بحياة الفقيد الصحفية واجب على أهله ومحبيه ونقابة الصحفيين.وعلينا أن نعمل معاً لإصداره، فقد أصبح الفقيد أحد مناراتنا الصحفية التي لا يمكن لنورها أن ينطفئ.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلمة نقابة الصحفيين اليمنيين / فرع عدن
أخبار متعلقة