حدث وحديث
الموارد المائية من الثروات القومية ومن اهم المقومات في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فالمياه تدخل في كل انواع الصناعات، واينما وجدت المياه تجد التجمعات السكانية وبالتالي تتولد الثقافات.وترتبط التنمية الاقتصادية ارتباطا مباشرا باستمرار توفير الموارد المائية وتأمين حاجة السكان الحالية والمستقبلية المتزايدة للغذاء ومياه الشرب الصحية. ومن اجل الحفاظ على الموارد المائية تسعى الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للموارد المائية وبالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية والمانحة الى تفعيل دور المجتمع في هذه المهمة وخاصة مستخدمي المياه من المزارعين والجمعيات من خلال تشجيع مستخدمي المياه على توطيد وتعزيز الشراكة معهم في الحفاظ والتنمية للموارد المائية من خلال اقامة الندوات واللقاءات المباشرة وورش العمل لنشر وتعميق المفاهيم التي تهدف الى ترشيد استخدام المياه واتباع الاساليب والطرق الحديثة في عمليات الري.وقد عقدت ورشة عمل مطلع هذا الاسبوع في مدينة جعار بمحافظة ابين والتي هدفت الى تعزيز المشاركة المجتمعية في عملية الحفاظ على مخزون المياه في دلتا ابين حيث تحدث في هذه الورشة الأخ المهندس عبدالعزيز مهيوب مدير عام الهيئة العامة للموارد المائية بعدن مستعرضا اهم مخاطر استنزاف المياه في حوض دلتا ابين والتي تسببها الاستخدامات غير العقلانية للمياه والحفر العشوائي للآبار التي بلغت 2100 بئر، وعدم اتباع وسائل الري الحديثة، مشيرا الى ان ذلك يشكل خطرا يهدد الاجيال القادمة في حصولها على المياه، كما اكد مهيوب ضرورة تضافر الجهود من قبل الجميع للحد من هذه الظواهر والالتزام بقوانين وانظمة الري وحفر الآبار.وكانت الورشة التي شارك فيها خمسون مشاركا يمثلون جمعيات مستخدمي المياه والمزارعين ومنظمات المجتمع المدني وجهات حكومية، استعرضت اوراق عمل تضمنت مواضيع عدة منها الوضعية الحالية للمياه الجوفية في حوض دلتا ابين والاستخدامات الاقتصادية للمياه الجوفية لزراعة الخضار، كما تم تقسيم المشاركين الى فرق عمل لاستنتاج واستخلاص عدد من الرؤى والافكار الهادفة الحفاظ على الموارد المائية والمشاركة الواسعة في العملية وتنسيق الجهود بين الهيئة العامة للموارد المائية والمجتمع لتنمية الموارد المائية في الحوض وقد كان للملاحظات التي قدمها الإخوة المهندسون الزراعيون والمختصون في شؤون المياه الاثر البالغ في اثراء مواضيع الورشة وبلوغ اهدافها.