قضايا حياتية
لاشك ان التعليم الفني والتدريب المهني يشكل في عالم اليوم احد الركائز الاساسية لتطور المجتمعات وتحقيق اهدافها التنموية بمجالاتها المختلفة الانتاجية والخدمية باعتباره المكون الاول لمخرجات العنصر البشري الوطني المؤهل والمسلح بتقنيات العصر القادرة على الاسهام الفعال في تنفيذ خطط وبرامج التنمية ، وقد استطاعت الكثير من الدول ان تجعل من هذا النمط التعليمي والمهني الهام اهم اعمدة منظومتها التعليمية ووفرت له كافة الضمانات نحوه وتطوره ادراكاً منها باهميته وقدرته على التأثير الايجابي في نشاطها الاجتماعي والتنموي ، وبلادنا وهي تسعى الى جعله احد مقومات سياستها في مجال التنمية البشرية وحقيقة حياتية معاشة عليها ان تدرك بأن الوصول الى تحقيق هذا الهدف لايمكن ان يأتي عبر منهجية وآليات العمل تقوم عليها مؤسساته وجهاته الاشرافية اليوم والمعتمدة على الطابع الوظيفي الصرف وغياب الطابع التخصصي مما جعل هذه المنهجية وآلياتها كابحاً حقيقياً لتطوره وعجز مؤسساته رغم قلتها عن اداء مهامها العلمية والمهنية نظراً لغياب عامل الوعي الاجتماعي والذي بدوره حرم هذه المؤسسات من ثقتها بذاتها اولاً ومن المدخلات ( الطلاب ) ذات المستويات العلمية الجيدة القادرة على استيعاب مفردات مناهج التخصصية المختلفة عن بقية مناهج اطر التعليم الاخرى محتوى وسياق زمني .وعليه فان حالة الاغتراب التي يعيشها التعليم الفني والتدريب المهني في بلادنا أكان ذلك على مستوى مدخلاته من الطلاب او مخرجاته جاء كنتاج طبيعي لمعادلة الضعف العام والدائم ، ( مدخلات متدنية المستوى = مخرجات اكثر تدنياً ) رغم قلتها . وحتى يفي موضوعنا بالفرض نؤكد بان ! حتلال بلادنا للمرتبة (151) في تقرير الامم المتحدة عن التنمية البشرية لعام (5002م ) وهي من ادنى المراتب واكثرها فقراً وقحطاً في هذا المجال عالمياً دليل تعطى على غياب الوعي الاجتماعي وعدم الاهتمام به وتحويلة الى لغة مفهومة لشرائح المجتمع الرافدة لمدخلات التعليم الفني والتدريب المهني ممارسخ واقعاً مؤلماً لهذا التعليم التخصصي الهام تجلت مظاهرة في : 1- تحويل مؤسساته التعليمية الى مأوى لذوي العاهات العلمية من مخرجات التعليم الاساسي والتعليم الثانوي غير القادر على الالتحاق بمجالات التعليم الاخرى .2- عزوف وهروب المخرجات الجيدة من التعليم العام والثانوي عن مؤسساته الا ماندر .3- عدم القدرة لدى مخرجاته على المنافسة في سوق العمل لفقدانها شروطه .4- الغياب التام والعدمي للعلاقة الجدلية بين طرفي معادلة التعليم الفني والتدريب المهني والمتمثلة في وزارته ومؤسساتها وسوق العمل . وسنحاول التطرق لكل ظاهرة ذكرت على جدة في الايام القادمة بإذن الله للنفع العام .