حدث وحديث
بدأت امس الاول جولة جديدة من الحوار بين السلطة الفلسطينية وحكومة الكيان الصهيوني، وشاءت الاقدار ان تكون في يوم العيد (عيد الكرسميس) كما يسمونه، والذي حضره السيد الرئيس أبو مازن ليؤكد ان الدين الاسلامي دين المحبة والتسامح، ويشارك اخوانه الضيوف في بيت لحم احتفالهم. كل هذا جرى والطيران الاسرائيلي يغتال المناضلين في قطاع غزة ويسقط الشهداء، وكل هذا جرى واولمرت يطلق تصريحاته المليئة بالوعيد والتهديد، اما بناء المستوطنات فحدث ولاحرج وماذا كانت النتيجة والى اين وصل الحوار، وماذا حقق الفلسطيني المحاور.؟اليس من حقنا ان نطرح هذه الاسئلة، ألم يقولوا لكل شيء نهاية، قالوا لنا اذهبوا الى انابوليس وستجدون الحل، قسموا الشارع الفلسطيني والعربي وذهبوا، ونحن نراقبهم على الفضائيات التي باتت تفضح الجميع، واذا به مهرجان لااكثر ومجاملات واجزم ان معظم من ذهب من الاشقاء العرب غير مقتنع وغير متفائل بالنتائج، ولكن على رأي المثل “كرمال عين تكرم مرج عيون) بوش صاحب الفكرة والدعوة تحمس بعد المؤتمر واراد ان يرسم الامور في مجلس الامن وقدم مشروعه لذلك ، واذا بالسيد اولمرت يحتج ويغضب، وما كان من بوش الا سحب المشروع وما كان من اولمرت الا ان يعلن عن بناء مستوطنات جديدة في القدس على جبل ابو غنيم، وعندما احتجت السلطة قال لاتنسوا هناك قرار سابق بضم القدس الى الدولة اليهودية ونحن نبني المستوطنات في الدولة اليهودية، وليس من حق احد الاعتراض!!هل وجدتم او شاهدتم اكثر من هذه الوقاحة وقاحة انها القوة، انها الغطرسة، انها الاستهتار بالعرب والعروبة، والمسلمين. اليس هذه هي الحقيقة، وان لم تكن هذه فماذا تسموها؟.اذاً ليس امامنا الا ان نكون اقوياء، وحتى نكون كذلك لابد لنا من بناء البيت الفلسطيني، وحتى نبنيه لابد من انهاء حالة الفوضى في غزة والضفة وانهاء الخلافات بين فتح وحماس، والتي لم يعد لها أي طعم ولامعنى في ظل كل هذا التآمر.وحتى نكون اقوياء لابد من وحدة الصف العربي والكف عن المراهنات حول شيء اسمه سلام مع اسرائيل، ونقول للاشقاء العرب ها قد جربتم، قدمتم مبادرة السلام العربية ماذا كان الرد الاسرائيلي، ذهبتم الى انابوليس ماذا كان الرد، وفي كل مرة تجنحون للسلم مع من لايعرف ولايحترم السلم والسلام، فماذا عساكم فاعلون، اما نحن الفلسطينيين فلم يقتنا رغم كل مشاغلنا ان نحضر (الكرسميس)!!.