أقراص الموت البطئ .. شبابنا ووباء الحبوب المنومة
ازدادت في الآونة الاخيرة كلمة تتردد كثيرا على مسامعنا وهي (الحبوب) فقد انتشرت بين أوساط الشباب مثل الوباء وبسرعة فائقة حتى أصبحت كلمة (محبب) وهي الكلمة التي تطلق على من يتعاطى هذه الأقراص وكأنها مألوفة لدى من يسمعها او يرى من يتعاطها وبدون أدنى ردة فعل على هذا الشيء المستهان به وكأنه لاتوجد أي مضرة على صحة من يتعاطاها وعلى من يتضرر منهم كان :بسرقة أو اغتصاب أو قتل او غيرها من الأعمال الإجرامية التي يقومون بها أثناء تاثير هذه الحبوب على أدمغتهم وأجسادهم وبلوغهم مرحلة الخروج عن الوعي ....لقد اصبح هذا الوباء خطيراً ومعدياً بمجرد الاقتراب من أي شخص مدمناً على تعاطي هذه الأقراص ولمجرد سؤاله لماذا تتعاطى هذه الأقراص وما فائدتها؟فيقوم بسرد الأوهام الذي يتخيلها ومدى روعتها وجمالها وأنه في عالم آخر ولا أحد يستطيع الوصول إليه وكأنه سيد عالمه ...الخ من الأحلام والأوهام التي يعيشها وبالطبع أذا قام بسرد كل هذه الأشياء الخيالية أمام ضعفاء النفوس الذين يصدقون ان كل هذه الأشياء التي قالها وهو تحت تأثير (الحبوب) أنها حقيقة فُسرعان ماتنتقل أليهم العدوى وتجر أرجلهم إلى شبكة الإدمان فهكذا كانت البداية فأين ستؤولُ بهم النهاية ؟؟أذاً فهل هذا هو شيء ؟ فأجيب كلا ليس هذا هو كل شيء فقد اخبرني أحد هؤلاء الشباب بأشياء لا تصدق ولكنها موجودة وتحصل بالفعل بين أوساط الشباب .وأتطرق إليكم أعزائي إلى بعضها.أن بعض هؤلاء الشباب وهم دون سن 18عاماً يتعاطون هذه (الحبوب) ووصلت الجرأة بالبعض الأخر منهم إلى ان يقوموا بتعاطيها في مدارسهم والبعض الأخر أيضاً وهم الأشد خطراً يقومون ببيعها داخل الحرم المدرسي.ووصلنا إلى أن منهم فوق سن 20عاماً أي الجيل الحاضر لايستطيع بعضهم أن يتعاطى (القات) الا وأن يكون قد تعاطى كمية من الأقراص قبل مضغ القات وأثناء مضغه ، وغيرها من العادات والطقوس للمدمنين بتعاطي (الحبوب) .فما هو الأهم : كم هي الكمية التي يمكن للشخص ان يتعاطاها منهم فرد قائلاً الكمية تعتمد على مدى تحمل الشخص فالبعض يمكنه أن يتعاطى (6) أو (5) أشرطة أي (60أو50) حبة والبعض الأخر شريطين أو شريط واحد أي(20أو10) حبات من الأقراص المنومة.عندما سمعت بهذا الكميات الهائلة دهشت من هول ماأسمع فهل يعقل ان يصل تعاطي احدهم إلى ستين أو خمسين حبة دواء في يوم واحد فهذا مايسمى بالانتحار أو الموت البطئ.صديقي قام بذكر مجموعة من أنواع (الحبوب المنومة) وإن لكل نوع منها مفعول وتأثير مختلف وكلاً على حسب نسبة تأثير المنوم بالملي جرام وبالطبع يوجد معظم النسب من (mg1إلى 5mgحتى10mg ) للحبة الواحدة ومن الأنواع المختلفة نذكر بعضهاً منها مثل (( ذايزبم - فاليوم - ريسترل )) وغيرها من الانواع .فتوقفت عن الحديث وقد أنتابني شعور بالخوف من هول هذه الكارثة التي حلت على شبابنا وليس هم فقط بل جميعنا فقد يكون الغد أسوأ من اليوم ويمتد هذا الوباء إلى أخي أو أبني أو أخيك أو أبنك لا قدر الله علينا ذلك...متى إذاً ستكون صحوتنا بعد أن يقضي هذا الوباء الخطير على كل أحبتنا وإخواننا وأصدقائنا أم أننا سنتحد ونقف وقفة رجلاًواحد ونقول لهؤلاء الشباب كفى لاتدمروا حياتكم بأيديكم ولا تُعبدوا طريق موتكم بأنفسكم وكما قال تعالى ((ولا ترموا بأنفسكم إلى التهلكة )).تعلمون أن هذه (الأقراص المنومة) التي تتعاطونها هي التهلكة بذاتها فقد أجمع الأطباء على أن هذه (الأقراص المخدرة) لاتأخذ إلاّ بأمر من الطبيب لما لها من تأثير وإعراض خطيرة قد تؤدي إلى الموت عند سوء استخدامها بغير مرض معين أو وصفة طبية.وشرح الأطباء وظائف وخصائص هذه (الأقراص) وأهمها أنها تؤدي إلى خفض وإبطاء حركة الدورة الدموية في جسم الإنسان مما يؤدي إلى بطء شديد تدريجياً بعملية ضخ الدم إلى القلب وهذا مايؤدي إلى الخمول والشعور بالنعاس من ثم الخلود إلى النوم من دون مقاومة هذا مفعول الحبة الواحدة فقط وتركها تقوم بمفعولها بالجسم. بالشعور والإستجابه لها بالنوم وهنا تكون وظيفة (الأقراص) الصحيحة .ولكن ماهو حاصل لدى شبابنا فهو العكس تماماً فبدل الاستجابة للشعور بالخمول والنعاس يقوم الشاب بمقاومة هذه (الأقراص) داخل الجسم أي لايلبي نداء الدماغ للاسترخاء بل على العكس في كل مرة يشعر الجسم بالخمول يقوم بعمل أي شيء يشغله أو يزيد من تركيزه عليه لكي لا يستجيب لنداء الدماغ فهنا تكون مقاومة هذه (الأقراص) لها تأثير آخر وهو (تخدير أو نشوة) وهذا مايريد أن يحصل عليها المدمن أي (يُعمر الرأس) .وفي الأخير وبعد أن عرفنا ماهو مفعول حبة واحدة من هذه (الأقراص) وماذا تعمل بالدورة الدموية وضخ الدم للقلب ..فكيف سيكون حال الدورة الدموية وقلبك وأنت تتعاطى ما يزيد عن العشرين (قرص)فهذا يعني أنك تقدم على رسم نهايتك أيها المدمن ...فلماذا لا تقلع عن هذا الإدمان بهذه الحالة وما الذي يمنعك بعد معرفة كل هذا؟؟؟إخواني وأصدقائي حاربوا كل من يريد أن يتاجر بأرواحكم ويتسبب بدماركم ويبعثكم إلى الهلاك .... والله من وراء القصد.