الأغنية اليمنية ..
عبدالله باكدادة موضوع الأغنية اليمنية لم يكن في يوم من الايام موضوعاً عادياً أو جديداً يتم طرقه وفتح الحوارات حوله لمجرد الحوار .. ولكنه هم لم يستطع المهتمون به أبعاده من أذهانهم رغم ثقله وتكراره وظروفه المتشعبة وأن أصابهم أحياناً بعض الملل أو الكلل من كثرة ما قيل أو تم ترديده !!وصفحة " فنون" التي تختص بالجوانب الفنية والرياضية .. لا أستطيع إلاّ أن أحملها هذا الهم علها تصل الى شيء ، قبل أن تكل من مبررات الامكانات والظروف التي من أهم اسبابها تمتع قيادة إدارات بمواقع لا تنسجم وامكانياتهم ومواهبهم الفنية والادارية وكذا المعالجات الآنية المرتبطة بالمناسبات فقط ، دون أن تكون هناك دراسة جادة لوضع الخطوط العامة للإرتقاء بالاغنية اليمنية وحمايتها من السطو !!يفتح الملف ويعيد ترتيبه في أرشيف (فنون 14 أكتوبر) افتتح هذا الملف للنقاش وليدلي المهتمون بدلوهم على كثرة ما تم طرحه من سابق عبر الاجهزة الرسمية والجلسات الشعبية ، ولكن الانسان في بحثه المستمر وفي كل زمان ومكان دائماً ما يبحث عن نقطة البداية وعليه أن يجد له بين الزحام موطئ قدم يبدأ من خلاله السير في بحثه عن الاشياء .بطرحي هذا الموضوع للنقاش فإنني أسعى الى الوصول لمخارج مختلفة تخدم القضية ، لاسيما وأن المرحلة تؤمن بالرأي والرأي الآخر .. والفن في تكوينه الاول هو عبارة عن رأي ، وقد يجرنا ذلك الى كيفية إيجاد النواة الصحيحة وغرسها في تربة طيبة لنموها حد الإثمار لقطاع ما من قطاعات الفن المختلفة .. أو لقطاع آخر تتوفر له شروط النجاح ، ويجوز هنا أن نسمي الاغنية بالوليد الشرعي لهذا الفن فهي الكلمة الصادقة واللحن الشجي والصوت المغرد وبإزدهارها يمكن أن تساهم في تطوير الموسيقى وتعدد الفرق الموسيقية العامة والخاصة وتوافر العازفين المهرة بالتواصل في العمل والمنافسة برؤى مختلفة لهدف واحد.قد يبرز هنا سؤال ؟.. هل تحويل الفنان المبدع القادر على العطاء الفني الى كادر إداري يملك حق القرار يمكن أن يساهم في حل قضايا الفن تحت مبرراته إنه فنان وهو أكثر من يتلمس هموم الفن وقضاياه ؟ .. أم أن إجراء كهذا يمكن أن يخلق كادراً إدارياً يكتسب السلوك الإداري مع الايام - على كثرة الاداريين في المكاتب - ويقتل فناناً كان يمكن أن يبدع بعيداً عن دهاليز الادارة والروتين ؟ .. ولدينا من الشواهد التي جرت في مثل هذه الحالة ما يكفي كي نجد بعضاً من جواب .. ورغم أهمية مساهمة الدولة في رفدها لهذا الجانب عن طريق أجهزتها المعنية ومن خلال الدعم والمخصصات المالية وإعدادها البرامج الخاصة بهذا الموضوع ضمن خطوطها الاعلامية وإقامة النشاطات الفنية والمهرجانات وبناء المسارح التي تعتبر مقياس نجاح الفنان لإلتقائه المباشر بالجمهور .. إلخ ولكن ألا نشعر الى جانب ذلك بأهمية وجود الفرق الخاصة والحفلات الخاصة .. ألم يكن من أسباب نجاح فنانينا الكبار أحمد قاسم والمرشدي ومحمد سعد عبدالله وغيرهم من الفنانين، هو إلتقائهم بالناس على مسارح متواضعة كتواضع هذا الشعب الطيب في شوارع الشيخ عثمان وكريتر ، واستغلالهم لدور السينما التي كانت تقام فيها أحياناً الحفلات الغنائية والمسرحيات المحلية .واستطاعت الاغنية اليمنية حينها تجاوز نطاق المحلية فأنتشرت على المستوى العربي وتغنى بها فنانون وفنانات عرب . وما يؤسف عليه هو انحسارها في مراحل معينة كان الاجدر خلالها أن تتقدم وتتطور لا سيما أنها أضحت تناقش بشكل واع ومدروس ، وتم إعطاء فرص التأهيل والدراسة وثار الجدل لتاريخها وموسيقاها وإيقاعاتها المختلفة .. بعد أن كانت تغنى بالسليقة والموهبة والدراية المحدودة في مجتمع يبحث عن تحرره ويتطلع الى المعرفة .. ولا يخفى على أحد دور الاغنية في التحرر ودفع المجتمع الى الثورة والتطور .. ورغم الدور الذي يلعبه الاعلام في نشر الاغنية إلاّ أنها على انعدام ذلك استطاعت تحقيق نسبة معقولة من انتشارها في مرحلة من المراحل وخلقت جمهوراً سماعياً عبر المخادر التي كانت تلعب دور الاعلام حينها وإن كانت رؤيتنا لها في الوقت الراهن كأسلوب بدائي للانتشار لا يستطيع الوقوف أمام أجهزة التسجيل الحديثة وآلات الانتشار السريع عبر الاقمار الصناعية .[c1]الفرق الفنية :[/c]ورغم أهمية الفرق الموسيقية التي تعلق عليها أحد أسباب الركود إلاّ أنه بالممكن والمتوفرمن الامكانيات شهدنا نجاح السنيدار وأيوب طارش والحارثي الذين اعتمدوا على آلتي الايقاع والعود في تقديم اعمالهم التي تقبلها نطاق واسع من الجمهور وأعجب بها ورددها في سهول ووديان وجبال وشوارع بلادنا الجميلة التي تنمي الفن في إنساننا اليمني .وكيف نفسر نجاح فناني اليمن في المهجر مع أن الاعلام هناك لم يكن دافعاً رئيسياً لهم ، وإن عومل بعضهم كمواطن من الدرجة الثانية ولكنهم ساعدوا الى حد كبير في نشر الاغنية اليمنية ، محافظين على قيمتها ومكانتها .. فلم لا نرى الفنان في الداخل يمارس هذا النجاح ؟! وعلى خط التماس الذي يرسمه الفنانون بالمبررات والروتين وتعقيدات التسجيل وعدم عرض الاغاني نجد أجهزة الاعلام تبدي الاستعداد لتقديم الاعمال الجيدة وتتكرم في تسهيل الاجراءات التي يستفيد منها في أحيان كثيرة فنانوالدرجة غير المسموعة الذين يقدمون ما يسمونه فناً وإن خدش المشاعر وعكر الجو وتنافى مع الذوق !![c1]إلتقاء أطراف النجاح[/c]وفي تقديرنا فإن عدم التقاء أطراف نجاح الاغنية وعدم توفر شكل العلاقة الصحيحة والصدق في التعامل والعمل لرفع مستوى العملية الفنية الى مكانها الراقي لهو من الاسباب الهامة في ركود الاغنية على الارفف وانحسارها بين الجدران .وقد يكون محزناً أن تتوقف الاغنية اليمنية عند نقطة الحوار ، ولكل متحدث مايبرره في ذلك ، وقد يكون محزناً أن نشكو من شحة الاصوات رغم وفرتها وانعدام الكلمات على كثرة النصوص ، وعزوف الملحنين عن التلحين رغم وجود الكفاءات المقتدرة المجربة التي تجاوزت اسماؤها حدود البلاد !!وقد نتباكى على الفرق الموسيقية وعشرات الشباب تخشبت أناملهم وهم يحلمون بالانخراط بالفرق الموسيقية العاملة التي نراها ولا نراها !![c1]إنهم يسرقون ألحاننا : [/c]ويكبر حزننا عندما نرى أغانينا تردد على حناجر الغير وتظهر باسمائهم ونحن لا نحرك ساكناً .. ولا يكفي أن العقول والسواعد اليمنية تم تصديرها الى خارج البلاد لبناء أراضي الغير بل نساعد في تصدير أغانينا ونخاف أكثر ما نخاف أن نعمل على استيرادها لاحقاً بالعملة الصعبة .أو ترانا سننتظر المنطقة الحرة ودخول شركات تسعى الى استغلالها واحتكار الاصوات لسنوات أو شرائها وإنزالها الى الاسواق حسب العرض والطلب .. وننتظر ازدهار وتجارة الكاسيت والفيديو التي تسعى الى تجاوز الفن بالتجارة ؟!إن مجلة النجوم تفتح هذا الملف للأغنية اليمنية كي تناقش نجاحها في الواقع الصعب وتجاوزها مستوى النجاح كلما التقت الاسلاك الشائكة حولها لتمثل سلاحاً في وجه من أراد لها الفشل .. وكي تناقش ركودها في فترات كان من الممكن أن تنضج وتنمو كنضوج أنثى في عمر الزهور تود أن تنفجر أنوثتها حلاوة ورقة ودلالاً !!هذا الملف سيتم من خلاله استقبال آراء وملاحظات كل متذوق للأغنية اليمنية وكل من يريد لها أن تكون في موقعها الحقيقي .. وسيتم في الاعداد القادمة من المجلة إجراء اللقاءات والحوارات مع أطراف مختلفة ممن تقع علي عاتقهم مسئوليتها والحفاظ عليها والارتقاء بها ، والتي لن تكون كذلك إلاّ إذا نالت رضى جمهورها الواعي المتذوق ورددها في كل مكان قبل أن يرددها الجمهور العربي الواسع !