رئيس فريق برنامج الإيضاحات الزراعية في وادي تبن لصحيفة 14 أكتوبر:
وادي تبن في محافظة لحج
يهدف برنامج الإيضاحات الزراعية في وادي تبن م/ لحج.. وهو أحد فعاليات المكون الزراعي في مشروع تطوير الري إلى تحقيق زيادة في إنتاجية المحاصيل الزراعية المهمة بالوادي ورفع مستوى دخل المزارع.ويعتبر هذا البرنامج من أنجح البرامج والذي يضمن المشاركة الفاعلة للمزارعين في زراعة المحاصيل المهمة، بل ويعمل على تقييم نتائج مختلف التقنيات المنفذة نحو حل المشكلات ذات الأولوية على المحاصيل الزراعية المستهدفة.14 أكتوبر تابعت نشاط البرنامج والجهود التي تبذلها قيادة البرنامج والمهندسون والعاملون في الميدان خلال العام الماضي.. وكانت قيادة البرنامج حريصة على تنفيذ البرنامج من خلال المتابعة اليومية وتوجيه النصائح والإرشادات التي من شأنها مساعدة المزارعين في مواقعهم الزراعية على تنفيذ المحاصيل الزراعية بشكل جيد، رغم الصعوبات التي تواجههم وخلال نزولنا الميداني.. طرحنا عدة أسئلة على الدكتور عبدالله علي دعميم رئيس فريق البرنامج الذي كان صريحاً وواضحاً في الإجابة..س: ما هي أهم أهداف وأنشطة البرنامج؟ج: إن الهدف من تنفيذ برنامج الإيضاحات الزراعية في وادي تبن ضمن فعاليات المكون الزراعي بمشروع تطوير الري يتمثل في تحقيق زيادة في إنتاجية المحاصيل الزراعية الهامة بالوادي ورفع مستوى دخل المزارع.لتحقيق هذا الهدف وضع مشروع تطوير الري برنامجاً للإيضاحات الزراعية يتم من خلاله تعريف المزارعين على عدد من التقنيات الزراعية المحسنة الموجهة نحو حل المشكلات ذات الأولوية على المحاصيل الزراعية المستهدفة.نفذت جميع أنشطة البرنامج في أراضي المزارعين في نطاق 16 جمعية مستخدمي المياه التي قام بتشكيلها مشروع تطوير الري بما يضمن المشاركة الفاعلة للمزارعين في تنفيذ البرنامج وتقييم نتائج مختلف التقنيات المنفذة تحت إدارة المزارعين المشاركين في البرنامج.وقال : وخلال الفترة من يوليو2004 إلى يونيو 2005 تم تنفيذ البرنامج على مساحة 637.5 هكتاراً وأشتمل على 15 نشاطاً إيضاحياً غطت أهم المحاصيل الزراعية في مناطق أعلى، وسط وأسفل الوادي تحت نظامي الري بالسيول والآبار.س: ما هي أهم نتائج البرنامج؟ج: يمكن تلخيص أهم نتائج البرنامج على النحو التالي:محصول القطن: حددت أهم مشكلات محصول القطن في تدني جودة البذور المستخدمة للزراعة، ضعف إدارة المحصول، نقص عمليات مكافحة الآفات أو سوء توقيتها وتأخير عمليات جني المحصول. للتغلب على هذه المشكلات تم تنفيذ تقنيات استخدام بذور قطن ذات جودة عالية، الزراعة والرعاية السليمة للمحصول، التسميد، مكافحة الآفات في الوقت المناسب والجني المحسن للمحصول.والنتائج أظهرت زيادة واضحة في إنتاجية الحقول الإيضاحية مقارنة بممارسات المزارعين بلغت في المتوسط 44.6 بفعل استخدام بذور قطن ذات جودة عالية تحت نظام الري بالآبار، 31.7 و 72.6 بفعل تقنية الزراعةوالرعاية السليمة للقطن تحت نظامي الري بالسيول والآبار على التوالي، 65.5 بفعل تقنية تسميد القطن تحت نظام الري بالآبار، 101.3 بفعل مكافحة آفات القطن في الوقت المناسب تحت نظام الري بالآبار. أما تقنية الجني المحسن فلم تحقق زيادة في الإنتاجية قدر ما كان تأثيرها إيجابياً على جودة القطن (رتبة القطن) مقارنة بالجني بطريقة المزارع.من الناحية الاقتصادية أختلف عائد الريال لهذه التقنيات وتراوح بين 1.2 و 5.6 ريال حسب اختلاف مستوى التكلفة، مما يشير إلى أن مستوى تبني التقنيات من قبل المزارعين سيكون أيضاً مختلفاً وسيكون الحظ الأوفر للتقنيات ذات التكلفة الأدنى مثل استخدام البذور المحسنة وتقنية الزراعة والرعاية السليمة تحت نظام الري بالسيول. أما التقنيات التي يترتب عليها تكاليف أعلى مثل التسميد والتعشيب فمستوى تبنيها مرهون بتحسن أسعار القطن في المواسم القادمة.محصول الذرة الرفيعة : حددت أهم مشكلات الذرة الرفيعة في تدني الإنتاجية الحبية والعلفية للأصناف المحلية في وادي تبن. للتغلب على هذه المشكلة تم تنفيذ تقنية لتسميد الذرة الرفيعة لزيادة إنتاج الحبوب وأخرى لتسميد الذرة الرفيعة لزيادة إنتاج العلف.أظهرت النتائج زيادة في إنتاجية الحقول الإيضاحية مقارنة بممارسات المزارعين بلغت في المتوسط 98.3 و 57.8 نتيجة لتقنية تسميد الذرة الرفيعة لزيادة إنتاج الحبوب في موسمي الخريف والصيف على التوالي، كما بلغت هذه الزيادة 44.8 و 28 نتيجة لتقنية تسميد الذرة الرفيعة لزيادة إنتاج العلف في موسمي الخريف والصيف على التوالي.كانت الزيادة المحققة في إنتاجية الحبوب والأعلاف بسبب التسميد معنوية جداً من الناحية الإحصائية ومجزية جداً من الناحية الاقتصادية ومن المرجح أن تلقى هذه التقنية تقبلاً واسعاً بين أوساط المزارعين في الوادي الذين أظهروا حماساً واضحاً لذلك.محصول السمسم : حددت أهم مشكلات السمسم في انخفاض الإنتاجية، انفراط القرون وطول فترة بقاء المحصول في الأرض. للتغلب على مشكلة تدني الإنتاجية تم تنفيذ تقنية تسميد السمسم لزيادة الإنتاجية.أظهرت النتائج زيادة في إنتاجية الحقول الإيضاحية مقارنة بممارسات المزارعين بلغت في المتوسط 55.1 في موسم الصيف.بلغ عائد الريال المستثمر في هذه التقنية 8.1 ريال، وعليه فإن هناك أساساً للإعتقاد بأن فرص تبني هذه التقنية كبيرة وقد أبدى المزارعون حماساً واضحاً للتقنية لما لاحظوه من تحسن واضح في الإنتاجية وجودة البذور الناتجة من الحقول المسمدة.محاصيل الفاكهة والخضار : حددت أهم مشكلات محاصيل الفاكهة والخضار في تدني الإنتاجية. للتغلب على هذه المشكلة تم تنفيذ التسميد المتوازن لمحاصيل المانجو، الطماطم، البصل، البامية، الباذنجان والبسباس.أظهرت النتائج زيادة واضحة في إنتاجية الحقول الإيضاحية مقارنة بممارسات المزارعين بلغت في المتوسط 42.5 لمحصول المانجو، 87.7 لمحصول الطماطم، 11.9 لمحصول البصل، 25.1 لمحصول البامية، 44.5 لمحصول الباذنجان و 77.1 لمحصول البسباس.وأشار الدكتور دعميم : ومن الناحية الاقتصادية اختلف العائد المالي باختلاف مستوى الزيادة المحققة في الإنتاجية وأسعار بيع المنتوج، وقد كان حماس المزارعين كبيراً لتقنيات التسميد المتوازن على محاصيل الفاكهة والخضار كونهم لم يعتادوا إلا على استخدام سماد اليوريا على بعض محاصيل الخضار. وعموماً فمن المرجح أن تلقى هذه التقنية قبولاً لدى المزارعين نظراً لأهمية محاصيل الفاكهة والخضار في الوادي باعتبارها محاصيل نقدية على الرغم من تذبذب أسعار بعضها من موسم إلى آخر.س : كيف يتم توصيل هذه النتائج إلى المزارعين المستهدفين؟ج : لرفع قدرات المزارعين المستهدفين في المساهمة في تنفيذ برنامج الإيضاحات الزراعية وتقييم النتائج تم تنفيذ 4 دورات تدريبية حول الجوانب النظرية والعملية لأنشطة البرنامج استفاد منها 37 مزارعاً من مختلف جمعيات مستخدمي المياه.كما استفاد من البرنامج بصورة مباشرة 609 مزارعاً ممن نفذت التقنيات الزراعية في حقولهم و 404 مزارعاً ممن شاركوا في أيام الحقل المنظمة لتقييم هذه التقنيات.للترويج للتقنيات الزراعية الناجحة تم إعداد 12 نشرة إرشادية وزعت على المزارعين المستهدفين وعلى جميع جمعيات مستخدمي المياه بالوادي. تم إعداد 6 برامج إذاعية تم بثها عبر الإذاعة المحلية بصنعاء وعدن ولحج إلى جانب نشر 8 مقالات في الصحف المحلية ذات الإنتشار الواسع..ويختتم الدكتور عبدالله علي دعميم رئيس فريق البرنامج حديثه بالقول:-على الرغم من نجاح الكثير من التقنيات الزراعية المحسنة التي تم اختبارها خلال الموسم 2004/ 2005 من حيث تحقيق زيادة واضحة في إنتاجية معظم المحاصيل المستهدفة إلا أن ذلك لم ينعكس دائماً في زيادة دخل المزارع. ويعود السبب في ذلك إلى تدني أسعار بعض المنتجات الزراعية بالوادي إما بسبب وجود تسعيرة رسمية غير مجزية للمزارع كما في حالة القطن أو بسبب عدم وجود قنوات تسويق مناسبة تساعد المزارعين على تصريف منتجاتهم. من جهة أخرى تمثل أسعار المدخلات الزراعية المرتفعة سبباً آخر لتدني عائد الريال لبعض التقنيات.ومما ذكر كما يقول الدكتور دعميم تبرز أهمية مراجعة التسعيرة الحكومية الرسمية للقطن بحيث تراعي تكاليف الإنتاج ومعايير الجودة لهذا المحصول كما يتوجب تشجيع المزارعين ومساعدتهم على إنشاء الأطر المناسبة لتصريف منتجاتهم الزراعية أي أنه لا بد من وجود سياسات سعرية وتسويقية مناسبة تواكب التقنيات الزراعية المحسنة التي ثبت نجاحها بما يعزز مستوى تبن المزارعين لهذه التقنيات.