حدث وحديث
لايمكن لأحد أن ينكر أن انتظام النظافة ولاسيما في الشوارع الرئيسية في المدن ، صار شيئاً ملموساً لدى الجميع ، رغم أن النظافة هنا لاينبغي أن تقتصر على جمع الأوراق من الشوارع الرئيسية ، فالنظافة كما نقول دائماً تبدء كعملية تربوية وكعادة في المنزل وفي المدرسة وفي مرافق العمل ، لكن الطامة الكبرى هنا إهمال المجاري في خلفية المنازل ، فلم يعد أحد يدخلها ، فقد صارت مستنقعات ومصدراً لتوليد الذباب والبعوض وغيرها من الحشرات المؤذية للإنسان ، ومصدراً لكثير من الأمراض مثل الملاريا والتيفود وغيرها من الأمراض المعدية والقاتلة في كثير من الأحيان. طبعاً النظافة تشمل اختيار نوعية الغذاء ووسائل إعداده سواء في المنزل أو في المطاعم والمشارب كما أن نظافة الإنسان من حيث مظهره من الخارج ويبقى مهماً ومطلوباً ، وأن يرتبط الشكل الخارجي في نظافة الإنسان بمحتواه الداخلي وجوهره القيمي والأخلاقي الإنساني فهذا هو بيت القصيد في موضوعنا هذا ، بحيث يتخلص الإنسان من أدراف الماضي ورواسبه النفسية والذهبية ، وأن يحب لغيره مايحب لنفسه ، ويحرص دوماً إلى تطهير ذمته وضميره في معاملاته مع الآخرين وأن يحرص أن يقدم نفسه مثالاً وقدوة ونموذج للآخرين في التواضع والتسامح والإثره وحب عمل الخير للآخرين ، وأن يتخلص من جشعه وآنانيته .من حق كل إنسان أن يعرف مايريد ويرغب ويسعى إلى تحقيق في الحياة لكن ليس على حساب الغير ، وعلى حساب امتهانهم واذلالهم وسلب حقوقهم المشروعة التي تنظمها الدساتير والقوانين في كل زمان ومكان ، ولايكفي أن ندرك حاجتنا للنظافة في كل شيء ، فا الأهم أن تتوفر الإمكانية لتحقيق ذلك عند كل الناس وذلك يرفع دخولهم وأجورهم ومرتباتهم ، التي لم تعد تلبي أبسط احتياجاتهم من الأكل والشرب والسكن والمواصلات وحاجاتهم الثقافية والمعرفية ، ولم يعد باستطاعة الكثير شراء الملابس وأكل اللحم والفواكه ، وهذا صار يهدد الناس بالانقراض والموت السريع إن لم نتدارك الموقف كدولة وكمجتمع ، ويكف العبض عن الإنتشار والاستحواذ على كل شي.