في منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا) :
دبي / متابعات / عادل خدشي:تحت رعاية سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، استضاف مركز دبي المالي العالمي الدورة الأولى من “منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا (ميناسا)”، المؤتمر رفيع المستوى الذي سلط الضوء على هذه المنطقة الشاسعة والفريدة في ظل الأهمية المتنامية التي تكتسبها على مستوى الاقتصاد العالمي.واستقطب المنتدى، الذي أقيم تحت عنوان “تمويل العقد المقبل من النمو”، اهتماماً كبيراً من قطاعي المال والأعمال على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية. وأقيم الحدث بالشراكة مع “أبراج كابيتال” و”دويتشه بنك”، وبدعم من “باركليز” و”جولدمان ساكس” و”شعاع كابيتال”. واقتصر حضور المنتدى على 250 مدعواً من كبار المسؤولين في المصارف والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية، وممثلين عن الهيئات التنظيمية، وكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات حيث سيتسنى لهؤلاء المشاركة في حلقات النقاش من خلال التصويت المباشر وجلسات الأسئلة والأجوبة.وانطلقت أعمال المنتدى رسمياً بكلمة رئيسية لمسؤول رفيع المستوى ومأدبة عشاء ترحيبية، أعقبها حوار شارك فيه كل من عارف مسعود نقفي، مؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج كابيتال؛ ويورغن فيتسشن، عضو مجلس الإدارة ورئيس الإدارات الإقليمية العالمية والرئيس التنفيذي لدويتشه بنك في ألمانيا. وتولى إدارة الحوار ديفيد جاردنر، محرر الشؤون العالمية في صحيفة فاينانشال تايمز وذلك لتهيئة الأجواء لجلسات النقاش الرئيسية التي شهدها اليوم الثاني من المنتدى. ونظراً للمستوى الرفيع للمشاركين، شهد منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا حوارات مهمة ومحفزة لأفكار جديدة من منظور الأسواق الناشئة، إضافة إلى مناقشة قضايا حيوية مثل تطوير أسواق المال الإقليمية، والتغييرات التنظيمية في العالم، وفرص تمويل مشاريع البنية التحتية، وتحديات قطاع الخدمات المالية الإسلامية، ومتطلبات الطاقة الإقليمية، والدور المتبدل للقطاع النفطي في ظل التنوع المتزايد لمصادر الطاقة العالمية. وقال معالي أحمد حميد الطاير، محافظ مركز دبي المالي العالمي: “عززت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا على مدى العقد الماضي أهمية الدور الذي تقوم به في الاقتصاد العالمي، لاسيما وأنها تقع في وسط عملية تحول مركز الثقل في الجغرافيا الاقتصادية باتجاه الشرق، وهو التحول الذي تسارع في أعقاب الأزمة المالية العالمية”.وقال عبد الله محمد العور، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: “وهدف المنتدى إلى بحث فرص الأعمال وتدفق الاستثمارات من وإلى المنطقة. واكتسب هذا الحوار أهمية إضافية في ضوء الأثر المحدود نسبياً للأزمة العالمية على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وكذلك بفضل القوة الكبيرة التي تنطلق بها بعض الاقتصاديات الكبيرة في المنطقة نحو المستقبل”. وفي اليوم الثاني، ألقى معالي أحمد حميد الطاير كلمة رحب من خلالها بالوفود المشاركة في المنتدى. ومن ثم بدأت الجلسات بكلمة ألقاها دانييل دوكتوروف، رئيس بلومبيرج والنائب السابق لعمدة نيويورك لشؤون التنمية وإعادة البناء. وكان دوكتوروف قد كلف بهذا المنصب ليتولى قيادة إنعاش نيويورك اقتصادياً في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001. وضمت قائمة المتحدثين في منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا شخصيات بارزة أسهمت رؤاها في إرساء مكانة متميزة للمنتدى كمنصة إستراتيجية للحوار بين أصحاب الفكر القيادي ولتحديد فرص الأعمال المجزية للاستثمارات داخل المنطقة وخارجها.ومن أبرز المتحدثين مايكل دوريل، المدير العام الأول والشريك المؤسس لشركة “بلاكستون إنفراستركتشر بارتنرز”، الذي يعتبر من أهم الخبراء في مجال استثمارات البنية التحتية. وتناول دوريل موضوع الاستثمارات المباشرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، إضافة إلى الفرص المتاحة في مجال استثمارات الملكية الخاصة والبنية التحتية في مرحلة ما بعد الأزمة المالية. وشارك أيضاً نادر سلطان، المستشار الأول والرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة البترول الكويتية، الذي يعد من أبرز الخبراء والمستشارين الاستراتيجيين في قطاع الطاقة.وناقش السيد سلطان تحديات احتياجات المنطقة من الطاقة في ظل التوقعات بزيادة الطلب على نحو كبير خلال مدة الـ 20 - 30 عاماً المقبلة. كما ضمت قائمة المتحدثين مايكل كاردونا، الأمين العام المساعد لـ “إيه سي بي” (الهيئة الرقابية الاحترازية) والمستشار المالي السابق لدى البنك الدولي في واشنطن، حيث قدم آرائه حول تحديث التنظيمات المالية العالمية في الوقت الذي تسعى فيه الهيئات التنظيمية إلى تأسيس نظام عالمي جديد لأسلوب عمل البنوك والأسواق. وشارك رشدي صديقي، الرئيس العالمي للخدمات المالية الإسلامية في “تومسون رويترز”، ليتحدث حول تحديات تطوير أسواق مالية إسلامية والمسار المحتمل لاكتساب القطاع مزيداً من الانتشار.وشهد المنتدى حواراً بين معالي سلطان ناصر السويدي، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي؛ ومسعود أحمد، مدير عام إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي؛ وكيتو دي بوير، مدير ماكنزي في الشرق الأوسط؛ الذين ناقشوا أهمية بناء الشراكات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا من أجل ضمان النمو المستدام في المنطقة والتحديات المرافقة لذلك.