اقواس
د. زينب حزامربطتني بها علاقة طيبة .. كنت أنتظرها كل صباح ومساء، زرعتها في صحن منزلي المتواضع كانت تبدو رائعة بثوبها الأخضر المطرز باللون البنفسجي المختلط بالأوراق الخضراء. أنظر لها فأحس بالسعادة والتفاؤل فهاهي تدب في شجرتي بعد موت استمر شتاء قارس ورياح شديدة باردة سيطرت هذا العام على مدينة عدن، هاهي الأوراق تزدهر، والزهور تتناثر، واللوحة الجمالية، تكتمل وساعدت قلمي على كتابة المزيد من المقالات.فكرت كثيراً بزراعة الأزهار والورود أمام منزلي ولكن هناك مبنى أرتفع حجب زرقة السماء، وبعد عام امتدت مبانٍ جديدة فاقتلعت الأشجار المزينة بالورود الحمراء والبيضاء.أصابني الضيق، فقدت التفاؤل بالربيع، وقلت لنفسي: هاهي المباني ارتفعت، واقتلعت الأشجار التي كانت تمدنا بالجمال والهواء النقي، هذه الأشجار التي غنى لها الشعراء والفنانين وتلك الأزهار التي رسمها الفنانين التشكيلين في لوحات مختلفة، أن زراعة الورود والأزهار والأشجار، لا تهدف فقط لحماية البيئة وتلطيف الجو فقط وإنما هي، ترتقي الذوق الجمالي لدى الكتاب والأدباء والفنانين، هناك على سبيل المثال دعوة الفنان التشكيلي العالمي “جوجان” هذا الفنان الذي قدم الكثير من اللوحات التي استوحاها من الطبيعة، ولمعت لوحات في جميع المعارض الدولية، وجذبت أنظار جمهور الفن واعترف به النقاد، لقد قدم هذا الفنان “جوجان” أكثر من 384 لوحة فنية معظمها عن الأزهار والأشجار والورود المتنوعة التي زرعها في حديقة منزله وجلب بذورها من مختلف دول العالم، وجاءت لوحاته الفنية ممزوجة بالحب والهيام الأبدي.إن أخطر ما يواجهنا في هذه الأيام، هو زحف البناء العشوائي، حتى بحيرة البجع في خورمكسر بدأت تجف وغادرتها البجع، وتم بناء بعض المشاريع محلها، هذه البحيرة التي عشقها الفنانين التشكيلين واستمدو لوحاتهم منها ويأتي الزوار من مختلف مناطق الجمهورية للتمتع بجمالها الطبيعي لقد امتدت إليها الأيادي العابثة، فأصبحت غازات المصانع تخرق طبقة الأوزون، أصبح الإنسان تهدده مخاطر العمى وسرطان الجلد لقد فقدنا الكثير من النبات والحيوان، وهنا أتذكر لوحة الفنان التشكيلي اليمني عبدالله الأمين الذي رسم في لوحته الفنية الرائعة “بحيرة البجع” في منطقة خورمكسر وعلى الخلفية قوس قزح من الألوان تمثل طيور البجع ونباتات مستوحاة ونابعة من خياله الفني ومن تأمله في الطبيعة اليمنية،وقد جاءت هذه اللوحة على قطعة قماش مطرزة.ونجدها دعوة إلى ضرورة حماية الأشجار والزهور والورود، وأنني سوف أنضوي تحت لواء الأحزاب الخضراء الحالمة، وسوف أدعو كل جهات الاختصاص بحماية البيئة اليمنية لأننا نرغب أن نتمتع بجمال الطبيعة الخضراء ونكتب من أجلها ونرسم جمالها.وهنا أتذكر قول أحد الشعراء وهو يتغنى بالطبيعة الخضراء*أحصى الأوراق.. أرتبهاأوراقي تأبى أن تبقى صامتة تتناتر.. تصغب وتقد الصمت بأغنيتين تشكل تمثالين على الجدرانوردة..ترسمني عشرات المرات وترسمها.وأخيراً أنني غير معنية بقضية التفاؤل والتشاؤم التي تصيب المواطن اليمني وهو يرى زحف البناء العشوائي قد سيطر على الطبيعة اليمنية، ولكن في رأيي أننا نرى ضرورة التشيد في المناطق الصحراوية التي تدعو إلى البناء والمعمار، وندعو عدم تدمير جمال الطبيعة في المناطق الخضراء فهي مصدر التفاؤل والفرح في واقع ينقصه الكثير من التفاؤل والسعادة في مستقبل مشرق.