بدء أعمال الملتقى التشاوري السنوي لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة
الأردن / سبأ :أكد رئيس مجلس الشورى- رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي عبد العزيز عبد الغني إن اليمن اختار منذ سبعة عشر عاماً، وبإرادة وطنية خالصة، الديمقراطية نهجاً راسخاً وأرادها أن تكون جوهر برنامجه للإصلاح السياسي والتغيير بما يرتبط به من استحقاقات التحديث والتطوير والتنمية الشاملة والمستدامة.جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في مستهل اللقاء التشاوري السنوي الثاني للمجالس الأعضاء في رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي والذي يعقد برئاسته في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية.ويناقش موضوع دور السلطة المحلية في مواصلة تحقيق أهداف الألفية.وأحاط الأخ عبد العزيز عبد الغني بأولويات برنامج التغيير في اليمن والتي يأتي في طليعتها، البناء المؤسسي، وتأسيس نظام فعال للسلطة المحلية، واحترام الحقوق والحريات، والتجسيد الكامل لمبدأ التعددية السياسية والحزبية، وللانتخابات كآلية للتفويض الشعبي ولتعميق مبدأ المشاركة العامة في صنع القرار، واحترامه العميق لاستقلالية السلطة القضائية، وتعزيز مبادئ المساءلة والشفافية، وترسيخ الشراكة بين مكونات الدولة الرئيسية بما فيها القطاع الخاص والمجتمع المدني، والتزامه الجاد تجاه تمكين المرأة وحضورها عبر مختلف مواقع صنع القرار ومشاركتها الفاعلة في قضايا الشأن العام.وقال لقد حظي برنامج التغيير مؤخراً بواحدةٍ من أهم المراجعات المستهدفة للإصلاح في بنيته، متمثلة في المبادرة التي أعلنها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح مؤخراً وشملت عدداً من النقاط التي استهدفت تغييراً في السلطة التنفيذية لتصبح رئاسية، وتعزيز النظام البرلماني ذي الغرفتين التشريعيتين المنتخبتين، وتطويراً كبيراً لنظام الحكم المحلي، بالإضافة إعادة تشكيل لجنة الانتخابات العليا المستقلة، ومنح المرأة 15بالمائة من مقاعد البرلمان.. لافتاً إلى أن برنامج التغيير الذي يمضي بثباتٍ، يلبي في جزء من استحقاقاته متطلبات وأهداف الألفية، وهو ما انعكس على مستوى التقييم الإيجابي الذي حصل عليه اليمن مؤخراً فيما يتعلق بمستوى التزامه تجاه المبادرة.وأشاد رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة بمستوى العلاقات القائمة بين اليمن والأردن والتي قال إنها تستمد ألقها من العلاقة العميقة المتميزة القائمة بين قيادتي البلدين ممثلة بفخامة الرئيس علي عبد الله صالح وصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين.ومن موقعه كرئيس لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي أكد الأخ عبد العزيز عبد الغني أهمية الرابطة التي قال إنها تمثل واحدةً من أهم المبادرات المؤسسية التي تنهض بها المجالس الأعضاء وتطمح من خلالها إلى استكشاف واستثمار فرص وإمكانيات بناء الشراكة وتعظيم المصالح بين البلدان العربية والإفريقية.. معتبراً أن استثمار مقومات وموارد الدول الأعضاء في الرابطة ، لا يتحقق بالجهد الذاتي والمنفرد على أهميته،بل يتطلب قدراً كبيراً من التعاون والتكامل والشراكة بين الدول العربية والإفريقية، يستهدف أول ما يستهدف، تعميق المصالح المشتركة فيما بينها وتوظيف عائدات تلك المصالح في التغلب على تحديات الفقر بكل صورها وأشكالها.وقال إن الإيفاء بمتطلبات أهداف الألفية يجب أن يمثل مسعىً مشتركاً، ليس باعتباره توجهاً عالمي الأفقِ، بل باعتباره توجهاً قطرياً وإقليماً يرقى إلى مستوى الالتزام لكل دولة من دولنا، مجالسَ وحكوماتٍ، وقطاعاً خاصاً ومجتمعاً مدنياً.. منوهاً إلى النجاح الذي حققه مؤتمر الرابطة الثاني الذي عقد بصنعاء أوائل مايو الماضي، في إقرار برنامج عمل أكثر حيوية للرابطة ولدورها ولدور المجالس الأعضاء فيها بإقراره حسم ثلاث نقاط جوهرية.وتشمل: تعزيز البناء المؤسسي وإقرار الآلية المالية، ووضع التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء في الرابطة ضمن أولويات هذا البرنامج والحرص على أن تنهض الغرف التجارية والصناعية في الدول الأعضاء بدور أساسي في توثيق ذلك التعاون، وإنشاء لجنة السلام وفض المنازعات تُعنى بمساندة الجهود الدولية والإقليمية الموجهة نحو حل واحتواء النزاعات التي تشهدها دول الإقليم .. موضحاً أن اجتماعاً للغرف التجارية والصناعية سيعقد في أديس أبابا الشهر القادم، فيما ستعقد لجنة السلام أولى اجتماعاتها في العاصمة النيجرية أبوجا في ديسمبر القادم.وقال رئيس مجلس الشورى رئيس الرابطة إن انعقاد الدورة الثانية من أعمال الملتقى التشاوري للمجالس الأعضاء في الأردن بعد عام ونيف من انعقاده في العاصمة النيجرية أبوجا، يقدم دليلاً قوياً على حيوية الرابطة، وعلى أهمية مثل هذا الملتقى، من كونه مساحةً لمناقشة وتبادل الآراء في القضايا والموضوعات عميقة الصلة بهموم وتطلعات الشعوب والدول الأعضاء في الرابطة.. مؤكداً أن المجالس الأعضاء حريصة على أن تمثل مثل هذه اللقاءات التشاورية منبراً في وجسراً للتواصل المستمر ولمراجعة أوضاع الدول الأعضاء،وأن تشكل في الوقت نفسه بيئةً ملائمة لتبادل الأفكار الخلاقة وتبادل الخبرات بشأن القضايا ا لتي تهم دولنا ومنطقتنا والعالم.وقال ": إن على دولنا التي تتميز بالتنوع العرقي والثقافي، أن تستمد من هذا التنوع إرادتها في الوقوف أمام التحديات الماثلة في أكثر من مجال في التعليم والصحة وفي انتشار ظاهرة الفقر، وأن تحرص على بناء شراكة قوية فيما بينها من أجل مواجهة طغيان العولمة التي منحت الدول الصناعية فرصة لا سابق لها في استثمار التجارة الدولية لفائدتها ، فيما لا زالت الدول النامية والأقل نمواً عاجزة عن الاستفادة من المزايا المفترضة لحركة التجارة الدولية ما لم تتبنى استراتيجيات مشتركة تهدف إلى استغلال الفرص المتاحة أمامها وبصورة جماعية":.وتطرق رئيس مجلس الشورى في كلمته إلى أهم القضايا التي تشكل محور اهتمام الرابطة، مشيراً في هذا الصدد إلى التوترات وبؤر النزاع التي قال إنها تشكل عائقاً كبيراً أمام جهود دولنا في الإيفاء بمتطلبات تحقيق أهداف الألفية.كما نوه رئيس مجلس الشورى ايضا إلى ما يجري في العراق وفلسطين وإقليم دارفور والصومال.. مؤكداً أهمية الدور الذي تنهض به المجالس الأعضاء تجاه ترسيخ قيم الديمقراطية وإنفاذ شروط وأهداف الألفية..وقال إن دوراً كهذا يستمد أهميته من المكانة التي تحتلها هذه المجالس التي تتفاعل تحت سقفها المناقشات وتصدر عنها التشريعات والقوانين التي يتحدد بها وحدها شكل المؤسسات وتتحقق بها المصالح العامة للشعوب.من جهته أكد رئيس مجلس الأعيان بالمملكة الأردنية الهاشمية زيد الرفاعي في كلمة له بافتتاح اللقاء التشاوري على أهمية اللقاء الذي قال إنه ينعقد فيما تشهد المنطقة العربية والإفريقية أوضاعاً سياسية وأمنية متقلبة، وتندلع الصراعات في أكثر من مكان وهو ما يستدعي معالجة الأوضاع السلبية من أجل تحقيق الاستقرار وتحقيق مجتمع عالمي خالٍ من النزاعات أو التوترات.وأضاف ": إننا نلتقي معاً ونحن نؤمن بأن هناك دوراً ومسؤولية كبيرة تقع على مجالسنا لتساهم في رسم مستقبل مشرق لدولنا وشعوبنا، ولها أيضاً في مكافحة الفقر والبطالة من خلال التشريعات والرقابة على السياسات الحكومية والعمل على تمكين منظمات المجتمع المدني والمرأة ":.وأكد رئيس مجلس الأعيان الأردني وجود فرص واسعة لتحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وتوجيه الموارد المتاحة نحو البناء وتوفير فرص العمل والتخلص من الفقر والبطالة والتطرف والإرهاب والاقتتال بين الدول من أجل الموارد ، كما زاد الطلب على التعليم ولكن الدراسات تشير إلى تراجع في مستوى وجودة التعليم وتدني البحث العلمي. لافتاً إلى إن التوجه نحو الممارسة الديمقراطية بمختلف صورها آخذ في الزيادة في منطقتنا من خلال ممارسة انتخابات المجالس بشكل مباشر.. وأكد أهمية قيام هذه المجالس بدورها من حيث التشريع والرقابة وتشجيع التعددية وتعزيز هذه الاتجاهات الإيجابية.. مشيراً إلى أهم التحديات تواجه الدول العربية والإفريقية أبرزها العولمة وثورة المعلوماتية والاتصالات وضعف الإدارة العامة وتدني مستويات الشفافية، مما يستدعي تكثيف التعاون والتنسيق فيما بينها والاستفادة من خبرات بعضها البعض .وتحدث في افتتاح اللقاء التشاوري أمين عام رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي، مركزاً على المسار الذي سيتخذه اللقاء التشاوري وأبرز القضايا التي سيناقشها والإجراءات التي استغرقتها عملية الإعداد للملتقى والاتصالات التي تجريها الأمانة العامة مع المجالس الأعضاء بشأن القضايا التي تهم الرابطة.هذا وسيقف اللقاء التشاوري الذي يستمر حتى اليوم الاثنين أمام خمس أوراق عمل أعدتها نخبة من أعضاء مجلس الأعيان الأردني.وتطرق إلى: التحديات التي تواجه العالم الثالث والمتمثلة في الفقر والمجاعة والتخلف، وإسهامات التعليم والديمقراطية في تحقيق التطور والاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، والسياسات الوطنية والتشريعات والتوجهات الخاصة بصيانة السلام والتطور، ودور التشريع في تعميق الوعي الديمقراطي ودعم المؤسسات الوطنية وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى آفاق التعاون بين البلدان متعددة الأجناس والثقافات.ويشارك في اللقاء رؤساء مجالس ووفود من ثلاثة عشر بلداً عربيا وإفريقياً بالإضافة إلى الأمانة العامة للاتحاد البرلماني العربي.