القاهرة/14اكتوبر/ محمد عبد الفتاح : أحدثت ثورة الإتصالات نهماً معرفياً لدى الشعوب، بعدما فتحت الأبواب المغلقة وكسرت الحواجز بين الدول ليصبح «الإنترنت « الوسيلة الأكثر تأثيراً والأبسط استخداماً بين راغبي الإنفتاح وهواة المغامرة ، فالإنترنت هو عالم الحرية المطلقة الذي تتحطم فيه كل القيود ، والأسوار، عالم الحرية الفكرية التي لاتجد من يقوى علي مصادرتها أو كبحها في مهدها.وتسجل المعدلات ملايين الشباب العربي من الذين يطرقون أبواب الإنترنت كل يوم من أجل الدردشة ، والتعارف ، واكتساب أصدقاء إليكترونيين ، يتحاورون دوتما قيود أو محاذير أسرية ، أو مدرسية، ولأهمية هذا الأمر وخطورته ، إلتقينا عدداً من الشباب العاكفين على الدردشة عبر الإنترنت ، واستشرنا المختصين ليتحدثوا عن هذا العالم المنطلق .. دونما حدود .«شادي المختار «ليسانسس حقوق وأحد مدمني الإبحار عبر الإنترنت يقول: أنا عن نفسي أتمتع بهذا العالم بأقصي ما يمكن .. وأدخل في حوارات مع أصدقاء عبر كل أركان العالم .. لقد زالت المسافات والمحيطات والقارات وأصبح كل شيء متاحاً من خلال الإنترنت، لقد إكتسبت أصدقاء إليكترونيين ، وأصبح لي أصدقاء عديدون سواء عرب، أم أجانب وكانت حوارتنا في كل ما يخطر أو لا يخطر علي البال، ففي إحدي المرات طرح أحد الأصدقاء الكنديين سؤالا وهو : هل يستطيع الله أن ينفي واحدا من خلقه أو مخلوقاته خارج ملكه ؟!كان سؤالا شائكاً ، صعباً ، وكنا أكثر من عشرة أصدقاء إليكترونيين إثنان من مصر- أنا أحدهما- وآخر من قطر وثلاثة أمريكيين - وكنديان وأسيويان .. وبكل حرية ودونما محاذير راحت الآراء تتباين وتختلف ، وعلي مدار ثلاثة أيام كاملة خلصنا بعدها إلي أن إجابة هذا السؤال تكمن في أن الله يستطيع ذلك بالفعل، بأن يجعل هذا المخلوق عدماً ..أما «هويدا عبد العزيز» طالبة بالجامعة العمالية فتقول : لأن أحد مواد دراستي الكمبيوتر فقد أوليته إهتماما مضاعفا لما وجدته من عالم ممتع ، لاتمل مجالسته .. وبالنسبة لبرامج»Chat» أو الدردشة عبر الإنترنت فهي مفيدة للغاية إذا استخدمتها إستخداما سليما كأن تستفيد منها مثلاً في إستذكار دروسك مع زملاءك كل في بيته - أينما كان- عبر الإنتر نت ، كما يمكن أيضا من خلال الإنترنت الإتصال بالأهل والأصدقاء في كل مكان في العالم ، سواء بواسطة الدردشة المكتوبة أو المسموعة، أو من خلال الرؤيا التليفزيونية إن كانت هناك التجهيزات اللازمة لذلك لدي المرسل والمستقبل ، وأنا عن نفسي أهوي الصداقات وتبادل الآراء في نطاق الاحترام .. ولكنني لاأستخدم إسمي الحقيقي في هذه الحوارات الإليكترونية حتي لايسُاء إليّ بأية وسيلة كانت .
بعض من المشاركين في الصداقة الالكترونية
[c1]الإحتياط واجب[/c]ويري .. أسامة فلاح رزق طالب أردني مقيم في القاهرة أن الصداقة الإليكترونية أصبحت واقعا ملموسا ، بعد أن أسقط الإنترنت الحواجز وكل العقابات التي كانت تحول دون ذلك من قبل ، وإن كانت مشكلة اللغة تحول دون أن يقدم البعض علي الدخول في هذه الصداقات الاليكترونية ،أحيانا أدخل في حوارات وأجد عقليات ناضجة ، أستفيد بالتحاور معها ، وأشعر أن وقتي لايضيع هباءً، وأحيانا أخري أجد موضوع الحوارات تافه ، ساذج، بل وأحيانا منحط ، فمن الحوارات الهادفة التي شاركت فيها عبر الإنترنت كان مع مجموعة من الأصدقاء من عدة دول ،وكان يتضمن وصفاً من كل صديق عن كيف يقضي الشباب يومه في دولته ، مع كل ما يفعله من عادات وتقاليد ، ونظام وعمل، وفسحة وهوايات وبإختصار كان الحوار يسعي لتجسيد الحياة في هذه الدول من خلال مجموعة الأصدقاء المشاركين في هذا الحوار .أما عمر محمود عبد المجيد طالب بكلية التجارة الخارجية فيقول : عقدت العديد من الصداقات الإليكترونية مع شباب وفتيات من مختلف الأعمار والثقافات والجنسيات دونما محاذير أو قيود من الأهل ، أو الجامعة ، ونتكلم بكل الحرية ، في كل الموضوعات دونما حرج حتي في موضوعات الثقافة الجنسة ، فوجئت بأن الفتيات هن أكثر جرأة من الشباب ، في الحديث عن هذا الأمر ، ربما لما يوفره الإنترنت من حرية لاتكفلها الأسرة أو الجامعة لهن .. وربما لأننا نتعامل بأسماء مستعارة فلاخوف من إستغلال هذه الأحاديث والحوارات ضدهن، ولكن في بعض الأحيان تتطور الأمور إلي تبادل عناوين البريد الإليكتروني وأجد بريدي مليئ بالعبارات الحارة، وأيضا الصور الشخصية والهدايا الإليكترونية المتنوعة.[c1]ضوابط ومحاذير[/c] ويؤكد خبراء المعلوماتية الإنترنت أن هناك العديد من البرامج التي تتيح الدردشة عبر الإنترنت مثل MiRc وyaHoo ، وبمجرد الإتصال بشبكة الإنترنت يتم إستخدام إحدي أدوات البحث سواء في «ياهو» أو أي برنامج آخر ثم يتم البحث عن كلمة «Chat» وبذلك تصبح داخل إحدي قنوات المحادثة مع اعتبار اسم الغرفة عادة يكون هو موضوع النقاش ، وبعد إختيار غرفة النقاش المناسبة مثل sportsf وتدخـل بإسم مستعار ضمن مجموعة المتحاورين من خلال لوحة المفاتيح.وينصح هؤلاء الخبراء الأصدقاء الاليكترونيين بعدم إستخدام أسماؤهم الحقيقية ، وألا يمنحوا ثقتهم لأحد، والابتعاد عن اللغة المبتذلة ، والموضوعات اللاأخلاقية ، والحرص علي ألا يجرك الآخرون للخوض في أحاديث لاتتفق مع أخلاقياتك .. والابتعاد عن أية علاقات عاطفية تتم من خلال الإنترنت ، وعدم تبادل الصور الشخصية وعناوين البريد الإليكتروني .. ولاتحاول إحراج الآخرين ، أو تقلل من شأنهم لأنك ستجد ألف واحد علي الأقل يقفزون إليك ليخسفوا بك الأرض! وليحرص كل الأصدقاء الإليكترونيين علي أن تكون مواضيع الحوارات هادفة لاهادمة ، و هناك العديد من الغرف مقسمة حسب الموضوع أو العمر أو الاهتمامات أو الموضوعات الـGenreaal العامة ويمكن لكل الأصدقاء استخدامها كما قلنا بأسلوب مؤدب ، وعدم التسرع، وببساطة وصدق حتي يمكنك بحق أن تكتسب أصدقاء إليكترونيين من كل أرجاء العالم. ويؤكد الخبراء أن برامج الدردشة والبريد الإليكتروني ليست مجرد صندوق مغلق علي ما فيه من أسرار شخصية مخزونة علي شبكة الإنترنت ، بينما هو أكبر صندوق مفتوح للمعلومات في العالم، خاصة بعد إنتشار برامج الاختراق ، لذلك أنبه علي أن يقوم كل شاب باستمرار بحذف رسائله الإليكترونية بعد الانتهاء من قراءتها .. وأيضا التخلص من أية رسائل مجهولة المصدر لتجنب مخاطر الفيروسات المدمرة، فأكرر القول بضرورة الامتناع عن الإدلاء بأية معلومات صحيحة عن شخصية المتحاربين عبر الانترنت لمنع أية مشاكل قد تحدث في المستقبل.[c1]مخاطر نفسية[/c]و يؤكد خبراء الطب النفسي أن برامج المحادثة الإليكترونية ، والبريد الإليكتروني عبارة عن جواز مرور للتواصل عبر عالم الانترنت مع العالم كله بلا حدود ، أو معوقات، ويتوقف التعامل مع هذا العالم الجديد الذي اقتحم منطقتنا العربية منذ سنوات قليلة ، علي مدي الوعي الشخصي ، فربما ينخدع الشباب في هذه الخدمات المجانية، كما يدفعهم للإقراع عليها دونما جدوي أو محاذير .. وتكون النتيجة التعرض لمخاطر نفسية عديدة أبرزها ما يعرف «بإدمان الإنترنت « نتيجة قضاء الشباب ساعات طويلة أمام الكمبيوتر دونما كلل أو ملل لإرسال كم هائل من الرسائل الإليكترونية أو الدردشة مع أصدقائهم الإليكترونيين . ويري خبراء في علم النفس أن الإنترنت قد سبب أمراضاً عدة من أهمها أمراض الاغتراب الاجتماعي، وفتور العلاقات بين الأشخاص ، فبدلا من كونهم مستخدمين لشبكة الإنترنت ، صارت الشبكة هي التي تستخدمهم!! وتتفاقم الخطورة مع الشباب الذين يعانون الفراغ فتصبح برامج الدردشة ، أو الإنترنت عموما هي الهم الأول في حياتهم .. الإنترنت حاليا أصبح من أدوات تخريب عقول الشباب التي تحارب بها الشعوب بعضها البعض ، خاصة مع إنتشار أجهزة الكمبيوتر ، وأعتقد أن العبء الأكبر لابد أن يقع علي أجهزة الاعلام لتوعية الشباب بالستخدامات الإيجابية أو السلبية لعالم الانترنت الايجابية أو السلبية لعالم الإنترنت .[c1]{وكالة الصحافة العربية }[/c]