* وجه أيمن الظواهري الرجل الثاني في تنظيم “القاعدة” الإرهابي رسالة من مخبئه إلى رجال الدين السلفيين في اليمن يعاتبهم على عدم القيام بواجب الجهاد الذي كانوا ألزموا به أنفسهم في البيان الذي أصدروه من جامع المشهد بالعاصمة نهاية العام الماضي.. وقد فهم تنظيم “القاعدة” الإرهابي تلك الرسالة وفهمها الآخرون حتى في غياب أي قوات أجنبية محتلة في اليمن ولا سياح أجانب أيضاً.. كان المخرج من عطالة “الجهاد” إيجاد ذريعة للقتل المجاني.. والذريعة هذه المرة أن النظام في اليمن مرتبط بعلاقات تعاون مع السعودية والولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب.. ولأن هذا النظام له جيش وقوات أمنية هي التي تحميه كما يقول تنظيم “القاعدة” فإن واجب “الجهاد” سوف يستهدف تلك القوات، ولأن معسكرات الجيش في الجنوب بعيدة عن المدن ويصعب استهدافها، فقد وجدوا في رجال الأمن الذين يرتبطون بالحياة اليومية في المجتمع هدفاً سهلاً لهذا “الجهاد” وهذا ليس تحليلاً من عندنا بل قولهم الذي يقولونه في بياناتهم وفي اعترافاتهم بمسؤوليتهم عن عمليات القتل تلك.* بالأمس قتلوا وجرحوا أكثر من 17 جندياً في لودر بكمائن غدر وقبل ذلك اصطادوا ثلاثة وقبله خمسة في شبوة واحد عشر في عدن وفي الضالع.. أما بالمفرق فالعمليات الإرهابية استهدفت كثيراً من الجنود هنا اثنان وهناك واحد.. وينبغي فهم دلالة حدوث ذلك في مناطق جنوبية مختارة.. فمن ناحية، هناك ظروف مواتية بفعل فوضى الحراك إلى جانب أن هذه الظروف تراها “القاعدة” مناسبة على المدى القريب لإقامة “ولاية إسلامية” هنا أو هناك، فضلاً عن أن هناك دعاة يهيئون للقاعدة.ولدينا يقين أن تنظيم “القاعدة” لا يمكن أن تكون له “إمارة” في اليمن ولا في أي مكان في العالم ويستحيل أن يعوض ما خسره في افغانستان طالبان.. لكنه قادر على إرواء نهمه إلى الدماء ولو إلى حين بفعل ظروف وملابسات معروفة.. وهذه القدرة سوف تبقى قائمة حتى لو بقي على قيد الحياة أوالحرية مجموعة صغيرة من الإرهابيين.. لأن واحداً لا يبالي بالحياة ولا يضع اعتباراً لأرواح البشر قادر على أن يقتل المئات.* قدرة الإرهابيين على القتل والدمار لن تزول إلا باجتثاث الإرهاب من جذوره.. إن عملية إرهابية كبيرة مثل التي وقعت في أبين بالأمس وقتل فيها ذلك العدد من رجال الأمن والمواطنين كافية لتبرير تنفيذ أكبر عملية عسكرية وأمنية لاجتثاث الإرهاب.. عمليات إرهابية أقل خطراً وخسائر مما وقع لنا حدثت في السعودية ومصر وتونس ودول عربية أخرى كانت مدعاة لقيام تلك الدول بقمع الإرهاب.فهل ستضع حكومتنا هذه القضية في رأس قائمة أولوياتها؟.. هناك من يزعم أن عملية مكافحة واسعة للإرهاب ليس هذا وقتها لأن هناك حوثيين في الشمال وحراكاً في الجنوب.. وفي الحقيقة هذا التخويف يجب التحرر منه.. صحيح أن هذين الطرفين مزعجان ولكن ليس خطرهما كخطر الإرهاب.. ولذلك ينبغي أن يحتل أولوية ولو لمدة عام.
أخبار متعلقة