مما لا شك فيه أن الديمقراطية منحت الأحزاب اليمنية الموجودة في الساحة الكثير من المقومات الغير موجودة في العديد من دول المنطقة من حيث مساحة الحرية والتعبير عن الرأي بالعديد من الوسائل والتي لم ترعاها بعض الأحزاب، ومن خلال تلك الحرية الممنوحة أصبحت بعض هذه الأحزاب تسير في المسار الخاطئ بل قد وصل الحد ببعـضها إلى إعلان مواقف تُضر بمصلحة الوطن العظمى، كل ذلك فقط لأن هذه الأحزاب تشكل معارضة من أجل المعارضة فقط وليست معارضة من أجل الوطن . فعندما نرى تكتل اللقاء المشترك ( أعداء الأمس أصدقاء اليوم ) !!! فإننا نضع الكثير من علامات الاستفهام حول أيديولوجيات هذه الأحزاب التي ربما أعلنت التكتل بالاسم فقط ، والدليل اختلافها فيما بينها وعدم قدرتها على إدارة الخلافات هذه ، وهذه حقائق ليست من نسج الخيال ، فالمتطلع لصحفهم ومواقعهم وتصريحاتهم التي تصدر عن قياداتهم يرى فيها الكثير من التناقضات والاختلافات الحادة ، فكيف لهم أن يديروا دولة وهم لم يستطيعوا إدارة خلافاتهم فيما بينهم والسيطرة على قواعدهم وأنصارهم ، ولم يستطيعوا أيضاً كسب ثقة الجماهير والدليل ما حصل في الانتخابات الرئاسية والمحلية عام 2006 ففاقد الشيء لا يعطيه ، مما يعني أنه يجب علينا أن ننظر إلى هذه الأحزاب «أحزاب اللقاء المشترك» من زاوية ماذا قدمت للشعب ؟ من منظوري الشخصي وربما يوافقني الكثير الرأي أنها لم تقدم للشعب سوى الفوضى وإثارة الفتن والإصرار المستمر على خلق الإشكالات وتقمص أدوار تسيء للوطن ولرموزه التي شهد لها التاريخ هم يعلمون حقيقتها ويحسبون أن غيرهم يجهلها وأنهم هم الصواب وغيرهم خاطئ ، ألا يكفيهم عبثاً بالوطن ومقدراته ؟ ألا يكفيهم ما قد جنوه على الوطن من جنايات لن يغفرها التاريخ ؟ وما ذا بقي لهم من أعمال ومخططات لم ينفذوها ؟ فباعتقادي لا يوجد شيءٌ لم يعملوه .لماذا لا تكون لهم مشاركةٌ إيجابية في كل ما يخدمُ مصلحة الوطن بعيداً عن المماحكات والأنانية وحب الذات ، فتعطيلهم للحوار وموقفهم من تشكيل اللجنة العليا للانتخابات وتعديل قانون السلطة المحلية هو أكبر دليل على أنانيتهم وتغليب مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن ، ولماذا يحاولون وأد كل جميل حين ولادته ؟ الكثير من الأسئلة تطرح نفسها وتحتاج إلى إجابات بشفافية ومصداقية علَّ هذه الأحزاب تُدرك أخطائها وتتراجع عنها لما سيكون لهذا التراجع من مدلولات قد تُفيدها مستقبلاً إن استمرت أحزابها تمارس العمل السياسي ، فالاعتراف بالحق فضيلة ولا ينقص من قيمتها شيء والله من وراء القصد . [email protected]
|
اتجاهات
فاقد الشيء لا يعطيه
أخبار متعلقة