كتب / أحمد علي عوضتأتي المعارضة على رأس قائمة الصعوبات العديدة والمتنوعة التي يواجهه الأهل يومياً مع أطفالهم،مما جعل العلماء يبحثون في أمرها بصفتها آفة أم طبيعية. ويعد استخدامها عند الأطفال وسيلة للتكيف مع المراحل الجديدة في حياتهم ليكتبوا استقلاليتهم،كما أنها تمثل القوت الضروري لتعبيراتهم الصادقة،وظاهرة صحية لنموهم على نحو سليم ومعافى مهما يبدو الأمر متناقضاً لتستمر معهم في جميع مراحلهم وأطوارهم إلى أن يتركوا المنزل الأسري ويستقلوا بحياتهم.وتنشأ هذه الظاهرة كنتاج طبيعي في التعبير عن الرفض لكافة أوجه فرض الممنوعات في الوسط العائلي والاجتماعي والمدرسي انطلاقاً في رغبة الطفل في تأسيس وتكوين القوانين الخاصة به من إدراكه الشخصي لتلك الممنوعات التي تساعده على خلق(الأنا العليا) بداخله.وبتواتر الصراعات يومياً بشكل آلي وديناميكي وتعدد وتنوع اختلافاتها غير المتماثلة من حيت الدلالة والمضمون والمظاهرتتضاعف لديه التعبيرات الرافضة بلفظه(لا)وتزداد تعمقاً وإصداراً بوضوح من خلال البكاء المصحوب بالغضب والعدوانية للقيام بما هو مطلوب منه بحيث يتسع نطاق المعارضة عبر وسيلة الرفض في حالة خلو التعامل معه من المجادلة والنقاش الرامي إلى إقناعه مما يجعله يتخذ لها أساليب أكثر عنفاً ومشاكسة تتجلى في تعمده الامتناع عن تنفيذ الأوامر والتعليمات أو العزوف عن القيام بالفروض والواجبات إضافة إلى افتعال بعض التصرفات الدالة على عجزه بوضعية خاصة تتميز بالثأثير على المحيطين به ولفت نظرهم لاستقطافه والعدول عن رأيهم السابق.والأطفال حالهم كالكبار في المشاعر والأحاسيس منهم ينزعجون كثيراً من مواجهة الإكراهات والضغوطات العائلية والاجتماعية والمدرسية والثقافية مترجماً انزعاجه عن طريق اتخاذ موقف حاسم وجاد تجاه كل تلك الإكراهات من دون أن يكونوا قادرين على إعطاء التفسيرات الكفيلة بإيضاح رفضهم أو شرح مكامن الغلط.
|
ثقافة
المعارضة عند الطفل .. مرض أم علامة صحة ؟
أخبار متعلقة