إسلام أباد/14 أكتوبر/سايمون كاميرون مون: أعلن الجيش الباكستاني أمس السبت إن القوات الباكستانية استعادت السيطرة الكاملة على مينجورا البلدة الرئيسية في وادي سوات بعد أسبوع من دخولها لطرد الآلاف من مقاتلي حركة طالبان. وستزيد استعادة السيطرة على البلدة من فرصة أن يبدأ البعض من بين أكثر من مليوني شخص فروا من منطقة الصراع العودة قريبا إلى ديارهم مما يخفف من الأزمة الإنسانية. وقال الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش في مؤتمر صحفي «من الجيد أن مدينة مينجورا أصبحت تحت السيطرة الكاملة لقوات الأمن.» وتشعر الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بالرضا لأن الجيش اظهر تصميما في قتال طالبان. وكانت هناك مخاوف على أمن أسلحة باكستان النووية إذا سمح بامتداد تهديد حركة طالبان إلى أي نقطة قريبة من العاصمة. وكان نحو 300 ألف شخص يعيشون في مينجورا حتى احتلت طالبان البلدة في أوائل مايو أيار عندما بدأ الجيش هجومه في سوات وهو واد في شمال غرب باكستان. وأوضح عباس إن قوات الأمن قامت بتأمين منطقة تمتد لمسافة 70 كيلومترا شمالي مينجورا التي تضم بلدة بحرين. وكان عباس قال قبل فترة قصيرة من المؤتمر الصحفي إن بعض المتشددين ما زالوا يقاومون القوات على مشارف مينجورا. وأضاف أن فرقا طبية وإمدادات غذاء بدأت تصل إلى البلدة التي أصبحت معزولة منذ بداية الشهر. وتم إعادة تشغيل إمدادات الغاز لكن شبكة الكهرباء في حاجة إلى الإصلاح. وأشار عباس «سيتطلب الأمر أسبوعين على الأقل لاستعادة الحياة اللائقة.» وأضاف عباس أن 1217 متشددا من طالبان قتلوا منذ بدء القتال في أواخر أبريل الماضي وقتل 81 جنديا وأصيب 250. ولا تتوافر تقديرات مستقلة للخسائر البشرية. ودفع نزوح أعداد كبيرة من أهالي الوادي ومنطقتي لوير دير وبونر المجاورتين حيث اندلع القتال في منتصف أبريل نيسان الأمم المتحدة إلى إصدار تحذيرات من أزمة إنسانية طويلة الأمد. وطالبت الأمم المتحدة بتقديم دعم دولي لمساعدة باكستان على التعامل مع الأزمة الإنسانية قدره 543 مليون دولار. وقدمت عائلات في المناطق الآمنة المجاورة المأوى لحوالي 90 في المائة من النازحين من منطقة القتال بينما توجه الباقون إلى مخيمات أقيمت حول بلدات مثل ماردان وسوابي. وهناك مخاوف من تفشي الأمراض مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف في السهول أسفل الجبال في شمال غرب باكستان. وقدر الجيش في البداية أن المتشددين لديهم حوالي خمسة آلاف رجل في سوات ولكنه قال في وقت لاحق إن لديهم حوالي ألفين فقط من المقاتلين الرئيسيين. وقال الجيش إن حوالي 15 ألف جندي مدعومين بالمدفعية وسلاح الجو شاركوا في الهجوم. وأمرت الحكومة الباكستانية الجيش بالتحرك بعدما تحرك المتشددون جنوبا من معقلهم في سوات إلى بونر وهو واد يقع على بعد مئة كيلومتر فقط عن العاصمة إسلام آباد. وشن المتشددون سلسلة من الهجمات بالقنابل والأسلحة في مدن باكستانية خلال الأيام القليلة الماضية في محاولة لتخفيف الضغط على قادتهم الذين يتقهقرون في سوات. وأغلق الجيش معظم الطرق المؤدية إلى سوات مما عرقل الإمدادات والتعزيزات للمتشددين واستهدفت الحملة بالفعل قواعد الإمداد والنقل للمتشددين الذين كانوا يفرون شمالا إلى وادي كلام حيث يجري نشر قوات لملاقاتهم. وهناك توقعات بان الجيش سيحول تركيزه إلى منطقة وزيرستان الجنوبية القبلية الواقعة على الحدود الأفغانية بمجرد أن يسود الهدوء في إقليم سوات. ويتزايد التوتر في وزيرستان حيث يحاصر الجيش قوات بيت الله محسود زعيم حركة طالبان الباكستانية وبدأت بعض العائلات النزوح خارج المنطقة. وقتل الجنود ثلاثة متشددين أمس السبت بعد أن تعرضت قافلة للجيش للهجوم بينما هاجمت طائرة هليكوبتر عسكرية أهدافا للمتشددين في الأسبوع الماضي.