التلوث البيئي وعلاقته بسلامة الأمن الغذائي
رصد/محمد فؤاد راشد:ثمة مصدران لتلوث الغذاء: البيئة الطبيعية و الإنسان. يتلوث الغذاء في البيئة الطبيعية نتيجة استخدام المبيدات الحشرية و الأسمدة الكيماوية في الزراعة، حيث تتجمع هذه المواد في المحاصيل الزراعية بمعدلات قد تكون ضارة للإنسان و الكائنات الأخرى و ذلك بسبب عدم التقيد بإرشادات السلامة و فترة الأمان أثناء استخدامها، و التي تضمن انخفاض نسبة تلك المواد السامة في الأغذية إلى معدلات مطلوبة.و من مصادر تلوث الغذاء الأخرى في البيئة الطبيعية: الهواء و مياه الري. فالملوثات التي يحملها الهواء قد تصل إلى النبات مباشرة أو عن طريق الأمطار و التربة. كما تحمل مياه الري الملوثة بالملوثات الكيماوية و الجرثومية المختلفة التلوث إلى التربة و النبات.[c1]نواتج احتراق الفحم والمشتقات النفطية[/c]يظهر ذلك في سوء تصنيع الغذاء من خلال إضافة المواد الضارة (الملونات- الحافظات- المنكهات- محليات- و مضادات الأكسدة- إلخ) أو التلوث من العبوة أو الغلاف و قد يتلوث الغذاء أثناء المعالجة الحيوية و الحرارية للغذاء، تحلل الزيوت بالحرارة. و تتلوث المأكولات المعلبة نتيجة المواد المستخدمة لحفظها كالرصاص و الزرنيخ و الزئبق و الكوبالت إضافة إلى ملوثات أخرى. و معروف أن معظم تلك المواد تلعب دورا هاما في التسبب بأمراض السرطان.أيضا ولا ننسى التلوث بالجراثيم و الميكروبات الموجودة في الهواء و الغبار أو التي تنقلها الحشرات الضارة.والتلوث بالأسمدة الكيماوية و المبيدات الحشرية و الهرمونات التي تضاف إلى النباتات و علف الحيوانات لتساعد على النمو السريع.التلوث بنواتج احتراق الفحم و المشتقات النفطية التي تلوث الهواء و بدوره يلوث الغذاء.إلى جانب التلوث نتيجة حفظ المواد الغذائية في أكياس أو علب بلاستيكية خاصة المتدنية في مواصفات التصنيع.والتلوث الناجم عن المواد المشعة و المواد النووية وهو اخطر أنواع التلوث.[c1]حماية الغذاء من التلوث[/c] و يكون عن طريق إتباع التالي:منع استخدام المبيدات الخطرة على الصحة و البيئة. إضافة إلى الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية و المبيدات الحشرية و استبدالها بالأسمدة العضوية و المبيدات الحيوية.إلى جانب. استخدام مياه ري نظيفة لسقاية المزروعات و خاصة التي تؤكل نيئة وتوفير مياه شرب نظيفة و تنظيف و تعقيم خزانات المياه بشكل دوري.منع بيع الأغذية المكشوفة بأي شكل من الأشكال وإجراء فحص طبي و مخبري دوري للعاملين في مجالات التصنيع الغذائي و المطاعم و غيرها.عدم استخدام العلب البلاستيكية و أكياس النايلون لحفظ الطعام. ذبح الحيوانات في الأماكن المخصصة لها و تحت إشراف صحي بيطري.وهناك أيضا عوامل مساعدة للحد من التلوث الغذائي تتمثل في اختيار الأطعمة و المشروبات الطازجة و الابتعاد عن المعلبات قدر الإمكان وغسل الأيدي جيدا قبل تناول أي طعام ولا ننسىتنظيف أواني المطبخ قبل استعمالها تنظيفا جيدا.ويسبب هذا النوع من التلوث الغذائي كائنات حية ممرضة ينجم عنها حدوث حالات التسمم الغذائي , ويعتبر الغذاء الملوث بالميكروبات من أهم أسباب إصابة الإنسان بالإمراض إن مشكلة متبقيات المبيدات في الغذاء هي الأكثر خطورة بين أنواع الملوثات الأخرى , نظرا للاستخدام الواسع للمبيدات للقضاء على الآفات الزراعية والحشائش , وأيضا لما لهذه المركبات من خاصية التراكم في الإنسان والحيوان والبيئة بسبب استخدام أنواع شديدة السمية ومحظورة , أو استخدامها بشكل خاطئ أي قبل عملية تسويق مباشرة , دون اعتبار لفترة الأمان الواجب مضيها قبل تناول هذه المنتجات . [c1]تأثير عوادم السيارات على البيئة والإنسان[/c] يعتبر غاز أكسيد الكربون من أهم نواتج عوادم السيارات المؤثرة على البيئة وعلى الإنسان مباشرة , وعنصر الرصاص هو أيضا من نواتج عوادم السيارات السامة التي تصل إلى الغذاء , إما بسبب الزراعة بجانب الطرقات أو عرض المواد الغذائية بطرق غير صحيحة على جوانب الطرق، وعنصر الرصاص من المعادن الثقيلة المسببة للكثير من الإمراض كأمراض الجهاز الهضمي وإمراض الجهاز العصبي , كما يسبب أيضا مرض فقر الدم . تعتبر مركبات النيرات والنتريت والفوسفات والفلورايد والكادميوم من نواتج , واستعمال الأسمدة الصناعية , وهي مواد ملوثة للتربة والمياه ولها آثار سيئة على صحة الإنسان . تعتبر المعادن الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والزرنيخ والكادميوم والسيلينيوم من اخطر المواد التي تلوث التربة والماء وتنتج من مخلفات المصانع , وهي مركبات سامة ولها أثرها السيئ على البيئة والغذاء ,ومن ثم على صحة الإنسان , واصل هذه المخلفات إلى الغذاء عن طريق الأبخرة والغازات الناتجة , أو عن طريق تسربها إلى مصادر المياه , واستعمالها في ري المزروعات وشرب الحيوانات . ونشير هنا أيضا إلى بعض الملوثات الكيميائية في الغذاء والتي عادة ماتضاف بفعل الإنسان , وتشمل المضادات الحيوية والهرمونات التي تستخدم لتسريع نمو الحيوانات كما تشمل أيضا محسنات النكهة واللون , كالمنهكات والملونات التي ثبتت مسؤوليتها عن الكثير من أنواع السرطان , وقد تم منعها في عدد من دول العالم بعد إن أكدت الدراسات أنها السبب الرئيسي في قائمة طويلة من الإمراض.