على مدى ثلاثين عاماً مضت، أكد الأستاذ (أحمد بن غوذل) أنه فارس مقتدر في صناعة الألحان، وفي إختيار الأصوات المناسبة المؤدية لتلك الألحان التي خلقتها موهبته الفطرية التي تأسست على وعي معرفي أكتسبه عبر الدراسات الأكاديمية النظرية، ثم على تراكمات من التجارب التي عمقت خبرته في مجال الموسيقى.ولعل تأملاً سريعاً في صفحات سفر تجربته، يجعلنا نسترجع أعماله الرائعة التي أنتشرت في فضاء الغناء اليمني / على أقل تقدير / من خلال الأصوات التي أحتضن ولادتها ورعاها وحنا عليها لتنمو شيئاً فشيئاً حتى قويت وتصلب عودها وأصبحت تحتل موقعها في حقول الطرب والغناء.ولولا بن غوذل الذي نبش في أكوام التراث الغنائي اليمني، ليخرج التي تكدست عليها غبارات النسيان.. ولولا أحمد بن غوذل لما عرف مطربون ومطربات مثل: أمل كعدل / ماجدة نبيه / عبدالله الصنح / كفى عراقي / نصر دحمان / إيمان إبراهيم/ منى همشري (رحمها الله)/ نشوى / وفاء أحمد سعيد / واخرين .. لولاه لما عرف أيضاً عدد من شعراء النص الغنائي بغض النظر عن تفاوت مواهبهم وتباين مستويات إمكاناتهم الثقافية وإدراكاتهم الفكرية!!لقد دخل الفارس الرهان، وخرج منتصراً من معظم معاركه، وظل محتفظاً بكل إنتصاراته.. ولا يخالجنا شك في استمرار تحقيق الإنتصارات بوصفه فارساً يكتنز تجارب عميقة في ميدان الموسيقى والتعامل مع النصوص الشعرية بتلاوينها المختلفة / سواء كانت عامية أو فصحى.وإذا كان حال أحمد بن غوذل كذلك طوال الثلاثين سنة الماضية، فإننا نخشى، فيما نخشى عليه، في الوقت الحاضر أن يصبح فارساً من دون فرس بفعل تناثر وتشتت تلك الأصوات من دائرته - وهي الخاسرة أيضاً - ونتيجة لغياب البديل / وإن كان هذا البديل موجوداً لإن اليمن معطاء/ المناسب الذي يمتلك الإستعدادات التي من شأنها تؤهله لإحتلال موقعه في الساحة الغنائية.. وهنا لا يغنينا القول أن فارسنا أحمد بن غوذل ما يزال يختزن طاقة هائلة من الألحان، ولكن ما جدوى أن يكون الفارس من دون فرس؟!
|
رياضة
بن غوذل.. فارس بلا فرس !!
أخبار متعلقة