صنعاء/ سبأ : كتب/ المحرر السياسي:يصادف اليوم الثلاثاء الذكرى التاسعة والعشرين لانتخاب مجلس الشعب التأسيسي للأخ علي عبد الله صالح رئيسا للجمهورية، في وقت كان البلد يمر في أصعب المحطات وتواجهه تعقيدات وأوضاع مـتأزمة وأعاصير وتحديات خطيرة كادت تودي بحاضر ومستقبل أبناء اليمن. وبكل المقاييس والحسابات فإن الـ 17 من يوليو 1978م, يعد محطة هامة في تاريخ الشعب اليمني الحديث ونقطة انطلاق نحو بناء المستقبل المشرق لليمن, فضلا عن كونه يمثل تعبيرا صادقا عن إرادة الشعب الحرة بوصول رئيس لأول مرة عن طريق الانتخاب من قبل ممثلي الشعب, وليس عبر الدبابة والانقلاب أو التآمر الداخلي أو الخارجي , ليجسد اليمن بذلك استقلالية قراره الوطني وتحرره من أية تبعية أو وصاية خارجية.وبالرغم من حالة الانفلات الأمني والاضطراب السياسي الذي كانت تعيشه البلد وغذتها عوامل التشطير على المستوى الداخلي ، وظروف الحرب الباردة على المستوى الخارجي, إلا أن هذا القائد الوطني التاريخي بما امتلكه من صفات قيادية فذة ورؤية صائبة استلهمت دوما المصالح الوطنية العليا, استطاع في غضون فترة زمنية محدودة التعامل بحكمة وحنكة مع الملفات الشائكة وإخراج البلد من حالة دولة والفوضى التي كانت سائدة آنذاك, إلى منعطف جديد ونقطة انطلاق لدولة عصرية قائمة على النظام والقانون وتسير بخطى متسارعة نحو تحقيق غايات وطموحات أبناء اليمن على مختلف الأصعدة السياسية والديمقراطية والتنموية والاجتماعية وغيرها. ومن غير الإنصاف ، ولا المنطق، التعامل مع يوم السابع عشر من يوليو على انه مجرد تاريخ لليوم الذي تولى فيه الرئيس علي عبدالله صالح منصب الرئاسة وتوليه قيادة مسيرة التنمية في الوطن, ففي ذلك مجافاة للمنطق، تاريخيا وسياسيا، وقراءة مشوهة لفترة هامة، من التاريخ المعاصر لليمن، الذي يسجل في ثناياه هذا اليوم على أنه حقبة سياسية مميزة، في تاريخ الوطن وحياة الشعب اليمني، حملت معها نهاية عقلانية لمسلسل الجنون السياسي والعنف والإضطراب، ومهدت في نفس الوقت لبداية حقبة سياسية جديدة ،قامت على أنقاض مخلفات الإمامة والاستعمار والتشطير، و لا تقبل أي نوع من التشوهات السياسية والاقتصادية، ولا تنطوي إلا على الأمن و الاستقرار والتنمية والديمقراطية والتقدم .فمنذ السابع عشر من يوليو عام 1978 ، وعلى مدى تسعة وعشرين عاما بدأت عملية تحولات استراتيجية كبرى انتهت مرحلتها الأولى بعد 12 عاما، وبالتحديد في 22 مايو 1990، بانطلاق أهم مشروع وطني إستراتيجي وقومي ، ألا وهو إعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام دولة اليمن الموحد (الجمهورية اليمنية)ترجمة لأهداف الثورة اليمنية الخالدة( 26 سبتمبر و14 أكتوبر ) لتبدأ مرحلة جديدة قوامها البناء والنهوض الحضاري الشامل.ومابين الـ 17 من يوليو 1978م و الـ 17 من يوليو 2007، تتجلى ملامح الإنجازات والتحول الكبير الذي شهده الوطن، في ظل قيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الحكيمة، وما تميز به من إرادة سياسية رشيدة وملهمة استطاعت أن تجند كل الطاقات الوطنية المهدورة لتبني وطناً كاد يفقد، قبل ما يقارب ثلاثة عقود من الزمن, توازنه وتأثيره الجيوسياسي تحت تأثير الفتن الداخلية والتجاذبات الإقليمية والدولية, وأن يعزز دور اليمن على صعيد أمته العربية والإسلامية ومكانته إقليميا ودوليا .ولم تأت تلك التحولات والإنجازات الرائدة التي امتدت لتغطي كل أرجاء اليمن بسهولة ويسر، بل عبر مراحل شاقة ومضنية واجهتها الكثير من التحديات والصعوبات، التي يدرك الجميع مفرداتها وتفاصيلها, إلا أن مهارة وحكمة هذا الزعيم تجاوزتها وتغلبت عليها عبر الإنتصار لإرداة الشعب وإلحاق الهزيمة بأعدائه ( أعداء الثورة والجمهورية والحرية والديمقراطية والتنمية والوحدة) .إن الإنجازات العظيمة التي تحققت لليمن في ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح, ستظل محطات مضيئة وشواهد حية في تاريخ اليمن الحديث ليوم 17 يوليو, ومخلدة في ذاكرة الشعب حتى وأن حاول بعض المكابرين ومن في نفوسهم مرض تشويهها أو التقليل من شأنها, ومحصنة ضد أية محاولات من الحاقدين و المتآمرين مع أعداء الوطن لاستهدافها.ختاما يمكننا القول وبكل ثقة إن عملية البناء السياسي والديمقراطي والاقتصادي والإجتماعي والثقافي التي بدأها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح منذ 29 عاما ، تواصل اليوم مسيرتها بخطى حثيثة وواثقة صوب المستقبل المنشود ولا يمكن لأحد إيقافها أو اعتراضها لأنها باتت تعبرعن إرادة وطموح كافة أبناء الشعب اليمني.
|
تقارير
17 يوليو .. نقطة انطلاق نحو مستقبل واعد
أخبار متعلقة