يورو 2008م.. دقت ساعة الصفر (5)
عيدروس عبد الرحمن اليوم تنتخب أروبا كروياً، عريساً جديداً لها في مسابقات ومنافسات تستمر وتتواصل وتتأهل حتى التاسع والعشرين من شهرنا الجاري لاختيار الأفضل، الأجمل، الأروع من كل فنون وأصناف الكرة الأوربية .. واليوم يبدأ ماراثون كرة القارة العجوز بين 16 فريقاً غالبيتهم مؤهل وجدير بحمل الكأس رقم 13 على أرض السلام والسكينة والأمان العالمي لقاء الافتتاح يجمع اليوم مساءً البلد المضيف مع جمهورية التشيك في أول اختبار حقيقي لأصحاب الأرض السويسرية وفتح مزاد البحث عن لقب أوربي ينشده الجميع ويحصل عليه فريق واحد .. فالفريق السويسري بتجاوزه لمباراة الافتتاح سوف يمنح أصحاب الأرض فرصة لا تعوض لفتح باب ولوج الدور الثاني .. وتأكيداً بأن بلد رئيس ألفيفا جاء ليورو 2008 ليس من سلم الضيافة ولكن من محطة الجدارة والاستحقاق.وكنا قد استعرضنا في حلقاتنا السابقة المجموعات الثلاث لنختتم ذلك بالحديث عن المجموعة الرابعة التي يعتبرها البعض المجموعة الأقوى بعد مجموعة الموت لأنها تضم حاملة اللقب ، وفريقين طموحين داعبتهما أحلام الانتقال من مراكز المنافسة الكروية للحصاد الكروي ونقصد بهما اسبانيا والسويد إضافة لروسيا وبطلة النسخة الأخيرة اليونان.[c1]اليونان [/c]فاجأت الجميع في يورو 2004 وخطفت اللقب وهي الأبعد عن الترشيح ولقنت البلد المضيف ( البرتغال) درسين في الافتتاح والختتام لتحمل أكاليل الغار صوب أثينا .. وجاء تأهل اليونان بجدارة لصدارة مجموعته وعليه مهام صعبة جداً أبرزها الدفاع عن اللقب القاري الذي دخل خزائنه لأول مرة في ظل يقظة أروبية كروية لن تسمح ( هذه المرة ) بصعود بطل جديد وإضافة اسم جديد لقائمة الأبطال ولن يكون طريقها مفروشاً بالورود بل بغاية الصعوبة خاصة في ظل احتدم الصراع على بطاقتي المجموعة بين حامل اللقب اليونان وكل من اسبانيا والسويد ويمتاز الفريق اليوناني بحفاظه على مقومات فوزه التاريخي أوربياً بالفريق الفائز في يورو 2004 وعبقرية ودهاء مدربه ( جرماني) ليقود معارك المستطيل الأخضر بهدوء الشيوخ وهمة الشباب.[c1]أسبانيا[/c]لم يعرف هذا البلد فرحاً كبيراً منذ عام 1964 عندما حملت كأس أورباء لأول وآخر مرة، وهذه المرة تقف أسبانيا أمام تحديات جمة أهمها: أما آن الأوان للقب عالمي أو أوربي يعزز جماليات الدوري الأسباني ويؤكد جدارة الشباب الصاعد كروياً الذي فرض على مدربه العجوز بالاستغناء عن أفضل لاعب في الليجا وأقحم المدرب في حرب صحافية ضد قناعاته باختيار راؤول ضمن الفريق الأسباني ..وهو ما جعل المدرب يضع سمعته وتاريخه أمام تحدي الانتحار أن يكون أو لا يكون أن يفوز باللقب ويفوز على تيارات الأقلام الملكية .. أو أن يقطع تذكرة اللاعودة لتدريب الفرق الوطنية .. اسبانيا تمتلك فريقاً ضارباً في كل الخطوط باستثناء حاجة وحيدة وهي طموحات الفوز بالألقاب وخبرة المواعيد الصاعدة لمنصات التتويج وهو السؤال الذي ظاهره الرحمة وباطنه العذاب لماذا اسبانيا لا تفوز بالمواعيد الهامة رغم أنها تمتلك مقومات وأسباب تلك المواعيد وهو السؤال الذي يضع الأسبان أمام ضغط رهيب يضر أكثر من النفع.[c1]روسيا [/c]سيتذكر الب الروسي ويرفع قبعات الأمتنان للكروات الذين أعادوا الدروس للبطولة على حساب الإنجليز بعد تعادل روسي المخيب أمام العدو الصهيوني .. ولعل روسيا تكمن في وجود لاعبين متقاربي المستوى ومدرب هولندي سمعته تسبق قيادته وتاريخه أشبه بصفحة بيضاء مملوءة بالنجوم والإنجازات.. حتى أعتبر الكثير أن مشاركة روسيا أوربيا هذه المرة لا تعدو أن تكون كمالة عدد ورقم سهلاً يمكن تجاوزه بكل يسر دون الحاجة لبذل مزيد من الجهد ولكن الدب الروسي عودنا دائماً أنه ينام طويلاً إلا أن حالات يقظة تعيدنا إلى عام 1988م عندما فاجأ اروبا بفريق نافس الأبطال بجمال الأداء ورشاقة الكرة بين أقدام لاعبيه .. ولأنه يعلم أن الكثير يعتبره حصالة نقاط فأنه عازم على تغيير ذلك الاعتقاد في ظل قيادة هولندية تجيد خلط الأوراق كما تبدع في إبراز المواهب الخفية في الفريق الروسي[c1]السويد [/c]مشكلة السويد أنها ترفض البقاء في الصفوف الخلفية كروياً ولا تستطيع بالمقابل الانتقال من مناطق الدفء إلى محطات الإثارة والمنافسة وطموح الألقاب.. بالسويد كروياً أوربياً تقف عند نقطة المنتصف دون التنازل وعجزها عن التقدم.ولعل يورو 13 يمنحها بصيص أمل على زيادة جرعات التقدم للأمام وتجاوز دور الثمانية وهذا تحد صعب ظل ملازماً للفريق السويدي الذي سيعتمد على مهارة مهاجم الأنتر إبرهيمو فيتش إذا تخلص من الإصابة وبات جاهزاً للبطولة لأنها تمثل تحدياً شخصياً له لسحب آهات الإعجاب التي انحصرت هذا العام تحت أقدام فتى البرتغال رونالدو مهاجم مانشستر يوناتيد .[c1]أخيرا[/c]أخيراً فأن بطاقتي تأهل المجموعة الأولى محسومة للبرتغال + أحد اثنين ( التشيك + سويسرا) .. بينما تتجه حظوظ الفريق الألماني كأبرز المحظوظين بمعية كرواتيا وبولندا مع شحة في حظوظ البلد المضيف على أن بطاقتي المجموعة الثالثة لن تخرج من رباعي الفريق وتحتاج لرجم بالغيب .. مع صلاحيات أولية لثلاثي الفوز بالبطولة .. في حين اسبانيا والسويد هما الأقرب إذا انخفضت معدلات الذكاء للمدرب الألماني للفريق اليوناني حامل اللقب.وكلها تكهنات أما الأكيد الوحيد فإننا سنعيش متعة متلاحقة ومتصاعدة يكون قمتها آخر أيام يورو أوربا. وبكره نشوف.